الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صوته أقوى من العلاج.. الممرض المنشد يساند مرضى كورونا في العزل بالابتهالات الدينية.. فيديو

الممرض المنشد محمود
الممرض المنشد محمود معتمد

الدعم النفسي وقضاء أكبر وقت ممكن مع مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، كان وسيلة الممرض الشاب محمود معتمد، الذي قرر التخفيف عنهم آلامهم ومحاولة إسعادهم خلالعمله بإحدى مستشفيات العزل بمحافظة الشرقية.

يروي الممرض والمنشد الديني محمود ابن محافظة الشرقية، قصته لـ «صدى البلد»، والتي ترجع إلى تخرجه في معهد فني تمريض عام 2019، وخلال فترة عمل استمرت منذ هذا الوقت حتى الآن تخللها انقطاع بسبب الالتحاق بالتجنيد، تغير عمله ليصبح في قسم رعاية الصدر، وبعد انتشار جائحة كورنا انتقل إلى العزل.

الخوف والقلق من المرض المجهول كان قد سيطر على محمود، الذي حاول السيطرة على العدوى من خلال الانعزال المستمر عن أسرته والتعامل معهم عن بعد، والالتزام الدائم  بارتداء الكمامة، ويقول: "خايف وقلقان عليهم عشان بشتغل لفترة طويلة في العزل". 

في إحدى المرات.. انتهى محمود من العمل الخاص به ومتابعة المرضى وجلس للراحة قليلا فبدأ في الابتهال بصوت منخفض كمحاولة لمرور الوقت، خاصة أن الإنشاد الديني هوايته المفضلة، فتفاجأ بأن أحد المرضى قد سمعه وطلب منه الحضور معه بالغرفة والاستمرار في الإنشاد ولكن بصوت مرتفع، "مسك في دراعي وقالي كمل".

اخترق صوته الهدوء السائد بالمستشفى، ليجد المطلب الوحيد للمرضى هو الاستمرار في الإنشاد بصوت مرتفع أثناء متابعة حالتهم الصحية، حتى أن بعض المرضى بدأوا في الخروج من غرفتهم للصلاة خلفه والاستمتاع بصوته الجميل، ويقول: "منهم اللي كان بيطلع بالأنبوبة الصدرية والكرسي أو أنابيب المنظار ساء رجالة أو سيدات وبيطلبوا مني أطول في الصلاة".

يروى محمود ذكرياته مع مرضى كورونا أثناء إنشاده الديني، فيجد منهم من يستمع وكأنه عاد شابا، ومنهم من يتأثر حد البكاء، ومنهم من يندمج ويردد معه الابتهالات، أما محمود فكان ينتهي من إسعادهم وينعزل مع نفسه شارعا في البكاء، "بتأثر بحالتهم لأنهم مسنين وكانوا في الأول خايفين من المستشفى ويائسين، بحاول أدي لهم أمل وأخفف عنهم".

نصح بعض زملاء الممرض المنشد بالتوقف عن الإنشاد ولكن المرضى كانوا يدافعون عنه أمامهم طالبين منه الاستمرار، مفسرا ذلك أنه يعامل كل مريض كأنه والده الذي توفي أمام عينيه قبل 7 أشهر في العناية المركزة، وكان للمرة الأولى يشعر بقلة الحيلة لعدم القدرة على المساعدة لإنقاذه من مرضه الميؤوس منه، ليقرر مساعدة ودعم مرضى كورونا الذين تعد حالتهم حالتهم النفسية ومدى تحسنها عاملا أساسيا في الشفاء.

لا يطلب محمود شهرة أو مال، حتى أن مقاطع الفيديو المتداولة له قام زملائه بتصويره دون معرفته ونشرها، ويقول محمود أنه لاحظ تحسن صحة بعض المرضى بعد هذه التجربة، التي لم تقتصر على الغنشاد فقط ولكن بحرصه على قضاء أكبر وقت ممكن مع كل مريض، وكأنه ابن له، حتى بعد انتهاء المهام المطلوبة منه لا ينام، ويفضل الاستيقاظ لتلبية احتياجاتهم حال النداء.