الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شاهد.. سروجي السيارات الكفيف: في المهنة من 32 سنة ونفسي أنور عيني

هاني سعيد فتح الله،
هاني سعيد فتح الله، سروجي سيارات كفيف

فقد نور البصر لكن لم يفقد نور البصيرة فأبدع في مهنته التي يعمل بها منذ 32 عامًا بمساعدة أخيه وعاملين معه كسروجي يجند كراسي وسقف وأرضية السيارات يوميًا بورشته أسفل منزله من الساعة العاشرة صباحًا حتى العاشرة مساءً حريصًا على العمل في جميع أيام السنة حيث ينفق على عائلته ومن يعمل معه إضافة إلى عشقه للعمل وعدم رغبته في الجلوس بالبيت مكتوف الأيدي.

يقول هاني سعيد فتح الله، صاحب الـ 42 عامًا في فيديو لموقع «صدى البلد» إنه يعمل في مهنة سروجي السيارات منذ أن كان في العاشرة من عمره ثم بدأ يفقد بصره بالتدريج رغم اجرائه للعديد من العمليات الجراحية، وكان أبرزها: 3 عمليات إتصال شبكي على نفقته الخاصة حتى انتهى به الأمر الآن إلى أخذه لأدوية تقوى عصب عينيه ليتمكن من إجراء عمليته الأخيرة والتي أشار عليه الطبيب المعالج له أنها ستكون بالخارج منذ سنة. 

أما عند استمراه في العمل كسروجي سيارات كفيف، فيوضح هاني: «أنا بحب الشغلانة دي، وفاتح بيه بيتي، وبيوت ناس معايا، إضافة إلى أني ما عنديش مصدر دخل غيرها مطلقًا، وعمري ما أمد ايدي لشخص علشان أصرف على نفسي أو بنتي وابني أو زوجتي الحالية ومعاها ابنها، وشغلي بيتمثل في إن صاحب العربية بيجي ليه ويطلب إن أنجد سقف للعربية مثلاُ أو كراسي، وبعدها يحدد ليه أخويه أو شخص من صبياني الألوان ويلضمولي الإبره وأنا أنجد وأقفل الكرسى وبعدين يربطوه في العربية بمساعدتي».   
 
«حياتي كلها ظلمة لكني بحب الشغل ومحتاجله» بهذه الجملة يشير سروجي السيارات المعجزة إلى اصراره على العمل في أضيق الظروف فعندما لا توجد سيارات لينجدها يعمل على تنجد كساوى للتكاتك ثم يبيعها لأصحاب المحلات لافتًا إلى أنه لا يستطيع الخروج بمفرده من ورشته أو بيته فلابد أن يرافقه أحد من أفراد عائلته وكان هذا سبب زواجه الثاني بعد انفصال زوجته الأولى عنه.    

ويتعرض هاني للعديد من المضايقات أو السرقات أثناء علمه إذا كان بمفرده في الورشة، فمن أصعب المواقف التي لا ينساها هو إخلال زبون بالإتفاق بعد علمه أنه كفيف رغم أن الجميع يشكر في عمله، أو سرقة شخص ما لماكينة الخياطة، أو سماعات أو كراسي يضعها بجواره في الورشة خاصة أنه لا يميز النور من الظلام فإذا انقطع النور أثناء عمله وأخبره صبيه بذلك؛ يطلب منه أن ينير الكشاف لنفسه ويكمل السروجي العمل. 


يحلم هاني بأن يعالج عن نفقة الدولة أو يتبني شخص ما علاجه وكذلك تأكيد طبيب عيون كبير لتشخيص حالته، مختتمًا: «والدي خرج قبل المعاش بـ 10سنين علشان يعمل لي العمليات بتاعتي، ودلوقت ما بقاش معايه أي فلوس ليها، يا دوووب على قد تكلفة العلاج، ومش دايمًا بعرف اجيبه، وآخر مرة الدكتور قالي عمليتك زرع قرنية بعينك الشمال بره وتكلفتها هتكون في حدود 250 ألف جنيه، أما اليمين فضعيفة جدًا لدرجة ما بفرقش بيها بين النور والضلمة، ونفسي أنور عيني، وأقدر أقف جنب أولادي وأعلمهم كويس، وأكمل حياتي معاهم وأنا شايفهم، وأنجح وأعمل شغل أفضل، لو واحد تاني بوضعي بيقعد في البيت بدون شغل».