الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين وأشياء أخرى.. الوجه الآخر لجولة بايدن الأوروبية

صدى البلد

من أولى جولاته الأوروبية إلي لقائه مع قمة الرئيس الروسي بوتين، يراقب العالم عن كثب جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي انطلقت يوم 9 يونيه الماضي في رحلة إلى أوروبا تستغرق 8 أيام كانت بريطانيا أولى محطاتها وجنيف آخرها.

ويسعى الرئيس الامريكي جو بايدن الي إعادة ترميم العلاقات الامريكية مع حلفاءها في محاولة لمعالجة ندوب خلفتها إدارة ترامب. 

قال الدكتور ماك شرقاوي المحلل السياسي الأمريكي ان جولة جو بايدن في مجموعة السبع يمكن ان نطلق عليها عنوان محاولة أخيرة من جو بايدن لترميم العلاقات ما بين الحلفاء الاوربيين وإصلاح ما أفسدته علاقات الرئيس ترامب مع الأشقاء والحلفاء في الدولة الاوربية او القارة العجوز قارة أوروبا.

وتابع شرقاوي في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، بدأت الرحلة في كورنوال في تجمع قادة مجموعة السبع ثم توجه الي بروكسل لحضور قمة الناتو ثم عقد عدة اجتماعات مع رؤساء المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية ثم اخر محطة هي جنيف حيث الاجتماع المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وأضاف المحلل السياسي: تعتبر هذه الرحلة هي محاولة لإعادة الدفء والحميمية للعلاقات الامريكية الأوروبية وأيضا محاولة للعمل مع الحلفاء في الرجوع الي الاتحاد القوي خاصة ان الولايات المتحدة الامريكية تجهز حربين باردتين مع روسيا والصين واعتقد ان الرئيس بايدن بالتأكيد يريد ان يكون هناك تحالف قوي مع أوروبا للوقوف على هذه الرغبة الامريكية التي أصبحت حرب باردة جديدة

وفي الإطار ذاته، قال بشارجرار عضو الحزب الجمهوري الأمريكي والمحلل السياسي: تشاء الأقدار، على غير ما قد يكون قد خطط له منظمو أول مؤتمر قمة "غير افتراضي" منذ الطاعون الصيني، أن تنعقد قمة الناتو في الرابع عشر من يونيو بالتزامن مع احتفال الرئيس السابق دونالد ترامب بعيد ميلاده ومعه نحو ثمانين مليون ناخب أمريكي صوتوا له. 

وتابع عضو الحزب الجمهوري الأمريكي في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”: بعض المراقبين أطلقوا على هذه القمة وما سبقها من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى بريطانيا بقمة "السيلفي" بمعنى التصوير الذاتي لغاية إعلان وحدة المجتمعين في مواجهة تداعيات فايروس ووهان الذي اتفق الآن قادة الناتو على ضرورة التحقيق في منشئه ومدى مسؤولية الصين عنه سواء إطلاقه عمدا أو التعتيم على خروجه عن السيطرة.

أهداف غير معلنه للزيارة

وأوضح ماك شرقاوي المحلل السياسي في تصريحاته لـ"صدى البلد"، أن بايدن في لقاءاته مع الرؤساء في أوروبا مع بوريس جونسون على هامش قمة السبع وأيضا اللقاء المرتقب مع بوتين في جنيف فإن الهدف الرئيسي هو تأسيس التحالف ضد الصين وهي محاولة لوقف قطار الصين الاقتصادي الذي يحاول ان يتخطى الولايات المتحدة بحلول عام 2025 وأيضا تصليح العلاقة وترميمها مع حلف الناتو حيث كان هناك تصريح قوي للأمين العام لحلف الناتو بان الناتو الان يجهز نفسه لمواجهه اعداءه الأصليين وهم روسيا والصين وهي نفس التصريحات التي قالها الرئيس بايدن في نفس الشهر. 

وتابع شرقاوي: بايدن حقق من جولته رجوع الدفء في العلاقات مع أوروبا مثل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خاصة بعد ان كانت العلاقات سيئة بين الرئيس ترامب والرئيس ماكرون  ويجهز للقاء المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف واعتقد سوف تكون مقابلة مهمة جدا.

وأضاف المحلل السياسي: بالرغم من ان الرئيس بايدن اتي بعد مجموعة من الإجراءات العدائية من ترامب مع الحلفاء الاوربيين ولكن تمكن من استعادة بعض العلاقات الطيبة خاصة مع أوروبا وكندا واليابان باعتبارهم حلفاء اصليين مع الولايات المتحدة الامريكية حيث ان بعد احداث الكابيتول كانت هناك مخاوف من الحلفاء وهم أوروبا وكندا واليابان عن مصير الديموقراطية في الولايات المتحدة الامريكية والتي نجحت زيارة بايدن الأخيرة في طمأنة هؤلاء الحلفاء. 

وأشارت روان الرجولة الباحثة في معهد واشنطن في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”: ان جولة بايدن إلى أوروبا تهدف بشكل رئيسي لطمأنة الحلفاء الأوروبيين وأعضاء حلف الشمال الأطلسي التزام واشنطن بمعاهداتها و التزاماتها العابرة للمحيط و لكن هذه الزيارة تأتي لتعزز التموضع الجديد للولايات المتحدة فيما يتعلق بكل من روسيا و الصين.

وتابعت روان : في زيارة بايدن الى مقر الناتو تحدث عن أهمية التعامل مع التحديات الجديدة و منها الصين كما ان هناك واقع اخر ان الجاهزية العسكرية للدول الأوروبية من ناحية التطورات العسكرية و القدرة العسكرية على الدفاع او حماية المصالح الأوروبية او حتى الأميركية ضعيفة جدا. 

وأضافت الباحثة في معهد واشنطن: بحسب تقرير صادر عن مركز التقدم الأميركي وهو مركز أبحاث مقرب من إدارة بايدن، فان بعض دول الاتحاد الأوروبي تفتقر القدرة للدفاع عن نفسها و عليه فان الإدارة الحالية عليها ان تشجع الاتحاد الأوروبي لان يصبح قوة عسكرية عالمية و ان يطور من قدراته العسكرية وعلى واشنطن ان تتخلى عن منع الاتحاد الاوروبي من تحقيق طموحاته في تطوير قدراته الدفاعية.

بايدن وبوتين..ماذا بعد؟

يلتقي بايدن مع بوتين الأربعاء المقبل وسيكون حوار العالم حيث ينتظر الجميع ماذا سيكون على طاولة المفاوضات حيث أكد بايدن أنه من مصلحة بوتين أن يغير منظور العالم له باعتماد سلوكيات ملائمة لرئيس دولة، مشيراً إلى أن بوتين "ذكي وقوي وخصم يستحق الاحترام.

وقال شرقاوي : اعتقد ان القمة ستجعل العلاقات الامريكية الروسية اكثر استقرارا، بحسب المراقبين السياسيين فان اللقاء وجها لوجه هو افضل لحلحلة المشكلة بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا.

وتابع المحلل السياسي: واشنطن ترى تمديد معاهدة الأسلحة النووية "نيو استارت" على قمة طاولة المفاوضات وأيضا الحديث عن اتفاقيات الأسلحة القصيرة المتوسطة المدى حتى لا يكون هناك نشر للأسلحة من الجانبين الروسي والاوروبي في القارة الاوروبية.

وأضاف شرقاوي: بايدن سيحمل الرئيس بوتين مسؤولية الهجوم الالكتروني الذي استهدف الولايات المتحدة الامريكية والتدخل في الانتخابات وأيضا. 

وتابع المحلل السياسي: بايدن سيناقش مع بوتين التوتر العسكري على الحدود الاوكرانية والحشود الروسية ومحاولة اقتحام أوكرانيا وضم أوكرانيا بالكامل الي روسيا مع رفض امريكي واوروبي كما سيناقش قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني ودعم روسيا للزعيم البيلاروسي اليكسندر لوكاشينكو ، الكثير سيكون على طاولة المفاوضات ونحن ننتظر هذا اللقاء.

وقال بشار جرار عضو الحزب الجمهوري : رغم إبداء الحرص على التوافق حول الأهداف الكبرى ومن ضمنها مواجهة الصين وروسيا، إلا أن حقيقة التعامل مع "الشركاء" الحلفاء منهم والاعداء كتركيا وروسيا، فإن المؤشر الحقيقي على كشف مدى نجاح أو فشل بايدن في امتحانه الدولي الأول هو ما ستتمخض عنه قمتا بايدن وإردوغان في بروكسل على هامش اجتماعات الناتو، والأهم قمة الأربعاء في جنيف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أشاد في لقاء مع الصحافة الأمريكية بترامب ووصف بالاستثنائي والمختلف كليا مع "السياسي المحترف" بايدن بابتسامة بوتين المعروفة.