الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبقرية السياسة الخارجية المصرية في سنوات الفوضى «3-3»

 

ونأتي للجزء الاخير في هذه السلسلة حول عبقرية السياسة الخارجية المصرية، في التعامل مع القوى الدولية والكبرى وزن مصر الإقليمي.
فبعد ثورة يونيو 2013 ورغم الإجماع الشعبي الهادر فيها، كانت هناك بعض القوى الدولية، تتربص بمصر ولا تقتنع بما حدث فيها وتصوغ مفاهيم مقززة، لواقع كان ينطق بالحق، وبأن غضبة الشعب المصري على جماعة الإخوان بعد عام واحد في الحكم كانت كبيرة ومهولة، وأنه لم يكن هناك مفر إلا الاستجابة لتطلعات الشعب المصري، وإلا حدث انفجار لا يحمد عقباه ولا تُعرف تداعياته.
وإزاء هذه القوى، كان التعامل من جانب صانع القرار المصري، في منتهى الذكاء. فنحن لا نطلب من الآخرين الاعتراف بنا، ولكنهم سيجبرون على ذلك بعدما يشعرون بقوتنا وقوة الآداء المصري وضبط سياسات الدولة المصرية.
وجاء التعامل مع الصين كقوة كبرى عالمية، وعبر زيارات ولقاءات عدة للرئيس السيسي، ليؤسس لمرحلة استراتيجية ضخمة مع الصين في مختلف المجالات.
وقد كان ولا يزال التعاون مع الصين في مشاريع عملاقة في مصر، وخلال جائحة كورونا نموذجا في العلاقات بين دولة كبرى ودولة إقليمية مؤثرة هى مصر.
أما روسيا، فقد كان الإيمان الروسي بقوة القيادة المصرية واضحا منذ البداية، وقد تعمقت العلاقات بين الرئيس السيسي والرئيس الروسي بوتين في مختلف المجالات، وانعكس ذلك في تعاون سياسي وعسكري واقتصادي ومشروع محطة الضبعة العملاقة وغيرها من المشاريع.
ومع الولايات المتحدة الأمريكية، وطوال 4 سنوات قضاها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الحكم كانت مصر هى رمانة الميزان في الشرق الأوسط. واحتفظ الرئيس ترامب بعلاقة جيدة للغاية وتفاهم سياسي واسع مع الدولة المصرية.
فـ"ترامب" كان يعلم تمامًا أن الفوضى تموج في المنطقة، كما أن العلاقات العربية القوية التي نسجتها مصر في محيطها، تحتم عليه التعامل مع مصر كقوة إقليمية مؤثرة وعدم السير وراء دعاوى قطرية وإخوانية تسيطر على الفضاء السياسي داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
كان الرئيس الأمريكي السابق ذكيًا في التعامل مع مصر والإبقاء على علاقات استراتيجية معها.
وما حدث مع الصين وروسيا وواشنطن حدث كذلك مع كل من فرنسا وبريطانيا.
فطوال السنوات الماضية، عززت مصر علاقاتها بقوى الاتحاد الأوروبي وتوثقت في العديد من المجالات وللتصدى لأطماع إقليمية واسعة تهدد الأمن القومي الاقليمي.
كانت القوى الدولية، وهذا بسبب نجاح مصر وصياغتها لسياسة خارجية متزنة، تركز على المصلحة والاحترام المتبادل، ترى ان مصر قوية في محيطها وأن القيادة السياسية الجديدة التي جاءت بإجماع شعبي وعبر انتخابات نزيهة، انتشلت مصر من مسار دموي متطرف وأبقت على جماعة الإخوان في الزاوية وليس هذا فقط، فإن مصر وطوال السنوات الماضية، قامت بأكبر معركة ضد الإرهاب لاستئصاله من أرضها وتطهير سيناء وكل هذا كان له صداه في الخارج.
فمصر بعد يونيو 2013 دولة قوية، تُعيد ضبط أمورها وتتعافى بسرعة من فوضى ما سمى بالربيع العربي والأحداث التي كادت تدمرها.
.. وبالطبع فهذه المساحة لن تحيط بكل أبعاد العلاقة الخارجية المصرية مع القوى العالمية، ولكنها "ومضات" لما تحقق بالفعل من انجازات على هذا الصعيد، واعتقد إنه آن الآوان لعمل بحثي مدقق حول إنجازات السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس السيسي، واستطاعتها الإبحار وسط عواصف شتى.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط