EN 
شهد مستشفى قنا العام، مشهدا حزينا، أشبه بالمواقف الدرامية، تجسد فى فقدان الطبيب وليد طليحى، استشارى الأمراض النفسية والعصبية، بمستشفى قفط التعليمى، والديه خلال ساعات معدودة، بعد إصابتهما بفيروس كورونا المستجد الذى انتقل لهما من خلاله، لطبيعة عمله التى تفرض تعامل غير آمن مع المرضى بمستشفى العزل.
البداية كانت بإصابة والدة الطبيب و بعدها الوالد، وخضعا لبرتوكول العلاج بالمنزل، من قبل ابنهما الذى أصيب هو الآخر، لكن تدهور حالة الوالدين لكبر سنهما استدعى نقلهما للعناية المركزة.
بعد ساعات من محاولات البحث عن أماكن بالعناية المركزة المكتظة بالمرضى فى قنا، تم إدخالهما معاً لقسم العناية بمستشفى قنا العام، وسط محاولات مستمرة لتحسين حالتهما، إلا أن القدر كتب النهاية للأم، صباح أمس بعد قضاء حوالى ٣ أيام داخل المستشفى، لتدفن فى تمام الساعة الثالثة عصراً من نفس اليوم.
المشهد الحزين لم يتوقف برحيل الأم، فقد كان الطبيب و أشقائه، على موعد آخر مع الأحزان، بعد ساعات معدودة من دفن جثمان الأم، حيث أعطى جهاز المونيتور بالعناية المركزة صفارة إنذار بتوقف نبض الأب، أثناء حضور نجله ومعه وجبة عشاء لوالده المريض.
ساعات وتم تجهيز جثمان الأب، ليوارى الثرى، فى نفس اليوم، بعد ساعات قليلة من دفن زوجته، لتسطر الأحزان مشهداً درامياً قاسياً على وجه الطبيب وأشقائه.
يذكر أن محافظة قنا، تشهد ارتفاع كبير فى أعداد المتوفين و المصابين بفيروس كورونا المستجد، فى الفترة الأخيرة، مما تسبب فى حالة من الهلع و الاستياء بين المواطنين، لعدم التعامل مع الأمر بشكل جاد.
