EN 
توفي الكاتب الراحل وحيد حامد، عن عمر يناهز 77 عاما بعد صراع مع المرض ودخوله المستشفى؛ إثر تعرضه لأزمة قلبية، وتم حجزه في العناية المركزة.
كان وحيد حامد، بمثابة ترمومتر وميزان لقياس حجم الأزمات التى تعيشها البلاد فى كل عصر، وخاصة فى عهد ثلاثة رؤساء دول مروا على هذا البلد، وبرغم أنه لم يلتقِ بهم فإنه عبّر عنهم فى كتاباته وأعماله بكل حرية وقوة، ولكن كانت هناك بعض المواقف التى جمعت بينه وتحديدا حسنى مبارك.
وقال الكاتب والسيناريست وحيد حامد، إنه يشهد للرؤساء الثلاثة جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، بأن جميعهم بشر أصابوا أو لم يوفقوا، لكنهم لم يخونوا الوطن أو يقصّروا تجاهه.
وأضاف "حامد"، خلال لقائه ببرنامج "ON اليوم"، على فضائية "ON Live"، مع الإعلامى عمرو خفاجى، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصل لمرحلة من الشعبية والحب الشعبى لا تقاس، وحتى الآن، موضحًا أنه عندما حدثت النكسة، كان الخوف لدى بعض الناس على جمال عبد الناصر أكثر من خوفهم على البلد.
ولكن يظل الأزمة التي فجرها وحيد حامد فى الجزء الثانى من مسلسل "الجماعة" واحدة من القضايا المثيرة للجدل والتى كشف فيها عن انتماء عبد الناصر للإخوان ثم انشقاقه عنها إلا أن سامي شرف مدير مكتب عبد الناصر نفى جملة وتفصيلًا صحة هذه الواقعة، وقال إن عبد الناصر لم يكن في يوم من الأيام إخوانيًا، كما ورد في مسلسل "الجماعة 2"، مضيفا أن الرئيس الراحل تعامل مع كافة التيارات السياسية لكنه لم ينضم لأي تنظيم منها.
وقال وحيد: إن عبد الناصر انضم لتنظيم الإخوان بالفعل، وكشف ذلك في المسلسل من خلال عدة وقائع محددة استقاها من شهادات لبعض الضباط الأحرار زملاء ناصر؛ ومذكرات جمال حماد مؤرخ الثورة؛ ومذكرات خالد محي الدين عضو مجلس قيادة الثورة التي نشرها في كتابه "الآن أتكلم"، ومذكرات الضابط حسين حمودة؛ ومذكرات المستشار الدمرداش العقالي؛ وكتب ومذكرات ومراجع أخرى أجمعت كلها على انضمام عبد الناصر إلى الإخوان.
وأشار إلى أن فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالنسبة له "مرحلة وعى"، تحمس لها فى بداية حكمه، مضيفًا أن هذا الحماس تراجع وانقلب إلى الفتور ثم إلى عدم رضا ثم إلى غضب، أما الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، قدّم فى الفترة الأولى من حكمه أشياءً جيدة، وكانت المركب تسير، لمدة 10 سنوات، ثم بدأنا فى التراجع.
واوضح حامد : يحضرنى موقف جمعنى بالرئيس الراحل محمد حسنى مبارك حيث تعرضت لمحنة المرض أكثر من مرة، وفي 2004 مع أول جراحة قلب مفتوح، سأل عني هذا الرجل، وطلب أن تتولى الدولة دفع مصاريف المستشفى لأني غير قادر على دفع مصاريف العلاج.. وعندما ذهبت إلى ألمانيا للعلاج، سأل عني مبارك، وأنس الفقي، والمتحدث الرسمي لجماعة (الإخوان). أنا أختلف معه سياسيا كيفما أشاء، لكن أمام هذه الأسباب السياسية، على المستوى الإنساني، لا أستطيع أن أقول في حقه كلمة بذيئة أو أي شيء، كما أنني خدمت بالقوات الجوية في الوقت الذي كان فيه حسني مبارك قائدا لها، وأشهد أن هذا الرجل كان صارما وحاسما ووطنيا وقائدا ذا كفاءة في القوات الجوية".
وفى المقابل كان للراحل وحيد حامد تقديرا خاصا بالدول العربية حيث منحه الرئيس الفلسطينى محمود عباس النجمة الكبرى، تقديرا لإبداعاته وإنجازاته الأدبية والفكرية التي أثرت الساحة الفنية بأعمال ملتزمة تخدم قضايا وطنه وأمتنا العربية .
وحضر التكريم مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين بالقاهرة مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح.
من جانبه، علق حامد على التكريم : "إنني أعتز كثيرا بهذا التكريم وهذا الوسام لأنه يأتي من مناضل كبير وحامل قضية وطنية كبيرة"، مؤكدا أن "لفلسطين مكانة كبيرة عندي" .
وأعرب حامد عن أمنياته بأن تتم المصالحة الوطنية الفلسطينية "لأنها أثرت على مستقبل القضية خلال الفترة السابقة" .
