الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على الجانب القاسي والمؤلم في حياة هدى شعراوي

الراحلة هدى شعراوي
الراحلة هدى شعراوي

عاشت الناشطة النسوية والسياسية الراحلة هدى شعراوي العديد من المآسي في حياتها الخاصة، كان أولها بوفاة الاثنين اللذين كانا الأقرب إلى قلبها، وهي في سن صغيرة، وتوالت الأحزان بمرض والدتيها (الحقيقية وزوجة أبيها)، وكشفت هدى شعراوي - التي يوافق اليوم ذكرى ميلادها - عنها في مذكراتها.

 

كانت والدتها لم تبلغ الخامسة والعشرين عامًا عندما مات والدها في مدينة "جراتس" بالنمسا، وظلت ذكريات هذا اليوم في ذاكرة هدى شعراوي لفترة طويلة، وتقول في مذكراتها: "إنني ما زلت حتى الآن أتذكر يوم وصل إلينا نعي والدي، ثم أيام الحزن التي عشناها، والسنين الطويلة التي كسى فيها السواد كل أثاث المنزل".


وكان قد وقع الخبر مثل الصاعقة على والدتها، وعانت السياسية هدى شعراوي التي كانت في سن صغير وقتها، مع المرض التي هاجم جسد والدتها، وظلت طريحة الفراش بسببه لفترة طويلة، حيث لم يخلو البيت من الأطباء، وكانت تقف هدى وشقيقها بجانب فراش والدتها، وكلما نظروا إلى والدتهم، كانت تردد: "ابعدوا الطفلين عني !".

 

وتسترجع هدى شعرواي ذكرياتها عن هذه الفترة في مذكراتها التي تحمل اسم "مذكرات هدى شعراوي"، وتقول: "عندما كنا نذهب إلى الغرفة المجاورة عند والدة أخي إسماعيل، التي كنا نناديها باسم ماما الكبيرة، كنا نشاهدها اكثرحزنا لفقدها ابنها قبل وفاة زوجها ومرضت مرضا ألزمها الفراش طوال السنوات الثمنية التي عاشتها بعد رحيله".

 

وبرغم كثرة الأحزان والأمراض في المنزل لكنه كان مفتوحًا للجميع، وكانت هناك غرفة معدة خصيصا لإقامة الضيوف والنازلين، وكان السلاملك هو مهبط الأقارب والموظفين، وتقول شعراوي: "كنت أحتفي بمن اصطفيهم من هؤلاء وفي مقدمتهم زوج أختي الكبيرة إسماعيل بك، لأنه كان يبالغ في ملاطفتي ويدللني".

 

أما من الزائرين التي كانت تنتظر قدومهم بلهفة وشوق جدتها وأخوالها وكانوا يأتون من تركيا سنويا، أو كل سنتين تقريبا لزيارتهم، مع الكثير من الهدايا، وكانت جدة هدى شعراوي قصيرة القامة وناصعة البياض وزرقاء العينين، وتصفها بأنها كانت تكاد تشبه القديسة.

 

وكانوا يقضون معهم فصل الشتاء دائماً، ولكن بعد وفاة الجدة وزواج الابن الأكبر، رفض خالها البقاء معهم في مصر وكانت هذه هي المأساة الثانية في حياة هدى شعراوي.