الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلعت القاضي يكتب: الأهلي بين السكون وضجيج الأزمات

صدى البلد

عادت العجلة للدوران، وعمّ التفاؤل في ملاعب كرة القدم في أغلب أنحاء العالم خاصًة الدول التي تعرف كيف تدير الأزمات بطريقة صحيحة ومنهجية، دون استسلام ومماطلة في المعايشة السليمة مع الواقع ، خاصة أن الموعد غير واضح لرحيل فيروس«كورونا»، أو توقع من قريب أو بعيد بإنجلائه.
صحيح أنّ هذا الوباء لهو العدو الحقيقي للبشرية ، ويجب مقاومته بسيف الاحتراز والعلاج ، لكن الدرع التي تحمي حياة الناس تتوقف على مدى التزامهم وثقافة تعاملهم الصحي والمجتمعي، وهو مانهجته تلك الدول في التعامل مع تلك الأزمة .
وقد كان لإنطلاق يورو 2020 في العاصمة الإيطالية الأسبوع الماضي وفي 11 مدينة أوروبية مشتركة لأول مرة في التاريخ تقام بتلك الطريقة ،وقد وافق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا "على حضور الجماهير للمباريات ولكن بنسب معينة تحددها كل مدينة حسب الإجراءات التي تتخذها ، على أن تكون "بودابست" عاصمة المجر، الدولة الوحيدة التي تستضيف المباريات بسعة جماهيرية كاملة لملعب بوشكاش أرينا وهي خطوة قد تكون الاجرأ على الاطلاق ، ولكنها مدروسة جيدا بحسب ما تقوم به العاصمة المجرية من تدابير احترازية تجعل من التنظيم أساس النجاح لتلك البطولة .
وعلى نفس النهج أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية بشكل رسمي، السماح بالحضور الجماهيري ولكن فقط من المقيمين في دولة اليابان، وشرط ألا يزيد عدد الحضور عن 50% من سعة المدرجات، بحد أقصى 10 ألاف مشجع وفقاً لإجراءات محددة ، وهذا إن دل فإنما يدل على اتباع الإرشادات الصحية والاجتماعية التي صدرت عن المؤسسات الصحية لتلك الدول دون الوقوع في حالة الهلع والفزع والخوف من الفشل في التنظيم .
وهنا يأتي الدور عن الحديث على الجهات المسئولة في مصر ووزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة، بأن يتم الدراسة والموافقة على الحضور الجماهيري المناسب لمباراة النادي الاهلي القادمة خاصة أنه حصل على موافقة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" لحضور 10 آلاف مشجع مباراته المقبلة أمام فريق الترجي التونسي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا علما بأن موافقة كاف لا تعني حضور الجماهير بشكل نهائي، حيث ينتظر الأهلي رد الأجهزة الأمنية والصحية في مصر على طلب الحضور لتلك المباراة المهمة والتي بها يظهر مدى استعداد الجهات المعنية في مصر ، والى مدي تسير خطى الكرة المصرية واين نحن من تلك النظرة المستقبلية والمنهجية السليمة في إدارة ملف عودة الجماهير وان ننظر للواقع لتلك الأزمة والتي أصبح التعايش معها أمر بديهي ، واين المشجع وحضوره وهو مايضفي كثير من المتعة والبهجة للمدرجات، ويزيد من حماسة اللاعبين .
وليس فقط ما نتمناه لمباراة الأهلي بل أيضا في المرحلة المقبلة وتحديدا فيما تبقى من بطولة كأس مصر أن تكون تجربة لما هو قادم من بطولات محلية ،وان يكون الحضور تدريجيا وبأعداد محددة وتنسيق جيد يتماشى مع ما نشاهده في تلك المحافل المبهرة.
إن التعايش الحقيقي والمبني على الرضى مع أي ازمة لا بد أن يأخذ مسارات إيجابية يكون لها نتيجة التأقلم مع الجائحة، وتحويلها إلى ثمرة إيجابية للنهوض، والبحث عن سبل النجاح في إدارة الملفات .