قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل يجوز التيمم بدلا من الوضوء بسبب البرد الشديد؟.. الإفتاء تحسم الجدل

التيمم بدلا من الوضوء
التيمم بدلا من الوضوء

يدور جدل كبير بين الناس حول التيمم بدلا من الوضوء بسبب البرد الشديد، ويرغب كثيرون في معرفة الحكم الشرعي الصحيح لهذه المسألة، حيث قد يلجأ البعض إلى هذه الرخصة في حالات الشتاء نظرا لشدة برودة الماء، وفي السطور التالية نتعرف على رأي دار الإفتاء للإجابة عن هذه المسألة.

هل يجوز التيمم بدلا من الوضوء بسبب البرد الشديد؟

وفي هذا السياق، وضّح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء، الحالات التي يجوز فيها التيمم بدلا من الوضوء بسبب البرد الشديد، ومنها إن تأكد للمصلي الإصابة بالبرد وليس هناك وسيلة لتسخين الماء حتى لا يعرض نفسه للتهلكة.

وقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء، في تصريحات له سابقة، "إن تأكد المتوضئ الإصابة بالبرد، أو كان جندياً في الجيش وخدمته في الصحراء وأصابته جنابة فإنه يتيمم وإن توافر الماء؛ حتى لا يعرض نفسه للتهلكة".

واستشهد الشيخ عويضة عثمان بما روي من حديث النبي صلى لله عليه وسلم عن صاحب الشجة الذي اغتسل فمات، فقال "قتلوه قتلهم الله"، فكان عدم الدراية بحكم الشرع سبباً في قتله.

حكم التيمم بدلا من الوضوء بسبب البرد الشديد

وأجاب عن السؤال ذاته، الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية الأسبق، قائلا إنه لا مانع شرعًا من التيمم بدلًا من الاغتسال أو الوضوء من باب أوْلَى في حالة خوف الإنسان على نفسه من المرض بسبب شدة البرد الذي لا يقدر معه على استعمال الماء، أو كان استعمال الماء يزيد من مرضه أو يؤخر شفاءه إن كان مريضًا. 

واستدل الدكتور مجدي عاشور، في فتوى سابقة له منشورة عبر صفحته على فيسبوك، بإقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمرَو بنَ العاص رضي الله عنه على تيممه بدل الاغتسال من الجنابة خوفَ البرد ، ثم صلى بالناس إمامًا. 

وأوضح قد بَوَّبَ الإمام البخاري هذا الحديث في صحيحه فقال «بَاب : إِذَا خَافَ الجُنُبُ عَلَى نَفْسِهِ المَرَضَ أَوِ المَوْتَ، أَوْ خَافَ العَطَشَ، تَيَمَّمَ»، وذكر فيه أَنَّ عَمْرَو بْنَ العَاصِ رضي الله عنه أَجْنَبَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ ، فَتَيَمَّمَ وَتَلَا : {وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا} [النساء: 29] فذُكِر ذلك لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَلَمْ يُنكر عليه ولم يأمره بالاغتسال ولا بإعادة صلاته .

وأكد الدكتور مجدي عاشور أنه يجوز استعمال هذه الرخصة في حالة إذا لم يتيسر الماء الساخن أو تَعَسَّر استخدامه.

هل يُشترط أن يكون التيمم بالتراب فقط؟

وكانت إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، قالت إن التيمم لا يُشترط أن يكون بالتراب فقط، بل يجوز بكل ما خرج من جنس الأرض، موضحةً أن المسألة محل خلاف فقهي بين العلماء.

وأوضحت عضو الأزهر للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية، أن بعض الفقهاء اشترطوا التراب تحديدًا، بينما أجاز آخرون التيمم بالرمل، والحجر، والرخام، وكل ما كان من جنس الأرض، ولم يتحول إلى شيء آخر بفعل الاحتراق أو المعالجة الكيميائية، كالفحم مثلاً.

وأضافت عضو الأزهر للفتوى أن الإمام الأوزاعي وبعض علماء الحنفية نصوا على جواز التيمم بالرمل، كما يجوز المسح على قطعة رخام أو حجر إذا كانت من جنس الأرض، بشرط ألا تكون من المحروقات.

وأكدت عضو الأزهر للفتوى أن التيسير في هذا الباب من خصائص الشريعة الإسلامية، مشيرة إلى حديث النبي ﷺ: "وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجُعلت تربتها لنا طهورًا"، رواه مسلم، وهو ما يدل على أن كل ما هو من الأرض يصلح للتيمم به، لما فيه من تيسير ورفع مشقة.

وأكدت عضو الأزهر للفتوى على أن "التراب ذُكر لكونه أكثر ما يتوفر للناس وسهولة استعماله، لكن العبرة بجنس ما يُتيمم به، لا بمادته بعينها".