الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين السياسة والقانون.. هل ينقلب الكونجرس على نتيجة الانتخابات ويعلن فوز ترامب اليوم؟ عشرات النواب يعتزمون معارضة النتيجة.. و"خدوهم بالصوت" مناورة الرئيس الأمريكي الأخيرة

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب يزعم أن نائبه مايك بنس يتمتع بصلاحية قلب نتائج الانتخابات 
أي اعتراض على نتائج الانتخابات يجب أن يكون كتابيًا وموقعًا من نائبين من النواب والشيوخ معًا على الأقل 
أكثر من 150 عضوًا جمهوريًا بالكونجرس أعلنوا عزمهم معارضة نتيجة الانتخابات 
ترامب يحشد أنصاره للتظاهر في واشنطن بالتزامن مع جلسة الكونجرس لإقرار نتيجة الانتخابات 

عشية جلسة الكونجرس اليوم للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس أن نائبه مايك بنس لديه صلاحية تغيير نتائج الانتخابات، وإلغاء فوز الرئيس المنتخب جو بايدن. 

ولم تكن تغريدة ترامب عبر حسابه بموقع "تويتر" أمس، التي زعم فيه صلاحية بنس لتغيير نتائج الانتخابات، المرة الأولى التي يدفع خلالها في هذا الاتجاه، بعد هزيمته في التصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي ورفض جميع الطعون القضائية التي قدمتها حملته الانتخابية، ففي مؤتمر انتخابي لدعم مرشحين جمهوريين لعضوية مجلس الشيوخ الاثنين الماضي، دعا ترامب نائبه بنس علنًا إلى "الوقوف معنا" وقلب نتائج الانتخابات الرئاسية. 

ومن المفترض أن يرأس مايك بنس، بصفته رئيس مجلس الشيوخ، جلسة الكونجرس اليوم للتصديق على نتيجة تصويت المجمع الانتخابي، فهل يملك حقًا صلاحية قلب نتائج الانتخابات لصالح ترامب؟

بحسب قناة "سي إن إن"، لا يحق لنائب الرئيس بصفته رئيس مجلس الشورى أن يرفض منفردًا نتائج الانتخابات، وينص القانون الأمريكي المعروف بقانون فرز الأصوات الانتخابية الصادر عام 1887، على أن أي اعتراض على نتائج الانتخابات خلال جلسة الكونجرس للتصديق عليها يجب أن يكون كتابيًا وموقعًا من جانب عضو واحد على الأقل بمجلس النواب وعضو واحد على الأقل بمجلس الشيوخ، ولا يُنظر إلى أي اعتراض لم يوقعه عضو واحد على الأقل من كلا المجلسين.

وجرى العرف على تحديد عضوين بمجلس النواب وعضوين بمجلس الشيوخ لفرز وتلاوة نتيجة تصويت المجامع الانتخابية للولايات الأمريكية الخمسين والعاصمة واشنطن، وفي حالة تقديم اعتراض موقع من عضو بمجلس النواب وآخر بمجلس الشيوخ، يتم تعليق جلسة الكونجرس وإتاحة وقت لكلا المجلسين للنظر في الاعتراض المقدم والتصويت على إقراره أو تجاوزه.

وبحكم كونه رئيس مجلس الشيوخ، يرأس نائب الرئيس جلسة مجلس الشيوخ في حالة نظره لأي اعتراض مقدم على نتائج الانتخابات، ولكن لا يحق له التصويت على تبني أو تجاوز الاعتراض المقدم إلا في حالة واحدة، وهي أن يتساوى عدد الأصوات المؤيدة لكلا الخيارين، وفي تلك الحالة ترجح كفة الخيار الذي يصوت لصالحه رئيس مجلس الشورى. 

لكن بالنظر إلى عدد الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ الذين أعلنوا أنهم لن يؤيدوا أي اعتراضات مقدمة على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فليس من الوارد أن تتساوى أصوات المؤيدين والمعارضين للاعتراضات المحتملة.

وحتى في حالة لجوء نائب الرئيس ورئيس مجلس الشيوخ لأي احتيال أو قرار تعسفي، يحق لمجلسي النواب والشيوخ إبطال قراره من خلال تصويت بالأغلبية، وإن لم يسجل التاريخ الأمريكي أي سابقة من هذا النوع حدثت من قبل.

وكان ما فجر الجدل حول صلاحية نائب الرئيس الأمريكي لتغيير نتائج الانتخابات دعوى قضائية رفعها عضو مجلس النواب الجمهوري عن ولاية تكساس لوي جومرت، وطالب فيها بمنح نائب الرئيس صلاحية تغيير نتائج الانتخابات بشكل منفرد، وقد رُفضت الدعوى ورُفض الاستئناف عليها، والمفارقة أن مايك بنس نفسه عارض دعوى جومرت القضائية لمنحه صلاحية قلب نتائج الانتخابات ووصفها بالمتناقضة.

ويجتمع الكونجرس الأمريكي اليوم بمجلسيه - الشيوخ والنواب - للمصادقة على فوز الرئيس المنتخب، فيما يخطط عدد من المشرعين الجمهوريين للطعن في النتائج وعرقلة القرار.

ويعتزم أكثر من 140 عضوا جمهوريا في مجلس النواب الأمريكي، و12 سيناتور بمجلس الشيوخ، الاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسية في عدد من الولايات.

ويمكن لمايك بنس رئيس الجلسة، أن يمنح المشرعين ساعتين لبحث اعتراضات الجمهوريين على الأصوات الانتخابية في ولايات معينة ومناقشة الأدلة المقدمة بشأن مزاعم التزوير.

ومن خلال حسابه على تويتر، نشر ترامب الكثير من التغريدات خلال الأيام الماضية يحرض فيها أنصاره على الاحتشاد في واشنطن أثناء جلسة التصديق على نتائج الانتخابات، وحض ترامب في تغريدتين في نهاية الأسبوع الماضي أنصاره على المشاركة في التجمع، واصفا الانتخابات بأنها "أكبر عملية احتيال في تاريخ أمتنا".

وتثير الدعوة للتجمع مخاوف من أعمال عنف جديدة بعد التظاهرة السابقة المؤيدة لترامب التي شاركت فيها مجموعة "براود بويز" في 12 ديسمبر، عندما تعرض خلالها العديد من الأشخاص للطعن، وأوقف فيها عشرات الأشخاص.

ويأمل ترامب، على ما يبدو، أن يتمكن المتظاهرون من الضغط على الكونجرس لرفض "الفرز الأخير" لأصوات المجامع الانتخابية للولايات، وقلب نتيجة خسارته الانتخابية.

وأعلنت جماعة "أوقفوا سرقة" (الأصوات) على الإنترنت: "نحن الشعب علينا النزول إلى باحة الكابيتول (الكونجرس) الأمريكي والقول للكونجرس لا تصادقوا" على النتيجة.