الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إعدادية الشرنوبي وكُتّاب أم كلثوم


فى حديث لسيدة الغناء العربى أم كلثوم قالت: كنت أتقن مخارج الحروف ومناطقها الصحيحة بإجادتى لقراءة القرآن. واستطردت قائلة: كنت ككل أهالى بلدتى يحرص آباؤنا على ان نحفظ القرآن فى كتّاب القرية ، ومن فضل الله اننى حافظة لكتابة وقارئة ومجودة له وهذا كان له كل الفضل فى حياتى سواء كمطربة او انسانة استطاعت ان تتخطى عقبات كثيرة بإيمانها وبيقينها ان الحياة ما هى الا مرحلة والبقاء قادم فى رحاب الله سبحانه .


كلمات قيثارة الشرق وكوكبه فرضت نفسها فى هذه المرحلة من حياتنا والتى اختلط فيها الحابل بالنابل وصارت امورنا كلها لا تعرف فيها الصواب من الخطأ فما تربيت انت على انه عيب وخطأ ومكروه يراه كثيرون فى عصرنا هذا تقدما وحرية وتعاملا عصريا، وزاد الطين بلة وسائل التواصل الاجتماعى وما تفعله فينا وبنا وبأجيال لا تجد أرضا صلبة تقف عليها وتقاوم بها طوفان التحرر التكنولوجى .


حديثنا عن أم كلثوم فتح ابوابه ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعى عن المغنى والممثل محمد الشرنوبى بأنه مجرد حاصل على الاعدادية وليس له رصيد تعليمى آخر ، بالطبع كون هذه المعلومة خرجت على الساحة فى هذا التوقيت فتأكد ان وراءها ما أعقب الخلاف والقضايا التى شهدتها ساحة المحاكم بين الشرنوبى ومديرة اعماله واتهام كل منهما للاخر بالسرقة مع التحفظ على اللفظة والحديث بلا حرج عن فحواها ، اطلاق هذا السر ان صدق وصفه عبر وسائل التواصل وبالمستندات يؤكد ظننا وحدسنا وليس هذا هو المهم فى هذا الحدث ولكن الاهم كان حملة التنمر التى أعقبت ظهور هذه المعلومة او التهمة او السبة حتى يظهر العكس .


وسائل التواصل وخاصة انستجرام جندت تجنيدا رهيبا لتعرية الشرنوبى ومعايرته بإعداديته وفرش الملايات له واتهامه بكل الاتهامات غير الاخلاقية، وحتى من يحاول ان يدافع كان دفاعه هجوما لأنه تساءل عن التجنيد وعن زوجته هل اخبرها بحقيقة وضعه التعليمى ، ووقف صنف اخر معروف مسماه بالحاقدين الحاسدين على طراز السماوى الذى رسمه وكتبه العبقريان أحمد رجب ومصطفى حسين ، هذا الصنف دخل ساحة المعايرة بالحديث عن اموال الشرنوبى وصيته وسمعته ومكانته وسفرياته وممتلكاته وقال عنها انها تكفيه وتزيده عن أى مؤهل جامعى.


واستطرد هذا الصنف بقوله إنه من المؤكد ان زوجته تعرف وأهلها يعرفون وكل كليلة يعرف ولكن معرفتهم تصاب بالخرس امام الاموال والشهرة والجاه الذى يتمرمغ فيه الشرنوبى ومن معه ، ظل الحال على ما هو عليه ولم يأت رد رسمى من الشرنوبى او من مؤيديه  او محبيه او حتى زوجه ، ولكن فتح هذا السجال امامى الماضى الجميل وعباقرته وعلى رأسهم ام كلثوم التى كانت تتحدث عن رصيدها التعليمى بحفظها للقرآن ولم يهاجمها أحد ايا كان ويقول انها أمية.


كل عباقرة الماضى لم يحظوا بالتعليم العالى وجلهم كان يقرأ ويكتب فقط الا ما رحم ربى ولم يتنمر عليهم احد ولم يقلل من شأنهم انسان وكان فنهم هو المحك والمعيار والاثر والايثار ، حتى سجال العبقرى العقاد مع طه حسين عميد الادب كان سجالا وجدالا راقيا بلغ ذروته بتساؤل خبيث من العقاد ماذا لو أبصر طه حسين حاليا بعد حصوله على الدكتوراه وشهرته ورونقه هل سيصبح أميا؟ هجوم العقاد على طه حسين بهذا التساؤل كان مهذبا وملتزما وان كان فى الكلمات معان اخرى الا انه كان تساؤلا متاحا ومتفقا عليه، ليرد عليه حسين ويقول : فلتكمل تعليمك حتى تتساوى القامات مع احتفاظى بضريرتى ويقصد كف بصره ، فيرد العقاد عليه بفخر ومن يمتحن العقاد!! فى هذا المناخ الراقى المهذب جاء الناتج اكثر رقيا وتهذبا ، أما الان فقد اصبحت وسائل التواصل انعكاسا لاخلاق بلد وسلوك ابنائها مما يجعلنا ننادى ونطالب بتعميم الكُتّاب وفرضه فى العاصمة القاهرة عله يعيد لنا اخلاق الماضى وينزع منا وعنا غبار الحاضر وسوءاته .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-