الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اهتز لموته عرش الرحمن

سعد بن معاذ.. لهذا السبب لقّب ببركة الإسلام

صدى البلد

ولد سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فى السنة التاسعة عشرة قبل البعثة، وهو أصغر من الرسول (صلى الله عليه وسلم) بإحدى وعشرين سنة وكان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل الهجرة، وبعد أن أسلم قال لبنى عبد الأشهل "إن كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تسلموا فأسلموا جميعا بإسلامه فكان من أعظم الناس بركة فى الإسلام، وقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن أبى وقاص خال الرسول".

موقفه فى غزوة بدر
عندما وقف الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير الناس فى الخروج لغزوة بدر قام سعد بن معاذ متحدثا عن الأنصار وقال للرسول "يا رسول الله امض لما أردت فنحن معك فوالذى بعثك لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك وما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر فى الحرب صدق فى اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركه الله".

موقفه في غزوة أحد
كان فى هذه الغزوة من الأبطال الذين ثبتوا مع النبي عليه الصلاة والسلام عندما ترك الرماة أماكنهم واضطرب الموقف.

وفى غزوة الخندق أصيب سعد "رضي الله عنه" وأرضاه فكانت إصابته طريقا إلى الشهادة فقد لقى ربه بعد شهر من إصابته متأثرا بجروحه، لكنه لم يمت حتى شفى صدرا من بنى قريظة، فقد حكمه الرسول عليه الصلاة والسلام فيهم، وقد حكم أن تقتل المقاتلة وتقسم الأموال وتسبى الذرارى والنساء فقال الرسول الكريم "لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع"، أى سبع سماوات وقد أعيد سعد إلى قبته التى ضربها له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى المدينة فحضره الرسول وأبو بكر وعمر.

وقالت عائشة "رضى الله عنها": "والذى نفس محمد بيده إنى لأعرف بكاء أبى من بكاء عمر وأنا فى حجرتى وأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام رأس سعد ووضعه فى حجرة وسجي بثوب أبيض فقال الرسول: اللهم إن سعدا قد جاهد فى سبيلك وصدق رسولك وقضى الذي عليه فتقبل روحه بغير ما تقبلت به روحا فلما سمع سعد كلام الرسول فتح عينيه ثم قال: السلام عليك يا رسول الله الله ما وعدك أما إنى أشهد أنك رسول الله جزاك الله خيرا يا رسول الله من سيد قوم فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك".

وروى أن جبريل عليه السلام أتى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام حين قبض سعد من جوف الليل وقال له: "يا محمد من هذا الميت الذى فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش؟ فقام الرسول عليه الصلاة والسلام يجر ثوبه إلى سعد فوجده قد مات وكانت أمه تبكى وتقول:
ويل سعد سعدا صرامه وحدا
وسؤددا ومجدا وفارسا معدا
سد به مسدا يقد هاما قدا
فقال لها عمر مهلا أم سعد فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل نائحة تكذب إلا نائحة سعد بن معاذ، وحمل الناس جنازته فوجدوا له خفه مع أنه كان رجلا جسيما فقالوا ذلك للرسول فقال عليه الصلاة والسلام أن له حمله غيركم، والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد واهتز له عرش الرحمن، فرضى الله عن سعد وعن إخوانه الصحابة أجمعين".