الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لبنان .. هل عاد لودريان بخفي حنين أم ذهب به من البداية؟

وزير الخارجية الفرنسي
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان

لم تؤد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان الأسبوع الماضي إلى كسر الجمود المهيمن على ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، والمكلف به سعد الحريري.

ونقلت صحيفة "نداء الوطن" اللبنانية عن مصدر متابع لعملية تشكيل الحكومة أن "قوى السلطة في لبنان ربما لا تعي حجم الخطر الواقع على البلد، أو أنها تعي هذا الخطر الكبير وتمعن في تفكيك البنيان الوطني، ولو أن أحد المسؤولين، أياً كان هذا المسؤول، التقط الفرصة التي صنعتها فرنسا مجدداً من خلال إيفاد وزير خارجيتها، رغم انشغال القيادة الفرنسية بملفات داخلية ضاغطة ودولية في غاية الأهمية، ودفع باتجاه مبادرة معروفة الهدف والإطار، تقوم على جمع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري على قاعدة التحلل من أي حسابات خارجية، وأجلسهما حتى يخرجا بصيغة حكومية متوافق عليها، لكانت إشارة إيجابية للخارج بأن هناك إرادة لبنانية بدأت تتشكل لملاقاة الرغبة الخارجية في المساعدة لبدء عملية الخروج من قعر الأزمة المتشعبة".

وأوضح المصدر "أنه منذ مغادرة لودريان لم يحرك أي أحد ساكناً باتجاه طرح مبادرة، باستثناء بيان المكتب السياسي لحركة أمل والذي يحمل في طياته رفضاً صريحاً لاعتذار الحريري عن التكليف، بعدما انفك الداعمون له من حوله وبدأ الطامحون جس نبض القوى الداخلية والخارجية للحلول مكانه مكلفين تشكيل الحكومة".

وأكد المصدر "أن كل ما يشاع عن طروحات حملها موفدون باتجاه هذا الموقع او ذاك لا أساس لها من الصحة، فلم يُقدم أي طرح ولم يتم تحريك أي فكرة، والأمور أكثر من جامدة، وما يحصل في القدس صرف الأنظار عن ملف الحكومة، كون المنطقة كلها مرهونة بتطورات ما يحصل في الأراضي الفلسطينية والخشية من توسع المواجهات، كما ان رئيس الوزراء المكلف يستعد لمغادرة لبنان لتمضية الأعياد مع عائلته، وبالتالي لن يتحرك أي مسعى قبل انتهاء عطلة عيد الفطر، هذا إذا كانت هناك نية للتحرك، خصوصاً وأن الحريري صرف النظر عن الاعتذار، وهناك من قرأ أوروبياً وضع احتمال الاعتذار على الطاولة عشية وصول لودريان نوعاً من الضغط أثمر تحميل كل المعنيين بالتأليف مسؤولية التعطيل على قدر المساواة".

ولفت المصدر إلى أنه "لا يمكن التعويل على دور حاسم لحزب الله في ملف تأليف الحكومة، لاعتبارين اساسيين: الأول يتصل في كون بقاء الوضع على حاله في لبنان من تعطل المؤسسات الدستورية لا يزعج الحزب الذي يقدم الأجندة الخارجية على الأولويات اللبنانية. والثاني لكون الحزب تعمّد جعل دوره معطلاً من خلال وقوفه على ذات المسافة من رئيس الجمهورية ومعه التيار الوطني الحر والرئيس نبيه بري والرئيس المكلف، وبالتالي اي طرح يقدمه هو نوع من المراوحة وتقطيع الوقت بانتظار تطورات يضعها في حساباته، وهذا الموقف جعله محل انتقاد من الجميع".

ولا يستبعد المصدر ان "تستمر حال المراوحة حكومياً الى حين زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى السعودية بعد الاعياد، اذ من الممكن أن يكون الوضع اللبناني على جدول أعمالها، وحينها ربما تكون هناك مبادرة قابلة للتنفيذ بغطاء سعودي".