الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد جزر يكتب: اجعل تحيا مصر شعارًا تهتدي به

صدى البلد

 

لنتعلم أنّ النهوض والتقدم والاستمرارية ليس مستحيلا، فقط عليك أن تنتصر  علي الروح الانهزامية التي يحاول أعداؤك بثها فيك، وتبتعد عن المحبطين، ولا تستمع إليهم، أوجد بداخلك التفاؤل، والإيجابية والتحفيز.
تسفيه الواقع وانكار الفضل لإنجازات ملموسة، والاستهزاء بـ شعارات ترسخ لعظمة بلادك بمثابة خيانة لوطنك، إجعل "تحيا مصر" شعارا تهتدي به فـ الحياة لا تستقيم إلا بالأمن والاستقرار والبناء والتنمية. 
تعلمنا بأن حب الأوطان من الإيمان، وهذا يتطلب منك أن تكون وفياً ومُحبّاً لبلادك، وحامياً ومدافعاً عنها سواء كان ذلك بالأقول الصادقة أو بالأفعال السليمة والسوية، التي تتطلب التضحية لأجل الوطن، والدفاع عنه، وإيثاره، وتقديمه على المصلحة الفردية، والمهم ألا تبخل أن تعبر عن حبك لوطنك، حتي ولو كان بالشعارات.
بعد ان إستسلمت ألمانيا للحلفاء عام 1945 كانت حطام دولة، والشعب في حالة إحباط وإنهيار تام.. نحو 5 مليون معتقل في سيبريا، و مدن كاملة سُويت بالأرض ، قوات الحلفاء حملوا معهم المصانع والآلات ودمروا البنية التحتية بشكل كامل، وأصبح الشعب الألماني عبارة عن نساء وأطفال وشيوخ ، وانتشرت فكرة الانتحار إلا أن ذلك لم يكن الخيار الوحيد.
فكرة النهوض من القاع، بدأت بجمع الأنقاض لإعادة بناء البيوت والأوراق والكتب من تحت الركام لفتح المدارس، واستعادة الروح من جديد.. كتب الألمان على بقايا الجدران المحطمة شعارات تبث الأمل وتحث على العمل:
"لا تنتظر حقك".. "إفعل ما تستطيع" .. "إزرع الأمل قبل القمح"، كانت الفترة من عام 1945 الي 1955 مرحلة بناء البيوت بالشعارات التي بثت الأمل والإيمان، فصنعوا النجاح، وسُميت النساء في تلك الفترة نساء المباني المحطمة. 
في العام 1954 ، فازت ألمانيا بكأس العالم وكانت أصابع أقدام اللاعبين تخرج من أحذيتهم المهترئة، والفترة من عام 1955 لـ 1965 ، كانت مرحلة بناء المصانع، حيث تم إستيراد عُمّال أتراك وكتبوا قيم العمل: "جدية + أمل". 
الفترة من 1965 حتي 1975 ، ظهرت رؤوس الأموال و رجال الأعمال، وتكفّل كل رجل أعمال بـ خمسين شاباً يُدربهم ويُعلمهم.. وكانت مهمة الإعلام الأولى الحديث بشعارات لبث الأمل.
لم يستسلم الشعب الألماني الذي بدأ عمله في غياب كامل لحكومته، ولكنه بدأ من الصفر بتبني الشعارات التي أعادت الأمل والعمل، ولم يلتفت للمتربصين.. واليوم تعرفون أين وصلت ألمانيا.