ليلى زيدان تكتب: ذكرى تحرير سيناء

نحتفل نحن المصريون كل عام في يوم ٢٥ أبريل بذكرى غالية علينا جميعا فهو يوم لا ينسي في تاريخ مصر كلها ففي هذا اليوم تم تحرير سيناء.
سيناء تلك الأرض الطاهرة التي كرمها الله وتجلي فيها بكلامه لموسي عليه السلام..تلك الأرض التي مر فيها عيسي عليه السلام.. الأرض التي أقسم الله سبحانه وتعالى بها في قوله الحكيم  "والتين والزيتون * وطور سينين *وهذا البلد الأمين ".
ف بالأمس احتفلنا بالذكرى التاسعة والثلاثين للتحرير بعد انسحاب آخر جندى منها في عام ١٩٨٢ وفقا لمعاهدة كامب ديفيد ما عدا مدينة طابا والتي استردت لاحقا بعد جهد مضني بالمفاوضات والتحكيم الدولي في ١٥ مارس ١٩٨٩ واكتملت الفرحة برفع العلم المصرى عليها. 
وإذا كنا سنتحدث ونستعيد الذكريات لتلك الملحمة المصرية الخالدة فقد بدأت بعد عام ١٩٦٧ بعد نكسة يونيو والإحتلال الغاشم الإسرائيلي لأرضنا الغالية سيناء.
وبدأت المعركة حيث خاضت قواتنا المسلحة الباسلة معارك شرسة خلال حرب الاستنزاف والتي استمرت لست سنوات إلي أن تحقق النصر المبين والذي تم فيه استرداد كرامتنا في أكتوبر ١٩٧٣ .
وتلي ذلك بدء الدولة المصرية طريق العمل السياسي والدبلوماسي بداية من المفاوضات والمباحثات حتي تم توقيع إتفاقية كامب ديفيد وتلاها توقيع معاهدة السلام عام ١٩٧٩ بعد احتلال لأرضنا الطاهرة دام ١٥ عام. 
وفي ٢٥ أبريل من عام ١٩٨٢ تم رفع العلم المصرى علي حدود مصر الشرقية علي مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء وتم إعلان هذا اليوم عيدا قوميا مصريا وخلال الإنسحاب الإسرائيلي تفجر الصراع حول طابا وعرضت مصر موقفها بوضوح واستغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية ٧ سنوات من الجهد الدبلوماسي المكثف. 
ومؤخرا أصبحت سيناء محور إهتمام القيادة السياسية من حيث البناء والتعمير وإقامة المشروعات العملاقة التنموية بها من بناء للمدن الجديدة وزراعة المئات من الأفدنة وإقامة منطقة صناعية بها. 
وبمناسبة ذلك العيد الغالي علي قلوبنا جميعا فقد قام قطاع السجون بعقد اللجان لفحص ملفات نزلاء السجون علي مستوى الجمهورية لتحديد مستحقي الإفراج وانتهت أعمال اللجان إلي الإفراج عن  ٢٦٧٤ نزيل مما سيدخل البهجة والسعادة إلي قلوبهم وقلوب أسرهم. 
ولا يمكن أن تنسي كاتبة هذا المقال في ذكرى هذا اليوم المهيب أن تبعث بتحية إجلال وتقدير .. تحية يملؤها الفخر والحب والإمتنان لكل شهيد قدم روحه الطاهرة ليحيا هذا الوطن ويستعيد عزته وكرامته وسيناء.