الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سعاد ياي تكتب: رحلاتُ الصين إلى الفضاء تخدم البشرية

صدى البلد

 

تضم الصين أطول طريق سريع في العالم، ويبلغ أكثر من 160 ألف كيلومتر، وأحدث كابل بصري ويصل طوله إلى أكثر من 50 مليون كيلومتر، كما تملك أكبر عدد من طلبات براءات الاختراع، وبما يتجاوز 60 ألف براءة سنوياً. 
كما نجحت، يوم ال17 من يونيو الجاري، في إرسال ثلاثة رواد فضاء إلى الوحدة الأساسية تيانخه لمحطتها الفضائية عبر المركبة الفضائية المأهولة "شنتشو-12"، في مهمة تمتد ثلاثة أشهر، ما يرمز إلى تقدمها الكبير في رحلاتها الطويلة لاستكشاف الفضاء.
ومنذ إطلاق أول ساتل أرضي اصطناعي في العالم عام 1957، اخترق الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة ودول أخرى على التوالي تكنولوجيا الفضاء المأهول واستكشاف القمر. 
وفي السبعينيات من القرن الماضي، نجحت الولايات المتحدة في تطوير تقنية الهبوط الناعم على كوكب المريخ، ويمكن القول إنها والاتحاد السوفيتي تصدرا دول العالم في مجال الفضاء حينذاك. 
وفي عام 1998، تعاونت 16 دولة بقيادة الولايات المتحدة وروسيا في بناء محطة فضائية عالمية. 
وبعد مرور أكثر من 10 أعوام على إنشائها، بدأت المحطة العمل بشكل كامل في عام 2010. 
في ذلك الوقت لم تكن لدى الصين إمكانات كافية لبدء رحلاتها الفضائية أو حتى إطلاق مركبة فضائية. 
وتساءل علماؤها آنذاك: لماذا ليس بوسع الصينيين أن ينجحوا في هذا المضمار؟ 
ثم أكدوا في إصرار: بل بإمكاننا أن ننجح!
وانطلق الصينيون في طريقهم الطويل لتطوير محطة فضائية اعتماداً على الإمكانات الذاتية.
وابتداء من عام 1992، نجحت الصين في تطوير سلسلة المركبات الفضائية المأهولة "شنتشو"، وسلسلة مركبات الشحن الفضائية "تيانتشو"، ومختبر "تيانقونغ" الفضائي. 
ومن أجل بناء محطة فضائية، تغلبت الصين تدريجياً على الصعوبات التقنية العالية، بما فيها المشي في الفضاء والالتحام الفضائي والتزويد بالبضائع في الفضاء. 
وفي عام 2003، نجحت الصين في إطلاق المركبة الفضائية المأهولة "شنتشو- 5"، في أول دخول  صيني إلى الفضاء. 
وفي عام 2008، تم إطلاق مركبة "شنتشو 7" الفضائية المأهولة، ونجح الصينيون لأول مرة في المشي في الفضاء. 
وحتى عام 2021، كان التجميع المداري للمحطة الفضائية الصينية يجري بشكل شامل، حيث تحقق تشكيل أقسام المنتجات وتصنيع كل المواد الخام محلياً في الصين.
وفي صباح يوم ال17 من يونيو عام 2021، تم إطلاق المركبة الفضائية المأهولة "شنتشو 12" على متن الصاروخ الحامل لونغ مارش - 2 إف، من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في صحراء غوبي شمال غربي الصين. 
وفي اليوم نفسه، نجحت المركبة في الالتقاء السريع المستقل والالتحام بالوحدة الأساسية "تيانخه" لمحطة الفضاء. 
وفي الساعة 18:48 من اليوم نفسه بتوقيت بكين، دخل ثلاثة رواد فضاء صينيون إلى الوحدة الأساسية، ما يرمز إلى دخول الصينيين محطتهم الفضائية لأول مرة.
وقالت وكالة الفضاء المأهول الصينية، إن هذه الرحلة هي المهمة المأهولة الصينية السابعة إلى الفضاء، والمهمة الأولى خلال بناء محطة الفضاء الصينية، والمهمة الأولى منذ ما يقرب من خمس سنوات بعد آخر مهمة مأهولة في البلاد.
ورواد الفضاء الثلاثة هم: القائد نيه هاي شنغ، 56 عاماً، الذي شارك في مهمتي شنتشو-6 وشنتشو-10، وليو بوه مينغ، 54 عاماً، الذي شارك في مهمة شنتشو-7، وتانغ هونغ بوه، 45 عاماً، الذي يخوض أول مهمة فضائية له.
ومن المتوقع أن يسجل رواد الفضاء الثلاثة رقماً قياسياً جديداً في وقت المهام الفضائية الصينية المأهولة، بتجاوز مدة الـ33 يوماً التي قام بها طاقم شنتشو-11 في عام 2016.
إن الفضاء الخارجي ثروة مشتركة للبشرية، والتعاون الدولي هو الاتجاه السائد لاستكشافه.
ومنذ تنفيذ مشروع الفضاء المأهول، اعتمدت الصين على نفسها بالإضافة إلى التبادل والتعاون مع وكالات الفضاء في روسيا وألمانيا وفرنسا وهيئات الفضاء الدولية الأخرى.
وبعد دخول المشروع مرحلة محطة الفضاء، تخطط الصين لإجراء تعاون دولي في مجالات توسيع وظائف المحطة الفضائية، وعلوم الفضاء وتطبيقاتها، والرحلات المشتركة لرواد الفضاء الصينيين والأجانب، والتطبيق العملي للإنجازات التكنولوجية وغيرها.
وجميع هذه الإجراءات تهدف إلى تحويل محطة الفضاء الصينية إلى مختبر فضائي يفيد البشرية كلها، وتعزيز علوم الفضاء والحياة، ودفع الابتكار التكنولوجي في المجالات الأخرى ذات الصلة، والإسهام في استكشاف أسرار الكون والاستخدام السلمي للفضاء الخارجي.