الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد مجزرة أبو حزام بنجع حمادي بسبب خصومة ثأرية.. نواب: جرائم الثأر حلها في التوعية والتثقيف .. ومطالب بنزع السلاح غير المرخص بالصعيد وتعديل إجراءات التقاضي

الثأر
الثأر

أمين حقوق الشيوخ تطالب بإدراج جرائم الثأر لعقوبات قانون مكافحة الإرهاب

برلماني يطالب وسائل الاعلام بالتوعية حول مخاطر ظاهرة الثأر بالصعيد

أمين تشريعية النواب : القاتل بيسلم نفسه .. حل قضية الثأر بالصعيد يحتاج لتوعية وتثقيف

 

"الإرث المر بالصعيد".. تعد جرائم الثأر من الموروثات الاجتماعية السلبية التي يعاني منها مجتمع الصعيد من قديم الأزل، فعلي مر عقود طويلة ذهبت آلاف الأرواح البشرية بسبب مناوشات وحروب بين العائلات، وبمجرد سقوط قتيلا تتوالي الضحايا انتقاما له.. وكانت مجزرة أبو حزام أحدث قضية بجرائم الثأر.

 

وحول هذه الظاهرة، أكد نواب البرلمان والشيوخ إن الحل الجذري للقضاء عليها يكمن في نشر الوعي والثقافة بين أبناء وأهالي الصعيد، مطالبين بعدة مطالب أبرزها نزع السلاح غير المرخص.

 

بداية، طالبت النائبة رشا اسحق أمين سر لجنة حقوق الانسان بالشيوخ، بتعديل إجراءات التقاضي الخاصة بقضايا الأخذ بالثأر، فضلا عن نزع السلاح غير المرخص المنتشر بين أبناء الصعيد وذلك من أجل مواجهة هذه الظاهرة التي تعد بمثابة " الإرث المر ..وميراث الجاهلية القاتل".

 

وأضافت " اسحق" في تصريحات خاصة لـ "صدي البلد"، أنه لابد من تفعيل الحلول العرفية لمصالحة العائلات التي لا زالت تجري مناوشات بهدف الأخذ بثأرها، معقبة ": ده يكون دور لجنة مخصصة للبت في هذا النوع من المشكلات".

 

ولفتت عضو مجلس النواب، إلي ضرورة إدراج جرائم الثأر وفقا لقانون مكافحة الإرهاب وليس قانون العقوبات وذلك لكونها تشكل خطرا علي السلم المجتمعي والأمن الداخلي، مناشدة بأهمية تفعيل دور المجلس القومي للمرأة بهدف تعليم وتثقيف المرأة الصعيدية بمخاطر هذه الظاهرة والسبب في ذلك لأنها في كثير من الأحيان تكون شريكا محرضا علي ذلك.

 

ونوهت عضو مجلس النواب، عن أهمية تجديد الخطاب الثقافي في قرى الصعيد للتوعية بالعواقب الوخيمة الناجمة حال التعنت في اتباع هذا الأسلوب في الحصول علي الحق دون اللجوء إلي الطريق القانوني.

 

و اختتمت النائبة حديثها، قائلة : أهم الأسباب التي تسهم في تفاقم جرائم الثأر هو الخوف الذي يصاحب أهل المجني عليه بالوصم بأنهم من الضعفاء ومن ثم تشعل نار الانتقام بداخلهم.

 

من جانبه عبر النائب أحمد إدريس عضو لجنة السياحة بالبرلمان، عن استيائه الشديد من تفاقم ظاهرة "الثأر" بقري ونجوع الصعيد، معقبا " أزمة نعاني منها من قديم الزمن وأرواح كثيرة بتروح بسبب عدم حل هذه الخصومة".

 

وقال "إدريس" في تصريحات خاصة لـ "صدي البلد"، إن أبرز الأسباب التي تسهم في هذا التفاقم الملحوظ حال خروج الجاني بعد عامين أو ثلاثة من ذمة القضية مما يثير غضبهم بحتمية قتله وذلك دون النظر إلى مدى العواقب التي ستنتج حال بدء حرب مجددة لاستكمال الحصول علي حقهم بشكل مرضي وكافٍ بالنسبة لأهل الضحية.

 

وأشار عضو مجلس النواب، إلي أن مبادرة حياة كريمة التي تستهدف تطوير 1500 قرية سنويا من ضمن أهدافها القضاء علي الجهل والفقر وغياب الثقافة التي تنتشر بهذه القري، معقبا " مع نشر التعليم والتوعية بالتأكيد سيتم التخلي عن هذه الموروثات".

 

وتابع النائب، كما أنه لابد من معالجة هذه القضية أيضا من خلال وسائل الاعلام المرئية والتي تعد من أهم الحلول التي يجب التطرق إليها للقضاء علي هذه الظاهرة.

 

فيما قال النائب علي بدر أمين سر اللجنة التشريعية بالبرلمان، إن ظاهرة " الثأر" من الموروثات الاجتماعية السلبية التي يعاني منها مجتمع الصعيد، معقبا " من قديم الازل وجدت مذابح بشأن الأخذ بالثأر لحد وقتنا هذا" وذلك بالرغم من الانفتاح الثقافي الذي تعيشه الدولة.

 

أكد " بدر" في تصريحات خاصة لـ "صدي البلد"، أن الحل الجذري للقضاء علي هذه الظاهرة بقري الصعيد، هي إطلاق حملات توعوية تهدف إلي تغيير المفاهيم المغلوطة لديهم بأن الثأر من الخصم هو الحصول علي الحق، مناشدا بتدشين دور للثقافة والأدب والسينما بهذه القري مما يجعلهم أكثر انفتاحا وليعرفوا قيمة المخاطر والخسائر الناتجة عن هذا السلوك.

 

ولفت عضو مجلس النواب، إلي أن عقوبة القتل العمد وفقا للقانون تصل إلي الإعدام ولا سيما في حالات الثأر، معقبا " القاتل بيروح يسلم نفسه للشرطة ومش بيهرب كمان" مما يدل علي مدي التعنت القائم تجاه اللجوء إلي الحصول علي الحق بشكل قانوني.

 

وتابع النائب، الحل الجذري يكمن في التوعية ثم التثقيف وتفعيل دور السينما بهذا المجتمع لتوضح رسائلها الحياتية من خلال أفلامها فكما تعرف جيدا أنها تمتلك تأثيرا فعال في الإقناع. 

 

وكان قد ارتفع عدد ضحايا مجزرة اشتباكات أبوحزام التابعة لمركز نجع حمادي شمال قنا، إلى ١٠ قتلى و ٧ مصابين، بعد وفاة عدد من الحالات المصابة بطلقات نارية، حيث اتضح ان سبب هذه المشاجرة خصومة ثأرية .

 

تلقى اللواء محمد أبو المجد، مدير أمن قنا، إخطاراً من مركز شرطة نجع حمادي، يفيد بوقوع اشتباك بالأسلحة النارية بين عائلتي "السعدية والعوامر" بقرية أبوحزام نتج عنه مقتل ١٠ أشخاص و إصابة ٧ آخرين بطلقات نارية.

 

تبين مصرع كل من: نورالدين عبدالشافي محمد ٦٥ عاماً، يوسف مسعود نور ١٥ عاماً، حنان حامد شاكر ٢٠ عاماً، فتحي عمر محمد ٣٠ عاماً، عبدالشكور عبد الراضي عبدالشكور  ٤٩ عاماً، عدلي حسن أحمد ٤٥ عاماً، هدى سعيد نور ٨ أعوام، محمد سيد محمد ٢٢ عاماً، وجار التعرف علي هويات جثتين.

 

وإصابة كل من: هدية شحات محمد ٢٧ عاماً، طلق ناري أسفل الظهر، جمال عبد اللطيف بكري ٥٧ عاماً، طلق ناري بالجانب الأيمن، أيوب وليد أبوالحجاج ٥ أعوام، طلق ناري بالساق اليمني، علاء عبد الصبور عبدالمطلب ٤١ عاماً، بطلق ناري بالرأس، ناجح مسعد محمد ١٥ عاماً، طلق ناري بالساعد الأيمن، سناء محمد أحمد ٥٠ عاماً، طلق ناري بالظهر، و صابرين أحمد محمد ٤٧ عاماً.

 

وشهد محيط قرية أبوحزام، تواجدا أمنيا مكثفا من قبل أجهزة الأمن، لمنع تجدد الاشتباكات بين العائلتين، وجار ضبط المتهمين والأسلحة المستخدمة.

دفع مرفق إسعاف قنا، بعدد من سيارات الإسعاف، لنقل الجثث والمصابين إلى مستشفيات نجع حمادي وقنا الجامعي.