الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة باسم سترة البنات!


معقولة، . . 3حالات زواج قاصرات يحبطها المجلس القومي للطفولة والأمومة خلال هذا الأسبوع فقط! ، . . فترى كم من حالة زفاف سري تتم في غفلة مجتمعية لأطفال لا يعرفون ألف باء حياة زوجية؟ ! . . والعجيب، . . إنك لو سألت والد أو والدة إحدى هؤلاء الضحايا عن سر استعجاله في تزويجها علل تصرفه بسترة البنت! . . أما لو حدثته عن المادة 31مكرر من قانون الأحوال المدنية والتي لا تجيز توثيق عقود الزواج قبل سن
18 عام، أجاب أن الحل متاح على يد بعض المحامين والمأذونين! . .

يقولوها وهو لا يدرك أن من أوجد له ثغرة لتزويج صغيرته لا يزيد عن شخص عديم الضمير. . . لأنه ببساطة ساهم في إهدار كرامة طفلة لا حول لها ولا قوة، وليت جريمته توقفت حد سرقة براءتها فحسب بل وشارك في تعريضها وذريتها من هذا الزواج لمآسي لا تعد ولا تحصى. . أقلها عدم استطاعتها توثيق شهادات ميلاد لصغارها، ما يجبرها أحيانًا لتسجيلهم باسم أبيها أو خالها، أي بمعنى أدق يورطها في جريمة خلط الأنساب! . .

والكارثة أن زواج أنثى تحت السن القانونية ليست بحادثة فردية والسلام، . . فهناك حوالي 117ألف حالة زواج مبكر ما بين عمر 10 إلي 17سنة تتم سَنَوِيًّا دون أي أوراق ثبوتية! ، . . . أي ما يعادل 40%من إجمالي تعداد الزواج السنوي في مصر، من بينهم 1200مطلقة و1000ارملة. . وفقًا لأخر دراسة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. . فلا قانون يتصدى لذويهم، ولا وعي صحي ومجتمعي يحذر أهاليهم من مخاطر ما يرتكبونه في حق بناتهم! . .

وبعد كل ما قيل ويقال، . . ألسنا بحاجة لمزيد من الدراسات والتحليل لماهية كثير من المفاهيم المغلوطة المتوارثة منها السترة التي تدفع ولي أمر لتزويج طفلة لم تصل بعد للسن القانونية؟ ! ، . . وبرضاها أو رغمًا عنها يغتال براءتها، ويدفن طفولتها تحت أنقاض مسئوليات حياتية لا تفقه عنها شيء. . بل ويدخلها في متاهة من الأمراض العضوية والنفسية، فضلًا عن حرمانها من أبسط حقوقها كتسربها من التعليم، وما يتبعه من أمية تنعكس سلبًا على ذريتها فيما بعد. . هذا إلى جانب فقدان أحقيتها في اللجوء إلى محاكم الأسرة حال نشوب خلافات مع شريك حياتها جراء عدم توثيق زوجها، فلا تجد أمامها سوى للانصياع لما تمليه عليها الجلسات العرفية واحكامها . . والنتيجة، . . ضياع حقوقها وأولادها، فضلًا عن مزيد من الأجيال الفاقدة للوعي الصحي، الثقافي، والمجتمعي! . .

وأخيرًا وليس بآخر، . . الزواج المبكر أزمة مجتمعية تدفع ثمنها قاصرات يتعرضن لأوجع أشكال العنف، والتصدي لها يتطلب تضافر جهات عدة منها إعلام يجيد الوصول لعقل المتلقي، أعمال درامية تلمس القلب، والأهم خطاب ديني مستنير يسكن الروح والمشاعر. .

وكل الشكر والعرفان للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي سند المرأة المصرية الذي كعادته دومًا رصد بنظرته الثاقبة معاناة عدد ليس بقليل من القاصرات، ووجه الحكومة والبرلمان بسرعة إصدار تشريع قانوني مستقل يمنع الزواج المبكر للأطفال.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط