الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإيمان له نضارة في الوجه.. خطيب المسجد الحرام: ارتكاب المعاصي والآثام يقبح المرء

 خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

 قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام و خطيب المسجد الحرام، إن ارتكاب المعاصي والآثام يَقبُح بالمرء ويَشينه ويُفقِده حسنه وجماله وما يَزينه، وإذا وقع المسلم في محرم ولو كان من الكبائر فلا يُتخلى عنه، بل يعان بدعاء الله له بالتوبة ونصحه واستثارة معاني الجمال والحسن في قلبه بما هو عليه من الإيمان ومحبة دينه فلعله يتذكر ويُفيق من غفلته ويعود إلى رشده. 

وأوضح خطيب المسجد الحرام خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمةً، أن الإيمان له مذاق، وله حلاوة، وله جمال، وله نضارة في الوجه، وانشراح في الصدر، وأثر في سلوك العبد، حتى إنه ليستشعر معانيَ الحسن والبهاء في روحه وعقله وفكره وخلقه، وفي حركاته وسكناته وحتى علاقاتِه فهي مبنية على الجمال كما في الحديث: (من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله).

وأكد خطيب المسجد الحرام أن دين الله الذي شرعه لعباده جميل موافق للفطرة ومبني على القيم النبيلة والمبادئ الجليلة، وتشريعاته قائمة على السماحة واليسر، وقد جمعت بين جمال الظاهر وجمال الباطن ولا ينفر من تشريعاته ويعاديها إلا من كان ظالما حاسدا، أو جاهلا غافلا، غابت عنه حقيقة التدين ومناقبُه، وخفيت عليه محاسنه.

وتابع:  ولم يعرف قيمته وقدره ومكانته وحلاوته وطلاوته نتيجة فهم خاطئ وتصور مغلوط، قد يكون بسبب وقوع بعض المسلمين -هداهم الله- في أخطاءٍ ومخالفات ليست من الدين في شيء؛ فلا يؤاخذ الإسلام بجريرة من اختل عندهم التوازن في تدينهم فهما وتطبيقا، ولا يُحمَّلُ ذنبَ مَن جاوز الحد إفراطا أو تفريطا، ولا ينبغي أن تُعميَنا عن محاسن الدين وكماله غلطات الغالي بتجاوز وغلو أو الجافي بتقصير وإضاعة؛ فإن ذلكم لا يمثل الإسلام  ولا يشوه حسن بهائه ولا يطمس حقيقة جماله.

وأشار إلى أن في دعوة الإسلام إلى الجمال برهان أكيد على جمال هذا الدين الحنيف الخالد، الذي تولى إظهارَ حقيقته وبيانَ منهجه العملي وعَرْضَه عرضا جميلا زَينُ الدعاة وشامتهم وقدوتهم إمام المتقين وخاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فكان المتمسكون بالدين في زمانه وفي الأعصر التي بعده ومن تبعهم على نهجهم مناراتِ هدى ومصابيحَ دجى في حياة الأنام.

وأضاف أنه قد تمثل في سلوكهم وأخلاقهم جمال العبادة للواحد الديان وتحققت لديهم معاني الجمال في الدين من صفاء الروح ومنازل الإيمان وأحوال الإحسان مشددا على أن مسؤولية إبراز جمال الإسلام وعظمتِه، مسؤوليةُ الأمة الإسلامية بأجمعها؛ فهي المؤتمنة على إبراز جماله في سلوك حياتها، ونمط عيشها في مختلف جوانب الحياة؛ بما خصها الله به من الخيرية والشهادة على الناس، ومتى أحسنت الأمة ذلك كانت كفيلة بإذن الله بأن تلفت أنظار العالمين إلى هذا الجمال الباهر، الذي لن يترددوا في المسارعة للانضواء تحت لوائه، واللحاق بركبه، والتجمل بمحاسنه وأخلاقه.