الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من هو الصحابي الجليل سلمان الفارسي

صدى البلد

سلمان الفارسي .. هو الصحابي الجليل القادم من بلاد فارس الباحث عن الحق، هو المُكنّى بأبي عبدالله القادم من أصفهان، تنقّل بين المدن بحثًا عن الدين حتّى خدعه قوم وباعوه لرجل يهودي في المدينة المنورة إلى أن ساعده الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصحابته رضوان الله عليهم على التحرر، حيث أسلم رضي الله عنه مع قدوم النبي إلى المدينة، غاب سلمان الفارسي عن غزوتي بدر وأحد بسبب العبودية، ولكنه حضر غزوة الخندق والتي كان له دور كبير فيها بنصر المسلمين، ولّاه الفاروق رضي الله عنه على المدائن، كان من السبّاقين للإسلام من غير العرب، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (السُّبَّاقُ أربعةٌ أنا سابقُ العربِ وصُهيبٌ سابِقُ الرُّومِ وسلمانُ سابِقُ الفرسِ وبلالٌ سابقُ الحبشِ)

إسلام سلمان الفارسي

تُعتبر قصة إسلام سلمان الفارسي من القصص المليئة بالعبر والسعي الحقيقي وراء فطرة الإنسان، فكما روى رضي الله عنه أنّه خرج في طلب الدين وتنقّل من كنيسة إلى أُخرى بعد أن ترك دين أجداده المجوسية، حتّى وصل عند رجل في عمورية، فأعلمه أنّه سيخرج نبي في أرض العرب وأعطاه ثلاث علامات في النبي، فخرج رضي الله عنه باحثًا حتّى وصل إلى المدينة المنورة بعد بيعه لرجل يهودي، وعندما جاء الرسول صلّى الله عليه وسلّم مهاجرًا من مكة المكرمة راح سلمان الفارسي يتبعه حتّى تأكد من علامات النبوّة والتي علمها في عمورية، حيث إنّ النبي لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية وعلى كتفه خاتم النبوّة، فأقبل رضي الله عنه يقبّل الرسول ويبكي وأعلن إسلامه.

سلمان الفارسي وغزوة الخندق

باغتت قريش المسلمين في المدينة المنورة بعد أن أقنعهم بعض زُعماء اليهود بأن تقوم قريش وغطفان بالهجوم على المدينة من الخارج ويهود بني قُريضة من الداخل ووضع المسلمين بين جيشين والقضاء عليهم نهائيًا، أصبح المسلمون في موقف صعب حتّى جاءهم الصحابي سلمان بتلك الفكرة العبقرية التي كانت عاملًا فاصلًا في غزوة الخندق، حيث نفّذ المسلمون الفكرة بحفر خندق في المناطق المكشوفة حول المدينة المنورة، فعجز المشركون في اقتحام المدينة لمدّة شهر كامل حتّى عادوا من حيث أتوا بعد أن اقتلعت الرياح خيامهم، فكان لسلمان الفارسي رضي الله عنه فضل كبير في حماية المسلمين من تكاتف المشركين وغدر اليهود.

وفاة سلمان الفارسي
توفِّي سلمان الفارسي في عهد خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وكان عنده صرَّة من المسك، فجاء ببعض الماء ووضع المسك فوق الماء ثمَّ أمر زوجته أن تنثره حوله، وطلب منها أن تتركه وحيدًا في الغرفة وتخرج، وعندما عادت إليه كانت روحه قد صعدت إلى بارئها، وتروي زوجته قصة سلمان الفارسي يوم موته فتقول: "لَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ دَعَانِي، وَهُوَ فِي عُلِّيَّةٍ لَهُ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ، فَقَالَ: "افْتَحِي هَذِهِ الأَبْوَابَ، فَإِنَّ لِي اليَوْمَ زُوَّارًا لاَ أَدْرِي مِنْ أَيِّ هَذِهِ الأَبْوَابِ يَدْخُلُوْنَ عَلَيَّ"، ثُمَّ دَعَا بِمِسْكٍ، فَقَالَ: أَدِيْفِيْهِ فِي تَوْرٍ، ثُمَّ انْضَحِيْهِ حَوْلَ فِرَاشِي، فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ قَدْ أُخِذَ رُوْحُهُ، فَكَأَنَّهُ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِهِ ".