الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد إعلان إثيوبيا استخدامها|ما هي تكنولوجيا تلقيح السحب ودورها في حرب فيتنام

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي

أعلنت إثيوبيا استخدام تكنولوجيا تلقيح السحب لاستدرار الأمطار.

 

وكشفت إثيوبيا على لسان رئيس وزرائها آبي أحمد حينها، أن الغرض منها بناء مزيد من السدود.

 

وتواصل إثيوبيا تعنتها بشأن الملء الثاني لسد النهضة، حيث قال نائب المدير العام لوكالة الأرصاد الجوية الإثيوبية، كينفي هيلي ماريام، في تصريحات صحفية، إن الوكالة تخطط لاستخدام تكنولوجيا تلقيح السحب، بالإضافة إلى هطول الأمطار في عملية الملء الثاني لسد النهضة.

 

ويعرض "صدى البلد" أهم التفاصيل عن تكنولوجيا "تلقيح السحب" أو "الاستمطار" التي أعلنت إثيوبيا استخدامها في الملء الثاني لسد النهضة.

 

ما هو الاستمطار؟

يعتبر الاستمطار أو تلقيح السحب هو عملية تغيير متعمدة في الطقس، إذ تتم استثارة السحب وتحفيزها لإسقاط محتواها من المياه الكامنة بها، أو الثلوج المتجمدة فوق مناطق جغرافية محددة، من خلال عوامل كيميائية أو بيولوجية محددة يتم إسقاطها في كتلة السحابة بهدف زيادة كثافة السحابة، وزيادة كثافة بخار الماء الذي يسقط فيما بعد على هيئة مطر وثلج.

 

وتستخدم في عملية الاستمطار مواد يوديد الفضة وكلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم، وتعتمد على  رصد الأجواء لمراقبة بدء تكون السحب، ومن ثم إطلاق طائرات صغيرة محملة بشعلات من هذه المواد لتلقيح الغيوم.

 

اكتشاف فكرة تلقيح السحب

يعتبر أول من اكتشف طريقة تلقيح السحب هو الدكتور بيرنارد فونيجت في عام 1946م، باستخدام مادة يوديد الفضة، إلا أن هذه الطريقة لم تنتشر على نطاق واسع إلا بعد عشرين عاما تقريبا على يد القوات المسلحة الأمريكية في فيتنام.

 

استخدام تقنية تلقيح السحب

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية فكرة تلقيح السحب أو الاستمطار في الحرب على فيتنام، حيث استعان به الجيش الأمريكي كسلاح في الحرب على فيتنام بين 1967 و1972، لإطالة فترة هطول الأمطار في فصل الصيف بغرض الإبقاء على "انتشار الطين والوحل بفعل الأمطار حتى تضع الحرب أوزارها وتتوقف، وأطلق على هذه العملية اسم (عملية بوب آي)".

 

ومن بعد الولايات المتحدة الأمريكية، جاء الاتحاد السوفيتي، حيث استخدم هذه التقنية في استمطار السحب بعد حادثة مفاعل تشرنوبيل، لمنع الجسيمات المشعة العالقة بالسحب من الوصول إلى موسكو بالرغم من تعرض الروس للنصيب الأكبر من الضرر الناجم عن الحادثة.

 

 

أول دولة عربية تستخدم تكنولوجيا تلقيح السحب

كانت دولة الإمارات العربية المتحدة أول من استخدمت تقنية الاستمطار في التسعينات من القرن الماضى، ومنذ ذلك الحين تولى الإمارات اهتماما كبيرا بهذه التكنولوجيا، حيث أجرت 177 عملية استمطار في عام 2016، بينما في عام 2019 كانت قد أجرت 242 عملية.

 

 

استحالة تنفيذ عملية تلقيح السحب

وفي هذا الصدد، قال الدكتور وحيد سعودى خبير الأرصاد الجوية، إن التصريحات التى أطلقتها إثيوبيا بشأن البدء في استخدام عمية تلقيح السحب لاستدرار الأمطار، هو كلام من المستحيل حدوثة على أرض الواقع، لأن هذه العملية مكلفة جدا وكمية الأمطار الناتجة منها غير كافية تماما لملء سد النهضه كما يدعى الجانب الإثيوبي.

 

وأضاف الدكتور وحيد سعودى، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن عملية الاستمطار أو تلقيح السحب غالبا ما تكون في الدول الفقيرة مائيا، ولا بد أن تكون هذه الدول غنية وقادرة على الصرف على عملية التلقيح.

 

وتابع: "هذا المشروع هو مشروع فاشل تماما ولن يجدى مع إثيوبيا ولا غيرها في عملية تلقيح السحب لاستدرار الأمطار لملء سد النهضة أو أى سد آخر".

 

واختتم: "إثيوبيا غير قادرة على عمل مثل هذه التجارب من تلقيح السحب، وهذه التصريحات التى صدرت عن الجانب الإثيوبي هي عبارة عن حرب نفسية لا إلا".

 

إثيوبيا تواصل تعنتها

وتواصل إثيوبيا تعنتها وموقفها الرافض للوصول لأي اتفاق بشأن الملء الثاني لسد النهضة، وتصر على قرارها أحادي الجانب ببداية الملء في شهر يوليو المقبل، ويأتي ذلك رغم التحذيرات المصرية - السودانية من الإضرار بأمنهما المائي.