الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد غرق الجثث والفيضانات.. السد العالي يحيي الزراعة المصرية ويغير نمط الحياة

السد العالى
السد العالى

فى مشاهد كارثية شهدتها مصر عانى منها المصريون وبصفة خاصة الفلاحون قبل بناء السد العالى حدثت فيضانات عارمة في بعض السنوات، ويقول مؤرخون إن من أشدها فيضان عام 1887، وبلغ إيراد مصر من المياه حينها نحو 150 مليار متر مكعب، وحمل النهر جثث الضحايا من السودان وجنوب مصر حتى المصب.


فكرة السد العالي


بدأت الفكرة مع ثورة يوليو عام 1952، حيث تقدم المهندس المصري اليوناني الأصل، أدريان دانينوس، إلي مجلس قيادة الثورة بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان، لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه.


وبدأت الدراسات في العام ذاته من جانب وزارة الأشغال العمومية المصرية (وزارة الري والموارد المائية حاليا)، وأقر التصميم النهائي للسد ومواصفات وشروط تنفيذه عام 1954.


وفي عام 1958 تم توقيع اتفاقية بين روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) ومصر، لإقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولي من السد، وفي العام التالي 1959 تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان.


فوائد السد العالى


يعد السد العالى من أهم وأكبر المشروعات التى  خدمت القطاع الزراعي ، إذ أنشاؤه المصريون فى يناير 1960 بهدف حجز فيضان النيل، وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربية منه ،  وبالتالى تحولت الزراعة من موسمية إلي دائمة ، كما أسهم في استصلاح وزيادة مساحة الأراضي الزراعية، ويعد من أهم إنجازات الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر. 


 حجم السد


ويبلغ ارتفاع السد 111 مترا فوق منسوب قاع نهر النيل ، تنتج محطة الكهرباء طاقة كهربائية تصل إلي 10 مليارات كيلووات ساعة سنويا.


ماذا قدم السد العالى لقطاع الزراعة؟


قال حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين ، إن السد أسهم فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية بمصر من 5.5 إلى 7.9 مليون فدان، وساعد على زراعة محاصيل أكثر استهلاكا للمياه مثل الأرز وقصب السكر، كما أنه أدى إلى تحويل المساحات التي كانت تزرع بنظام الري الحوضي إلى نظام الري الدائم وبالتالى حسن الحالة الإقتصادية للفلاحين.


وأضاف " أبو صدام " خلال تصريحات ل " صدى البلد " ، أن السد العالى وفر الكهرباء وبالتالى افتتاح المصانع واستخدام الآلات الزراعية الحديثة واستخراج المياه من باطن الأرض بأحدث التقنيات.


ونوه إلي أن السد العالى  زود العمالة المصرية وقضى على الكثير من البطالة مما يعد أكبر إنجاز زراعى حدث فى تاريخ مصر الحديث.


وأشار الدكتور محمد القرش معاون وزير الزراعة ، إلي أن السد العالى أحيا الزراعة المصرية مما أفاد الفلاحين إفادة كبيرة ، موضحا أن السد العالى منع الكثير من الكوارث مما يعد الحصن الحصين لمصر ضد أخطار الفيضانات.


ولفت " القرش" فى تصريحات ل "صدى البلد " ، إلي أن بحيرة ناصر نتجت عن السد العالى والتى تعد أكبر بحيرة صناعية فى العالم ،  وبالتالى زيادة الثروة السمكية فى مصر.


سلبيات السد العالي

رغم الفوائد الهائلة للسد إلا أن الأمر لم يخل من أضرار، حيث أدى السد العالي إلى تقليل خصوبة الأراضي الزراعية في مصر، لأنه حجز خلفه الطمي القادم من الهضبة الأثيوبية مع الفيضان، والذي كان يجدد خصوبة التربة كل عام، ما زاد من الاعتماد على الأسمدة ورفع تكلفة المحاصيل.


وكان تدفق الطمي إلى مصبات النهر في دمياط ورشيد بمثابة حائط صد لعمليات النحر والتآكل، التي تحدث بسبب المد والجزر، و يهدد توقفه بغرق الدلتا وذلك إلى جانب عوامل أخرى تسهم في زيادة هذا الخطر، مثل الاحتباس الحراري وذوبان الجليد بالقطبين الشمالي والجنوبي.