الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. علاء الشال يكتب: إجابة الدعوات ببر الوالدات

صدى البلد

هناك في التاريخ قصص لولا أن كتب الصحاح ذكرتها بأسانيدها ما صدقها العقل، ومنها قصة أويس بن عامر القرني مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب..


كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستقبل الوفود الآتية من أهل اليمن، فكان كلّما جاءه نفرٌ منهم سألهم عن رجلٍ اسمه أويس القرني فيقول: "أفيكم أويس بن عامر".


كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، قد سمع من النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حديثًّا بشأن هذا التّابعيّ، حيث يقول عمر في الحديث الصّحيح: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يَأْتي علَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مع أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ، مِن مُرَادٍ، ثُمَّ مِن قَرَنٍ، كانَ به بَرَصٌ فَبَرَأَ منه إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، له وَالِدَةٌ هو بهَا بَرٌّ، لو أَقْسَمَ علَى اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لكَ فَافْعَلْ".


سبحان الله لقد كان بر أويس بأمه سببًا لمعرفته في الأرض والسماء، ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاسم ، وذكر صفته ووصفه ،ليس هذا فقط بل ليت الأمر اقتصر على هذا بل لو رفع أويس يده للسماء وقال يارب أقسم عليك ان ترحم فلانا أو ترفع فلانا أو ترزق فلانا لاستجاب الله له بنص الحديث.


لقد سطر أويس رضي الله عنه ببره بأمه صفحة ناصعة البياض في التاريخ، لم تكن صلاته ولا صيامه أو غيرهما من العبادات هي التي أوصلته لتلك المنزلة وإنما البر والحب.

 
أراد  عمرُ أن يكتبَ إلى عامله على الكوفة ليُكرم مثوى أويس، فقال أويس: "أكون في غبراء الناس أحب إليّ"، فذهب أويس إلى الكوفة ليسكنها، فلمّا جاء العام المقبل سأل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- رجلُا يطلب الحج من الكوفة عن أويس، فأجابَه أنّ أويسًا يسكن بيتًا رثّ الحال قليل المتاع، فأخبرَ عمرُ الرّجلَ بحديث النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في أويس، فلمّا عاد الرّجل إلى الكوفةِ ذهب إلى أويس وطلب منه أن يستغفر له وألحّ عليه في ذلك حتّى فعل، ثمّ اشتهر حديث النّبيّ فيه بين النّاس.


لكم نحن بحاجة في مجتمعاتنا لتلك المعاني من الإخلاص والوفاء والحب، المجتمع الآن حدث ولاحرج عن التفلت الأخلاقي والمجتمعي
الإعلام يصدر لنا من حوادث القتل والسرقة والإهانة للآباء والأمهات ما يندى له الجبين.. لكم تناسى البعض أن الوالدة بدعواتها الطيبة تجعل أولادها في مكان آخر، من تلك الدعوات الطيبات:


"يصبَِّحك ويربَّحك وبين عباده ما يفضحك" 
"إلهى من الأرض يديك ومن السما يعطيك" 
"يطعمك ما يحرمك ويفتح فى وشك السكك" 
"يديك ويراضيك ويكون لك ما يكون عليك وينصرك على مين يعاديك" 
"تبات شاكر ناعم وتصبح غانم سالم" 
"يجعل القليلة فى إيدك كتير والناشفة فى إيدك خضرة" 


نحتاج فعلًا في زماننا إلى من نتيقن في دعواتهم الإجابة كما فعل الفاروق عمر بن الخطاب ، الأم كنز لا يدرك قيمته إلا من غفل عنه ، البر بها وتلبية حاجاتها وبذل مهج العيون في إرضائها ليس إلا من تعاليم الإسلام ، لكم نجى كثير من الناس بدعوات الأمهات ، ولكم من الخلق يبكون الآن ويذرفون الدمع لفراق من كانت سببا للبركة في بيته ونفسه، التمسوا إجابة الدعوات برضى الأمهات.