الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. هادى التونسي يكتب: يوم السعادة العالمي

صدى البلد

 منذ عام ٢٠١٢ بعد اعتماد الأمم المتحدة  اليوم العالمي للسعادة يحتفل العالم سنويا به في 20 مارس اعترافا بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب. فإن كان ذلك هدفًا للحكومات و الشعوب، فكيف يسعى الفرد لأن يجعل السعادة عادة، سعادة لكل يوم؟
السعادة فن؛ فن ان تفعل كل شئ بحب، بأن تري الجمال فيما حولك و في نفسك، فن ان تعمل، فتغدق من جهدك و وقتك، فن ان تفيض من حبك بأن تعمل بتفاني و إتقان، فن أن تشعر بأنك تخلق حين تعمل،فن  أن تجد بداخلك تلك النشوة، و ذلك الأمل، و ذاك الإلهام و أنت تتمتع بالابتكار، كما كنت تستغرق في لعبك طفلا،. فن أن تعيش روحًا تقدر الجمال، تنشر الخير، تسعد بالإحسان، تعيش من خلال الآخرين، يطربك ان تفرحهم، و تجد إنسانيتك و أنت تشاركهم أحزانهم، فن أن تتجرد من فرديتك و أهوائك لتستوعب الواقع و المصير كما هو، و أن تري جوانب الخير و الحق حتى في دوافع و مخاوف اعدائك، فتشعر بمسئولية ضمنية وأنت تري أنك ايضا لست خال من الخطأ، فن ان تحتفظ مع ضغوط الحياة و بواعث القلق بنفسك صافية و تلقائيتك حية وبروحك الوثابة و بدافعيتك المنجزة و ببشرك الدائم و أنت تتوافق مع حقائق الحياة، و تستشرف المستقبل ،و تعمل الحدس فيما يجعلك تدرك و تبتدع، فن أن تري الإنسان في الجميع، و تشعر بما يجمع، وأن تري الروح في الكائنات فتتعاطف و تمنح، فن  أن تعيش أحلامك حتي تتحقق، و أن تتيقن أن الجهد المتواصل لتحقيقها هو ما يجعل مسيرة الحياة سعيدة، و أن الإستغناء عن التعلق يجعل النجاح نتيجة طبيعة؛ فأنت نجحت مسبقا حين وثقت أن الخير قادم، و ان الأمور لا تحدث عبثا، و أن لديك من المقومات ما يجعلك تتكيف و تجد الحلول في حينه، أن تجد الدافع لإصلاح نفسك، وأن تجد القوة لتتوافق مع الحياة تقبلًا و تغييرا، فن ان تتعلم من الألم، و أن تجد الصفاء و الحكمة و الحدس داخلك، و أن تكون قدوة تلهم من يدرك و يحس و يريد، فن ان تري رحلة الحياة المؤقتة بآلامها و آمالها من بعيد،فتعلو فوق غرائز و دوافع البشر، لأن الروح لا تفني، و أنت روح تتواصل و تدرك، و لست مجرد جسد يفني بعد قوة، و يتقلب في لعبة الأيام، فإن كنت روحًا فأنت قادر علي أن تعيش بمشاعر سامية، وأن تبدع ما لا تصدقه العقول، و أن تعلو فوق المثالب و الصغائر، و أن تنجز مهمة الحياة، و تخرج منها أقوي و أصفي و أنضج و أسعد. الحياة اختيارات، لن تعطي و تسعد الا لو جعلتها صدي لما بداخلك من خير، و الا لو استعذبت التعلم، و تقويت بالأمل، و عشت اليقين؛ السعادة اختيارات، فاختر أن تعيشها فنا،و تمنحها حبك،و ان تنجزها تفانيًا و إبداعًا، حتى تغادرها راضيًا مطمئنًا .
كرمني فيلم مصري بأن أطلق اسم طبيب السعادة عما عرضه عن التطوير الفوري للشخصية الذي تم نشره دوليًا ، وأن كنت غير قادر ان أقدم السعادة لمن يريد إلا على المستوى الفردي، فإني آمل ان يكون هذا المقال تحفيزا لكل من يؤمن بقوة الإرادة والمثابرة ان يجعل السعادة حالة ذهنية يري بها عالمه، و يختار بمقتضاها مواقفه الإيجابية بتوجيه انتباهه الانفعالي خارج الذات.