الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى العندليب.. صولوهات أغانيه مباريات فنية الحب عليها هو المكتوب

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ

"أيوااااا يا مجددددي.. مجدي مجدي" كانت هذه الجملة الحماسية تتردد في الصالة من قبل الجمهور بعدما انتهي عازف الأورج الشهير مجدي الحسيني على الفور من جملته الموسيقية وعزف الصولو الخاص به "النغمة المنفردة" في حفله مع العندليب الراحل عبد الحليم حافظ، خاصة أغنية "نبتدي منين الحكاية"، التي اشتهر بها وارتبط في أذهان الناس بها، وهذا ما ظهر جليًا في عدد من الحفلات التي شدا فيها حليم بهذه الأغنية، ففور ظهور الحسيني على المسرح أو سماع الجماهير اسمه يبدأون بالتصفيق والنداء عليه من شدة إعجابهم به مثلما يفعلون مع مطربهم المفضل.

وبالمثل كان هذا الأمر يحدث مع معظم أعضاء الفرقة الماسية، التي اشتهرت بعدد من الصولوهات في أغاني عبد الحليم حافظ، الذي تمر ذكرى رحيله الـ 44 هذه الايام، إذ أصبحت هذه النغمات المنفردة عالقة في أذهان الجمهور وكان يطالب بإعادتها، وهذا ما حصل مع عازف الساكسفون سمير سرور، عندما أعاد الصولو الذي اشتهر به في أغنية "جانا الهوى" خلال حفل بتونس أكثر من 10 مرات بناء على طلب العندليب، بسبب اندماج الجماهير مع عزفه والتصفيق والرقص عليه، وفقا لما قاله نجله أحمد سرور في حوار سابق لـ"صدى البلد".

"إحنا جايبين لكم أحسن ناس يعزفوا وأوحش ناس يغنوا" هكذا داعب العندليب جمهوره، في حفل قدمه يوم 5 مايو من عام 1975 احتفالًا بشم النسيم، بعدما قدم أعضاء فرقته، وهي عادة كان يقوم بها حليم كل حفل تكريمًا لهم، خاصة عازفي الصولوهات في أغانيه التي تفردت بجمل موسيقية تمثل أيقونات خاصة في ذاكرة السامعين، ما يعكس الكيمياء التي أقامها عبد الحليم حافظ بينه والفرقة الموسيقية.

وفي السطور التالية ومع احتفاء "صدى البلد" بذكرى وفاة الفنان عبد الحليم حافظ الـ 44، والتى حلت أمس الثلاثاء، نستعرض أبرز الصولوهات الموسيقية التي قدمها أعضاء الفرقة الماسية بآلاتهم في أغاني العندليب، وأصبحت علامة مميزة محفوظة تطرب الأذن كلما استمع إليها مثلما يطربها حلاوة الكلام والصوت أيضًا.

نبتدي منين الحكاية

اتسمت أغنية "نبتدي منين الحكاية" كلمات الشاعر محمد حمزة، وألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، بعدد من صولوهات الأورج التي عزفها مجدي الحسيني بداية من المقدمة والمقطع الأول والتي لا تزال محفورة في عقول الجماهير، إذ كان يعزف بحرفية شديدة، وبأداء مبهر، فضلا عن عازفي الناي والأكورديون محمود عفت ومختار السيد اللذان كان لهما بصمة منفردة في المقدمة بمصاحبة باقي أعضاء الفرقة.

كما تميزت بداية موسيقى المقطع الأول بتواجد صولو مهم لـ الحسيني بصحبة عازف الجيتار جلال فودة، وبعد أن انطلقت الفرقة في العزف، قدم عازف الأكورديون مختار السيد، أداء مبهرا من خلال عزف جمل موسيقية خصصت له منفردًا.



قارئة الفنجان ومبارزة الآلات

كان في مقدمة قصيدة "قارئة الفنجان" للشاعر نزار قباني والملحن محمد الموجي، عدد من الصولوهات المهمة المتفردة التي استطاعت التعبير عما ستقوله الأغنية خاصة بدايتها، فعزف هاني مهنا نغمات عشوائية غير مفهومة، للإيحاء بعالم وجو الشعوذة والدجل ليدخل فيه المستمعون.

ومع انطلاق عزف الفرقة، ظهر التحدي والمبارزة في العزف بين هاني مهنا على آلة الأورج ومحمود عفت على آلة الناي، واستعرض الثنائي عضلاتهما في العزف لتقديم جرعة وحلي من الإبداع الموسيقي، حيث ظهر خلف عفت إعجاب الفرقة وانبهارهم بما عزفه.


وفي المقطع الثاني من الأغنية لكن في حفل آخر، تجلت مبارزة أخرى بين كل من مجدي الحسيني وهاني مهنا على الأورج وعازف الرق حسن أنور، فكل منهم كان يرد على الآخر بطريقته المميزة  "آلة شرقية تداعب غرور آلة غريبة"، ما دفع العندليب لجعلهم يعيدوه عدة مرات لإعجابه وسعادته بالعزف.


صولو الكمان الكهربي في رسالة من تحت الماء

تضمنت مقدمة قصيدة "رسالة من تحت الماء" التي قدمها العندليب عام 1973، من كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي، عزفًا منفردًا قدمه محمد مصطفى على الكمان الكهربائي، الذي استخدم لأول مرة على المستوى العالم العربي، وانبهر عبد الحليم بالأداء وسحر أنغام الكمان، وعلى الفور أخذ يصفق هو والجمهور.


حاول تفتكرني.. مقدمة ملغمة بأعذب الصولوهات

كانت المقدمة الموسيقية لأغنية "حاول تفتكرني" كلمات محمد حمزة ولحن بليغ حمدي، مركبة مليئة بعدد من المشاعر المختلطة مثل الشجن والحزن والسعادة والرقص، لذا تبارى عدد من عازفي الفرقة الماسية في صولوهات متنوعة وكأنها مباراة كل عازف يريد أن يبرز موهبته الفردية على أكمل وجه.

وظهر هذا في صولوهات عمر خورشيد على الجيتار، وهاني مهنا على الأورج وسمير سرور على الساكسفون، وحسن أنور وفريقه على آلات الإيقاع والطبلة.


فاتت جنبنا وعظمة عبد الوهاب

كانت اللزمة الموسيقية التي قدمها أنطوان ترك أو توني ترك، من أشهر اللزمات المعروفة في أغاني عبد الحليم حافظ، والتي قُدِمت في أغنية "فاتت جنبنا" التي كتبها حسين السيد ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب، حيث استخدم فيها إيقاع الفوكس، ومن توني لعازفي آلات الكمان يتم الأخذ والاستلام، وتبادل الرد بينهما.




أي دمعة حزن لا.. حوارات الآلات

امتلأت مقدمة أغنية "أي دمعة حزن لا" بالكثير من الصولوهات التي تم توظيفها في سبيل إقامة حوار موسيقي بين الآلات، فاعتمدت المقدمة على التنوع في الموسيقى بين الجيتار والأورج، وآلات الساكسفون والمزمار البلدي الذي عزف عليه محمد خواتم.

فكانت المقدمة مليئة بتشكيلة الآلات التي تفاعل معها الجمهور فمن أداء النغمات الشرقية والمزمار والناي لأداء الآلات الغربية وسولو الساكسفون الذي قدمه سمير سرور.



زي الهوا وصولو الرقص

وعند ذكر أغنية "زي الهوا" لابد من الحديث عن صولو الجيتار الذي قدمه عمر خورشيد، وصولو الساكسفون الذي قدمه سمير سرور، وصولو المزمار بأداء العازف محمد خواتم، وكل ذلك في المقدمة الموسيقية، التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، كما تفاعل معها حليم الذي اخذ يتراقص ويصفق عند إعادتها.