الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: نزيف القضبان

صدى البلد


جاءت فاجعة حادث قطار المنصورة  لتنكأ جراحًا قديمة تتعلق بمنظومة السكك الحديدية المهترئة منذ عشرات السنين .
نزيف القضبان لا يتوقف، في ظل إدارة سكة حديد فقيرة الخيال، ووعود بالتطوير تذهب هباءً، بينما ركاب القطارات يدفعون الثمن فتسيل دماؤهم على القضبان!
الأمر جد خطير ويحتاج إلى وقفة إصلاحية وفق تصورات ميدانية ينتدب لها المتخصصين لوقف هذا النزيف الذي آرق مضاجعنا حيث اننا لا نكاد أن نفيق من حادثة حتى نفاجأ بأخرى لا تقل بشاعة عن سابقتها!
لابد من سرعة التحرك لإصلاح المنظومة فعليا على أرض الواقع بإعادة هيكلة كوادرها البشرية وكذا الميدانية بإصلاح القضبان وإخراج العربات وجرارات الدفع المتهالكة خارج الخدمة وقبل هذا كله ملاحقة ومحاسبة كل مسؤول عن ذلك قضائيا كي يكون هذا رادعا لغيره .
هذا الكلام  ليس بجديد بل يدركه القاصي والداني و لطالما نادينا به إلى جوار حكماء و مثقفي الوطن!
ولكن متى تكون الإستجابة الفعلية لنخرج من هذا  الماراثون المخيف؟
حين تجد عربة قطار تكتظ وتزدحم بالركاب أضعاف أضعاف حمولتها الفنية المعتبرة فإن الأمر يحتاج إلى إعادة النظر للوقوف على أسباب المشكلة وكيفية التعامل معها ..
حين تجد أن بوابات ومزلقانات وإشارات السكة الحديد ما زالت تخضع في معظمها للمتابعة البدائية البشرية التي تحتمل الخطأ والنسيان فإن الأمر يحتاج إلى سرعة التحرك .
حين تجد أن هناك بعض كوادر المتطرفين يقبعون هناك خلف الكواليس فيجب استنفار ولاية الجهات الأمنية للمتابعة والتحرك ..
افيقوا _يا سادة_ فتكرار الحوادث بهذه الكيفية أمر مرعب للغاية ويحتاج إلى وقفة إصلاحية شاملة تعالج الخلل وتحارب الفساد بكافة أشكاله وصوره .
إن شيوع ظاهرة الفساد، على الرغم من اختلافه من مكان إلى آخر بصوره وأشكاله وحجم انتشاره وأثره على مختلف نواحي الحياة، يعتبر من أهم أسباب الضعف الداخلي والخارجي للدول.
فالفساد في جوهره في أي دولة من دول العالم لا يعدو أن يكون حالة تفكك تعتري المجتمع نتيجة فقدانه لسيادة القيم الجوهرية، ولعدم احترام القانون، وعدم تكريس مفهوم المواطنة ، وغياب ثقافة حقوق الإنسان واحترامها بشكل طبيعي وتلقائي.

ومن هنا تبرز الحاجة إلى جعل مشكلة الفساد وتفشيه في العالم أولوية رئيسة من أولويات المجتمع الدولي ، فآثاره المدمرة على النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية تهدد قوة ومكانة أية دولة في العالم وتضعفها.

كما أن آثاره المدمرة تقلل من قدرة الدول على تلبية الاحتياجات الداخلية لشعوبها وتجعلها عاجزة عن الوفاء بالمتطلبات الخارجية. 
وبذلك لا يمكن للمجتمع الفاسد أن يكون قويًا أو أن تكون الدولة التي يداهمها الفساد قوية ، لأن القوة سمة النظام السياسي والاجتماعي في مجتمع تتمكن فيه الدولة من الوصول إلى درجة عالية من مستويات التماسك حول قيم جوهرية تكون سائدة بين الأفراد .
جاءت القيادة السياسية من رحم الجمعية العمومية للشعب المصري العظيم ومعها تطلعات إصلاحية وتنموية على كافة الأصعدة والاتجاهات .
وحقيقة الأمر أن القيادة السياسية لا تألو جهدا في التحرك هنا وهناك ولكن تتبقى الإشكالية فيمن ينفذ خططها الواضحة الصريحة على أرض الواقع!
فهل يا ترى ستتحرك الحكومة بجدية تامة لتنفيذ حلم وتصور القيادة السياسية نحو غد أفضل ومشرق ببناء دولة قوية  قادرة على مواجهة كافة التحديات داخليا وخارجيا؟