الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بيري محمد تكتب: ولنا في صبر أيوب حياة

صدى البلد

من فترة كدة كنت بعدّي بوقت صعب.. وللأسف مكنش له أسباب واضحة.. وحتي لما سألت ربنا واستنيت منه إجابة أو تفسير للألم ده ربنا فضل ساكت.. ولا اداني اجابة ولا ريحني.. وكأنه مقاطعني بدون سبب.

فا قررت أقرا سفر "أيوب" يمكن أفهم شوية ايه اللي بيحصل معايا.. وبعدين يعني لما نيجي عند "الألم" مفيش أحسن من أيوب يفهم في الموضوع ده.. 

وفعلًا ابتديت أقرأه وكنت مركّز أوي أني ألاقي إجابات علي أسئلتي.. أو حل للألم اللي كنت بعدي فيه.. 

وابتديت بهدوء كدة اتابع القصة من البداية.. من أول ما كان أيوب غني ومرتاح.. لحد ما حصل الاجتماع السماوي بحضور ابليس.. وبعدها جاتله "المصيبة" من حيث لا يدري.. ومش بس المشاكل كانت من حواليه، ده كمان اتضرب في جسده بمرض صعب.. (كل ده وربنا ساكت).

لحد لما أصحابه راحوله شافوه ومن فظاعة المنظر بكوا، وبعدها حاولوا يساعدوه وياريتهم ما حاولوا.. تعبوه أكتر.. ولقيت انه حتي اقرب الناس لأيوب لما حاولوا يخففوا عنه الكآبة زودوها بكلامهم.. فعلًا كانوا "مُعزّون مُتعبون".. (وبرضو كل ده وربنا ساكت).


وفضل أيوب يصارع مع أفكاره ومع اللي حواليه.. لحد ما ربنا كلمه أخيرًا.. وكنت متوقع بقي أجابات شافية وافية وحلول مُعجزية للألم وكلام كبير بقي.. لكن اجابة الله وكلامه كان غريب أوي ساعتها. 

تخيل ان الله بدل ما يجاوب علي أسئلة أيوب زودها..
٤ أصحاحات الله بيتكلم.. مقالش أجابة واحدة.. !

بالعكس ده بدل ما يجاوب.. سأل أيوب أكتر من ٧٠ سؤال محدش يعرف اجابتهم غير الله نفسه.. 
والطبيعي بقي ايوب عمل ايه؟ سكت.. ! 


وفضلت متضايق بصراحة لحد ما السفر خلص..

بس بعدها لما فكرت شوية كدة ابتديت افهم الدنيا ماشية (معايا في مشكلتي) ازاي ..

فهمت أن الفكرة كلها.. في جملة ابليس اللي قالها لربنا في أول أصحاح..
 "هل مجانًا يتقي أيوب الله؟".. 

وسألتها لنفسي من بعده.. 
هو أنا بحب الله فعلًا؟ 
بحبه ببلاش يعني؟ 
ولا بحب عطاياه وتعزياته والخير اللي بيديهولي؟ 
طيب لو الخير ده اتشال؟ ولو الواقع بقي صعب؟ 
هافضل احبه فعلًا؟ 
ولا ممكن ابعد عنه لأن مصلحتي خلصت خلاص؟ 

ولما فكرت شوية قولت يعني لو علي العطايا والخير فا دي اسهل حاجة عند ربنا.. بيديها للأشرار والبعاد عنه.. لكن فهمت ان الاهم عنده هو حبي له، واستمتاعي بشخصه هو.. مش بالخير اللي بيديهولي.


تاني نقطة بقي واللي كانت غريبة بالنسبالي.. 
هي أن أيوب في الآخر مافهمش برضو سبب الألم.. حتي بعد السفر ما خلص.. 

أيوة ايوب مافهمش كل ده حصل معاه ليه!

و الغريبة كمان ان ربنا لما جه كلمه مجبش سيرة ابليس، ولا الحوار اللي دار بينهم في الأول.. فا كل ده ايوب مش فاهم ولا عارف حاجة..

وكأن الله عايز يسأل أيوب ويسألني السؤال ده..

"هو ايه الاهم عندك؟ 
انك تفهم سبب الألم؟ ولا اني اكون معاك جواه؟ 

طيب هاتفضل تعبدني حتي لو مش فاهم اسباب الالم اللي عندك؟ 
هاتفضل شايفني صالح حتي لو ماتدخلتش دلوقتي؟

هاتفضل متمسك بيا حتي لو فضلت ساكت مجاوبتش علي أسئلتك؟
هاتفضل مستمتع بعلاقتك معايا حتي لو الالم موجود مش بيروح؟ ".

...

ولقيت الاجابة جوايا هي بالظبط اللي قالها أيوب.. قولتله "نطقت بما لم افهم".. يمكن أكون يارب مش فاهم سبب الالم ولا اللي بيحصلي من وراه.. بس رغم كدة "اسألك فتعلمني".. 

مش سايبك ومش هاجدف عليك. هاتفضل صالح في نظري (حتي لو أنا مش فاهم). وهافضل شايفك حكيم وبتحبني.. واحاول افهمك علي قد ما اقدر.. ولو برضو مافهمتش.. هاتفضل في نظري صالح.. 

وهافضل أحبك.. حتي لو أنا مش فاهم.