الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب رواش يكتب: إزيّ الصحة؟

صدى البلد

مهنة الطب من أقدس المهن، وأي خطأ فيها أخطر على المجتمع من أي جُرم، فالمجرم قد يرتكب طوال حياته جريمة واحدة، أما الطبيب المهمل أو الفاسد كل يوم يرتكب جريمة أو أكثر.

هناك من يشكون من وصولنا إلى سياسة "معاك فلوس تتعالج.. ممعاكش موت أحسن" رغم أنها في الأساس مهنة رحمة، لكن مع قلة الضمير عند البعض يصبح "مفيش رحمة".

هناك أطباء للأسف الشديد هدفهم الوصول إلى الـ5 عين (عيادة – عربية – عروسة – عمارة – عزبة).

نبدأ بالمستشفيات الحكومية، فهناك على سبيل المثال مستشفى الهلال الأحمر في ميت عقبة، كان مستشفى عاما حكوميًا، الكشف فيه بجنيه واحد فقط، كان يُعالج الناس الغلابة، وبقدرة قادر تحول إلى مستشفى استثماري!

المستشفيات الخاصة (الاستثماري) والعياذ بالله، لو رجلك دخلت جوة فلن تخرج منها أنت أو طفلك أو زوجتك إلا إذا "بعت هدومك"، لأنك سوف تدفع مبلغا تحت الحساب ومبلغا فوق الحساب، لأن العناية المركزة كل 24 ساعة بمبلغ لن تقدر عليه، وكذلك حضّانات الأطفال، وجاءت نكبة وباء كورونا ووصل اليوم في بعض هذه المستشفيات الخاصة أكثر من 100 ألف جنيه في اليوم، لأن المستشفيات الحكومية لا يوجد بها أماكن، مش بقولك هاتبيع هدومك ولو توفي المريض لن تخرج الجثة إلا بعد دفع باقي الحساب، يعني موت وخراب بيوت، والبقية في حياتك.

أما العيادات الخاصة فحدث ولا حرج، فهناك بعض الأطباء يضعون تسعيرة عالية للكشف لسرعة الوصول إلى الـ"5 عين"، مرة واحد غلبان راح يخلع درسه في عيادة أسنان ودفّعه الدكتور مبلغ 500 جنيه، 150 جنيها كشف + 350 خلع، مرض الرجل الغلبان، واتألم على المبلغ أكثر من ألمه من وجع الدرس.

نجد إعلانات كثيرة للتبرع لمستشفيات "بهية وهنية وسنية"، والكشف والعلاج بالمجان، عن طريق الممثلين والممثلات ولاعبي الكرة، ومع الأسف لا يوجد كشف ولا علاج بالمجان، ولا ننسى حيتان مصانع الأدوية محتكري صناعة الأدوية في مصر، الذين استغلوا أزمة الدولار والجنيه ليرفعوا أسعار فئة الدواء الذي يتناوله الفقراء والغلابة، والتي كانت تقل عن 5 جنيهات و 10 جنيهات، وأصبح هناك أدوية داخل الصيدليات منتهية الصلاحية وفاسدة، ومنها ما هو مصنّع تحت السلم، هذه الأدوية تقدر بمليارات، ولا رقابة ولا تسعيرة للدواء، وأصبحت الصيدليات في كل شارع وحارة، لأنه مشروع مربح، أيما ربح.

في هذه الأيام أصبح هناك بند للدواء في مصروف كل بيت، نرجو من وزارة الصحة أن تستورد بنفسها بدلًا من شركات رجال الأعمال.