قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الفسطاط.. خرج منها حملة الأقلام لنشر رسالة السماء | تحوي أول مسجد بأفريقيا وأقدم كنائس العالم

الفسطاط
الفسطاط
0|نقابات وتحقيقات

بتاريخ خاص سطرت "الفسطاط" مكانتها كأقدم عاصمة إسلامية في القارة الأفريقية، وثالث المدن الإسلاميةبعد البصرة والكوفة، تتعانق بها مفردات التاریخ، فمنھا خرج حملة السیوف لفتح إفریقیا، ومن جامعھا العتیق خرج حملة الأقلام لنشر رسالة السماء في ربوع الأرض، مغاربھا ومشارقھا.

من الإسكندرية إلى الفسطاط
بعد الفتح العربي الإسلامي لمصر، وتحديدا في العام 641 الميلادي، والموافق الـ20 هجريا، وضع التخطيط لتنفيذ بناء مدينة الفسطاط، لتكون أول وأقدم العواصم الإسلامية، فبعد أن كانت مدينة الإسكندرية عاصمة البلاد، طوال عهد البطالمة والرومان، ولكن الخليفة عمر بن الخطاب رفض اتخاذها عاصمة للبلاد.

عند مدينة منف الفرعونية
عند مدينة منف الفرعونية تحديدا، وقع اختيار عمرو بن العاص على موقع خالي لتأسيس عاصمة جديدة، تحمل اسم "الفسطاط"، والتي تعني الخيمة، لتستمر بذلك عاصمة مصر لمدة 113 عاما، ويذكر أن أول ما شاهدته من عمارة، جاء من خلال بناء جامع عمرو بن العاص الذي أطلق عليه فيما بعد اسم "الجامع العتيق"، والذي يعد أول جامع بأفريقيا.

وجرى ذلك بعد أن روى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، أنه استأذن الرسول قائلا: هل یحول بیني وبین المسلمین ماء؟ قال: نعم یا أمیر المؤمنین، إذا جرى النیل، فكتب عمر إلى عمرو بن العاص قائلا: إنلا أحب أن تنزل المسلمین منزلًا يحول الماء بیني وبینهم في شتاء لا صیف، فتحول عمرو بن العاص من الإسكندریة إلى حصن بابليون، ووجد أن فرخ اليمام قد كبر، فأمر بوضع خطط المدینة الجدیدة التي عرفت بـ "الفسطاط".

مجمع تاريخي عالمي
"حي مصر القديمة"، هو الاسم التي تعرف به مدينة الفسطاط حاليا، ليبقى رغم تعدد اسمائه، من أعرق الأحياء بالقاهرة الكبري، كونه مجمع تاريخي يضم في طياته عددا من المواقع الأثرية الشهيرة، تتمثل أبرزها في معبد بن عزرا اليهودي وكنائس مصر القديمة وجامع عمرو بن العاص، الذي أخرج أعلاما للتدريس، أبرزهم الإمامین الليث بن سعد والشافعي، مخلفين ورائهم مدرستهم الخاصة في الفقه، بجانب الإمام ورش (عثمان بن سعید) في علم القراءات.

في الوقت الذي تجمع فيه تلك المنطقة حفائر الأطلال الباقية من مدينة الفسطاط ومقياس النيل بجزيرة الروضة، ومساجد مثل السیدة نفیسة، وقصر المانسترلي، وقصر محمد علي بالمنيل، فضلا عن المشروعات الحديثة التي تشهدها المنطقة، كمتحف الحضارة ودار الوثائق المصرية.

موقع جغرافي متميز
بفضل الموقع العبقري لمدينة الفسطاط، والتي تطل على النیل، وتكون غير بعيدة عن البحر المتوسط والبحر الأحمر، فضلا عن قربها من طرق التجارة العالمية ومدن الحجاز وبلاد الشام، إضافة إلى أنھا كانت مقر شمال أفریقیا العسكري والإداري إبان الفتوح الإسلامیة، جعل منها أعرق مدينة تشهدها الدولة الإسلامية وتتمنى باقي الخلافات محاكاتها.

في العصر الفاطمي
على الرغم من تأسیس القاھرة ووجودها في منتصف القرن الرابع الھجري، والعاشر بالتقويم الميلادي، تحّولت شؤون الحكم مع الفاطمیین إلیھا، إلا أن مكانتها لم تتأثر، وأصبحت القاھرة مجرد ضاحية ملكية لمدینة مصر الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافية الأولى، ليختلف الأمر كليا في نهاية العصر الفاطمي، بعد أن بدأت المدينة تفقد مكانتھا شيئا فشىء، وعمت الفوضى على البلاد وتقدمت نحوها صفوف الصليبيين، وأمر "شاور" وزیر الخلیفة العاضد بحرقها عام 564 ھـ/ 1168م، واستمر الحریق 54 یوما، لتضحمل معالمها، حتى صارت خرابًا، ولم ینج منها سوى مسجد عمرو بأعجوبة، ومن هنا بدأت تفقد مكانتھا، فهجرها أهلها وتركوها.

وانزوت بذلك في ركن التاریخ واحتفظت بتاریخھا العریق، من خلال ما تتضمنه داخل شوارعها وحاراتها.

قمامة وحالة من التدهور
بما لا يليق بتاريخها العظيم، شهدت المدينة حالة من التدهور، عن طريق القاء القمامة، وتخريب الآثار من خلال القمامة المحترقة، وانتشار الروائح الكريهة النابعة من تلال القمامة وجثث الحيوانات النافقة، بجانب أعمال التهريب وعمليات الحفر والتنقيب عن الآثار، فضلا عن انتشار أعمال العنف والجرائم والبلطجة التى كانت تعج بالمنطقة.

مخططات الأجهزة للتطوير
بتكلفة تخطت قيمة الـ60 مليون جنيه، أولت الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة، بالتعاون مع وزارة الآثار والبيئة والثقافة، العناية لأعمال تطوير ورفع كفاءة منطقة الفسطاط التاريخية ومحيط مسجد عمرو بن العاص ومجمع الأديان ومنطقة بين الأديرة وشارع الإمامين ومنطقة الفواخير، فضلا عن الإجراءات التى تتم بالمنطقة من تركيب البلدورات ودهانها ورصف الشوارع، فضلا عن تركيب أعمدة الإنارة والعلامات المرورية والإشارات الضوئية وتلوين الحوائط بالرخام والجرانيت ذى الزخارف الإسلامية، بجنوب العاصمة من أحياء مصر القديمة والبساتين والخليفة وطريق الكورنيش ومنطقة الفواخير.