الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرسالة الأخيرة لم تصل لها ولا تفكروني مهستر

أنس دفن خطيبته الفلسطينية قبل شهرين من زفافهما.. قصفها صاروخ الاحتلال

أنس اليازجي وخطيبته
أنس اليازجي وخطيبته الشهيدة شيماء أبو العوف

بدلًا من إنهاء استعدادت حفل زفافهما الذي كان على بعد شهرين فقط من الآن دفن الشاب الفلسطيني أنس اليازجي خطيبته شيماء أبو العوف بعدما استخرج جثتها من تحت الأنقاض مما أصابه بصدمة كبيرة ظهرت عليه في فيديو سجله له أحد المارة من المتجمعين حوله حيث كان يضحك فيه مخفيًا الآلام في قلبه مبينًا كيف اكتشف جثة خطيبه في قطاع غزة بعدما استهدفت غارات جيش الاحتلال الاسرائيلي عمارة عائلتها. 

 

ورغم أن أنس الذي درس إدارة أعمال في الجامعة الإسلامية بغزة حذر خطيبته طبيبة الأسنان بأن تختفى عن أعين القصف عبر رسالة على تطبيق «واتساب» إلا أنها لم تصل لها حيث قصفها صاروخ جيش الاحتلال كما أوضح الشاب العشريني في مقطع الفيديو الذي أوجع قلب كل من رآه رغم أن مدته لم تتعدى الدقيقة والنصف. 

 

يوضح «اليازجي» أنه منذ أكثر من شهرين وهو يقوم بتجهيز الاستعدادات النهائية للشقة مشاركة مع خطيبته من أجل الزواج قريبًا ثم بدأ القصف فجأة ليكتب لها رسالة قائلًا: «اختبئي» منوهًا: «لم تصل الرسالة إليها، وصاروا يطلعوا الشهداء، ولما طلعوها لاقيتها بتضحك، وأنا بودعها، وأخدت صندوق أدواتها تذكار، وهتكون بإذن الله سيدة الحور العين في الجنة، هذا أمر الله والحمد لله». 

وبابتسامة مستمرة لم تنقطع طوال الفيديو أثناء حديثه عما حدث مع خطيبته شيماء أبو العوف، يضيف أنس لأحد المتواجدين حوله: «متفكرنيش أنا مهستر، أنا بكامل وعي الحمدلله، وهذا صبر من الله، غزة كلها رجال، لاقيتها  بعد 10 ساعات من البحث جثة شهيدة تحت الأنقاض، هذا أمر من الله». 

 

«إنا لله وإنا إليه راجعون».. كانت الجملة الأبرز على لسان أنس اليازجي وهو يتحدث عن خطيبته شيماء أبو العوف وكانت آخر جملة كتبلها على صفحتة الرسمية بعد استشهادها، مضيفًا أنه سعيد بأنها نالت الشهادة وستدخل معها سبعين من أهلها للجنة وهو منهم - إن شاء الله- ثم قام الشاب بعد ذلك بالصلاة على خطيبته وتشيع جنازتها مع عدد من الأهل والجيران ودفنها بنفسه ثم جلس يدعو لله على قبرها ويمن من حوله عليه .

 

وأثار الفيديو تفاعلا كبيرًا من قبل رواد مواقع التواصل مشيدين بقوته وتماسكه وصبره على الألم، فكتب أحدهم: «لا حول ولا قوة الا بالله الله يجمعكم أحلا زوجين بالجنة الله يثبتكم وينصركم، ما شاء الله عنكم ما شفنا زي صبركم أبدا صبر نابع عن عقيده راسخه»، وعلق آخر: «والله انه من الخارج مبسوط ولكن داخله بركان لا يعلمه إلا الله.. الله يكون بعونكم وينصركم.. الله يرحمها ويجعل مسكنها جنات النعيم». 

الشاب الفلسطيني أنس اليازجي أثناء الحديث عن استشهاد خطيبته