د. أحمد شندي يكتب: أصدقاء ولكن

أيها الإنسان، في مكنونك أسرار وأحلام وأفكار تريد أن تبوح بها غير أنك قد لا تملك الجرأة على ذلك، فاعلم أيها الانسان أنه لا يمكن البوح بكل ﻣﺎ يشعر ﺑﻪ، ﻭ ﺇﻥ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﺍﻟﺒﻮﺡ به فلا يستطيع ايصال ما يستشعره. 
لهذا فاﻟﺼﻤﺖ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻼﻏﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ.
أيها الانسان ، ﻗﺪ ﻳُﺪْﻫﺸﻚ ﺗﺼﺮﻑ ﺧﺎﻃﺊ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ فتعذره و لا تبدي لذلك ردة فعل، بل تتجاوز ذلك الخطأ رغم دهشتك، ﻭ قد ﻳُﺆﻟﻤﻚ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ قريب فتعاتب و تلوم ، إلا أنك قد تسقط صريعا عندما ﻳَﻘْﺘﻠﻚ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ممن تحب ، لهذا كن على يقين أن ﺍﻟﻌﺒﺮﺓُ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ، فكلما كانت المكانة أقرب كلما كانت العلاقة أشد و أصعب.
أيها الإنسان ، اعلم أن النقاش مع شخص تحبه وتثق فيه مفيد جداً في تخفيف التوتر والاكتئاب ويمنحك ثقة كبيرة في نفسك ، فابحث عمن تثق فيه 
أيها الإنسان ،  إذا أردت أن تجتاز مرحلةً مؤلمةً في حياتك، فعشها كاملًا، دون أن تسعى إليها و خذ العبرة منها ، و لا ترضى لا بالتخدير ولا التجاهل ولا التحايل ولا أنصاف الحلول، لأنها وحدها المواجهة هي التي سوف تشفيك.
يا أيها الإنسان ، اعلم أن تظاهرك بالثقه بالنفس يجعلك واثقا من نفسك حتي وإن لم تكن كذلك و يزودك بشحنات من الطاقة الإيجابية مما يقوي هالتك و يدعم حقلك المغناطيسي الذي يحيط بك و بجسمك ، وتظاهرك بالقوة يجعلك قويآ و يدفعك لاتخاذ القرار الصائب و التقدم بخطوغت ثابتة  ، فقط آختر ماذا تريد لتصبح عليه و دون تردد.
أيها الإنسان  ، اعلم أن كل شخص تعتريه حالة إمان على شئ ما أو عادة ما قد تكون جيدة أو سيئة ، و اعلم أنه عندما تُقلِع عن إدمان شيء ما فإن أول ما ستواجهه هو التّفكير به في أوقات الفراغ لهذا عليك أن لا تترك الفراغ يهزمك أو يؤثر فيك بل اقتله بالمطالعة و فعل الخير  فإنك إن قتلت ذلك الفراغ فإنك حتما تكون قد انتصرت على ضعفك وإدمانك  
أيها الإنسان ، اعلم أنه كلما زاد حبك للشخص كل مازادت حساسيتك من ناحيته و تتأثر من اتفه شيء يصدر منه ، لأنه وصل إلى أرق غشاء في قلبك.
أيها الإنسان ، اعلم أن ‏أسوأ الأشياء التي يفعلها الشخص في حياته هو عدم أخذ قرار الإبتعاد عن الأشخاص الذين يقومون بإيذائه عاطفيا و نفسيا  بصورة جدية فعليك أن تكون صارما في قرارك و لا تدع أحدا يسلب منك طاقتك العاطفية.
أيها الانسان ، اعلم أن  الملل هو رسالة من عقلك تنبهك أنه يجب عليك أن تفعل شيئا أكثر أهمية مما تفعله الان, هذا الشعور هو إحساس يقودك إلى تحقيق اهدافك بحزم و قوة ان انت فهمته جيدا .
أيها الانسان ، اعلم أن صديقك الفعلي هو الذي بمجرد أن تتحدث معه في عز ضيقك سيشعرك بأنه لازال هناك أمل وأنك بخير رغم كل الظروف بحيث يستطيع دائما تعديل مزاجك ونظرتك للحياة إلى الأفضل ، فهو الشخص الذي يكون بمثابة مساعدك الوجداني و سندك النفسي بشكل غير مباشر دون أن تدري ذلك ، فاحرص على وجود سندك الحقيقي 
أيها الانسان ، اعلم أن الأشخاص الفاشلين في حياتهم يميلون إلى البحث عن أخطاء الناجحين لإنتقادهم والتقليل من شأنهم ليشعروا أنهم أفضل منهم ولتعويض النقص الداخلي ، و هذا مرض نفسي ينم عن الإحساس بالنقص و عدم القدرة على التصالح مع ذواتهم و كذلك عدم القدرة على النجاح ، فاحذر أن تكون منهم.

خلاصة القول:
لا يمكنك الشعور بالأمان وأنت تعيش في عزلة، وبما أنك تؤمن أن "القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود"، فلابد من يقينك بمقولة "الصديق وقت الضيق"، ولذا كان حتما البحث عن الأصدقاء، وقد يجول في خاطرك أننا نحيا في زمن أسطورة الخل الوفي، وهو اعتقاد صحيح إلي حد ما في وقتنا الحالي، غير أن الأوفياء مازالوا يعيشون بيننا، ويحتاج الأمر منا إلى تنقية القلوب من الأنانية والريبة الذميمة في كل المحيطين بنا، مما يولد في النفس الكراهية والتحريض على تخوين الآخرين، ومحاولة انصرافك عن هذا العلاج يفقدك الأمان، وبمرور الوقت ينبذك الجميع.