في مقابلة أجريت معه في ديسمبر 2020، صرح وانغ تشنغلو، رئيس قسم هندسة البرمجيات في مجموعة هواوي لأعمال المستهلكين، إنه من المتوقع أن يعمل نظام تشغيل HarmonyOS على 300 مليون جهاز شخصي في عام 2021.
وتحدث في المقابلة عن الطريقة التي تحاول بها هواوي تقليل عبء العمل على المطورين الذين يختارون تكييف تطبيقاتهم مع نظام تشغيل HarmonyOS قائلاً: "غالبًا ما يبذل المطورون الكثير من الجهد في تطويع تطبيقاتهم للأجهزة بمختلف أنظمتها وأوضاعها. ولذا، يقوم نظام تشغيل HarmonyOS بتبسيط خطوات تلك العمليات المعقدة حتى يتمكن المطورين من إتاحة تطبيقاتهم على أجهزة هواوي، وذلك لتوفير المستخدمين بكافة التطبيقات المتنوعة."
ومع بذل هذه الجهود واقتراب هواوي من إصدار إعلان هام حول مستقبل نظام تشغيل HarmonyOS، يبدو أن هذا هو الوقت المناسب لتقييم القصة الآن.
كان ريتشارد يو، الرئيس التنفيذي لمجموعة هواوي لأعمال المشتركين قد أعلن في 9 أغسطس 2019، أن هواوي ستعمل على نظام تشغيل جديد يسمى HarmonyOS. وأوضح "يو" عن نية هواوي لإطلاق العديد من المنتجات التي تعمل بنظام التشغيل الجديد هذا، ووعد بأن HarmonyOS سيكون نظام مفتوح المصدر.
وأضاف أن نظام HarmonyOS سيدعم أنواعًا مختلفة من الأجهزة، بدءًا من الأجهزة المنزلية مثل شفاطات المطابخ ومكيفات الهواء وأجهزة تنقية المياه إلى الأجهزة القابلة للارتداء والهواتف المحمولة والسيارات الذكية وأجهزة الحواسيب وأجهزة التلفاز.
وبعد حوالي عام من التحديث المتكرر لنظام التشغيل من قبل قسم البحث والتطوير في هواوي، تم إطلاق أول منتج يعمل على نظام التشغيل HarmonyOS 2.0 -تلفاز Huawei Vision -وفي 10 سبتمبر 2020. بعد شهرين من ذلك، قدمت هواوي إصدارًا تجريبيًا للهواتف المتاحة المطورين.
وما يجعل نظام تشغيل HarmonyOS مثيرًا للاهتمام، هي القدرات الجديدة التي يوفرها للمستخدمين، مع مراعاة الشكل العام لمن اعتادوا على واجهة الأندرويد بحيث لا يواجهون صعوبات في الاستخدام، وهو ما ساعد نظام HarmonyOS على الانتشار السريع في مرحلته التجريبية.
ومع التطور السريع لتقنيات الجيل الخامس 5G والذكاء الاصطناعي، بدأ مفهوم "إنترنت الأشياء (IoE)" والنظم الإيكولوجية المتكاملة في التبلور. ومع ذلك، لا يزال سوق إنترنت الأشياء يعاني من التجزئة، وهو ما يُميز HarmonyOS كنظام تشغيل لإنترنت الأشياء، بما يسمح للأجهزة المختلفة بالاتصال ومشاركة قدراتها مع بعضها البعض.
ويرى المحللون والخبراء أنه بمجرد ظهوره على الهواتف، سيكون نظام تشغيل HarmonyOS متوافقًا بالفعل مع ملايين التطبيقات الحالية، وذلك لوجود حافزان رئيسيان للمطورين لتكييف تطبيقاتهم مع نظام تشغيل HarmonyOS. أولاً وقبل كل شيء، تمتلك هواوي بالفعل قاعدة مستخدمين تضم مئات الملايين من مستخدمي الهواتف المحمولة، وسيتمكن العديد من هؤلاء المستخدمين من الترقية إلى نظام تشغيل HarmonyOS على هواتفهم الحالية من هواوي.
علاوة على ذلك، فإن هواوي استثمرت مليار دولار أمريكي في برنامج Shining Star، وهو برنامج يقدم حوافز مالية للمطورين الذين يكيفون تطبيقاتهم لتعمل على نظام تشغيل HarmonyOS.
وقد تلقى نظام تشغيل HarmonyOS دعمًا قويًا من شركاء النظام البيئي والمطورين، حيث شارك أكثر من 300 من مطوري التطبيقات (300 شركة وليس 300 فرد) وأكثر من 20 من بائعي الأجهزة في إنشاء نظام تشغيل HarmonyOS البيئي. وفي المستقبل، سيطبق المزيد من شركاء النظام البيئي HarmonyOS على مجموعة متزايدة باستمرار من الأجهزة والتطبيقات المبتكرة، مما يجعل رؤية هواوي لحياة سلسة مدعمة بالذكاء الاصطناعي رؤية حقيقية وواقعية.