معقولة، . . 3حالات زواج قاصرات يحبطها المجلس القومي للطفولة والأمومة خلالهذا الأسبوع فقط! ، . . فترى كم من حالة زفاف سري تتم في غفلة مجتمعية لأطفال لايعرفون ألف باء حياة زوجية؟ ! . . والعجيب، . . إنك لو سألت والد أو والدة إحدى هؤلاء الضحاياعن سر استعجاله في تزويجها علل تصرفه بسترة البنت! . . أما لو حدثته عنالمادة 31مكرر من قانون الأحوال المدنية والتي لا تجيز توثيق عقود الزواج قبل سن
18 عام، أجاب أن الحل متاح على يد بعض المحامين والمأذونين! . .
يقولوها وهو لا يدرك أن من أوجد لهثغرة لتزويج صغيرته لا يزيد عن شخص عديم الضمير. . . لأنه ببساطة ساهم في إهدار كرامةطفلة لا حول لها ولا قوة، وليت جريمته توقفت حد سرقة براءتها فحسب بل وشارك فيتعريضها وذريتها من هذا الزواج لمآسي لا تعد ولا تحصى. . أقلها عدم استطاعتها توثيقشهادات ميلاد لصغارها، ما يجبرها أحيانًا لتسجيلهم باسم أبيها أو خالها، أي بمعنىأدق يورطها في جريمة خلط الأنساب! . .
والكارثة أن زواج أنثى تحت السن القانونية ليست بحادثة فردية والسلام، . . فهناك حوالي 117ألف حالة زواج مبكرما بين عمر 10 إلي 17سنة تتمسَنَوِيًّا دون أي أوراق ثبوتية! ، . . . أي ما يعادل 40%من إجمالي تعداد الزواج السنوي فيمصر، من بينهم 1200مطلقة و1000ارملة. . وفقًا لأخر دراسة أجراها الجهاز المركزيللتعبئة العامة والإحصاء. . فلا قانون يتصدى لذويهم، ولا وعي صحي ومجتمعي يحذرأهاليهم من مخاطر ما يرتكبونه في حق بناتهم! . .
وبعد كل ما قيل ويقال، . . ألسنابحاجة لمزيد من الدراسات والتحليل لماهية كثير من المفاهيم المغلوطة المتوارثةمنها السترة التي تدفع ولي أمر لتزويج طفلة لم تصل بعد للسن القانونية؟ ! ، . .وبرضاها أو رغمًا عنها يغتال براءتها، ويدفن طفولتها تحت أنقاض مسئوليات حياتية لاتفقه عنها شيء. . بل ويدخلها في متاهة من الأمراض العضوية والنفسية، فضلًا عن حرمانها من أبسط حقوقها كتسربها من التعليم، ومايتبعه من أمية تنعكس سلبًا على ذريتها فيما بعد. . هذا إلى جانب فقدان أحقيتها في اللجوءإلى محاكم الأسرة حال نشوب خلافات مع شريك حياتها جراء عدم توثيق زوجها، فلا تجدأمامها سوى للانصياع لما تمليه عليها الجلسات العرفية واحكامها . . والنتيجة، . . ضياعحقوقها وأولادها، فضلًا عن مزيد من الأجيال الفاقدة للوعي الصحي، الثقافي،والمجتمعي! . .
وأخيرًا وليس بآخر، . . الزواج المبكر أزمة مجتمعية تدفع ثمنها قاصرات يتعرضنلأوجع أشكال العنف، والتصدي لها يتطلب تضافر جهات عدة منها إعلام يجيد الوصول لعقلالمتلقي، أعمال درامية تلمس القلب، والأهم خطاب ديني مستنير يسكن الروح والمشاعر. .
وكل الشكر والعرفان للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي سند المرأة المصرية الذي كعادته دومًا رصدبنظرته الثاقبة معاناة عدد ليس بقليل من القاصرات، ووجه الحكومة والبرلمان بسرعة إصدارتشريع قانوني مستقل يمنع الزواج المبكر للأطفال.