الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحف السعودية: علاقات القاهرة والرياض تعيش أزهى عصورها وشح المياه يهدد 350 مليون شخص حول العالم والتغير المناخي يغير شكل الحياة بعد 30 سنة

صدى البلد

ركزت الصحف  السعودية الصادرة اليوم على العديد من الملفات والقضايا في الشأن المحلي والإقليمي والدولي؛ حيث قالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها بعنوان (محور ارتكاز الأمة) : ظلت العلاقات السعودية - المصرية تمثل على طول التاريخ محور ارتكاز أمان الأمة العربية، وسلامتها ضد تقلبات السياسة الدولية، ورياح المتغيرات الإقليمية، وسيظل التاريخ شاهداً على عمق العلاقات التاريخية المنيعة الصلبة، وذلك من خلال الدعم والتعاون المتبادل بينهما، وتنسيق المواقف السياسية فيما يخص الملفات والقضايا المطروحة، لا سيما أن البلدين يشكلان جناحي الأمة العربية القادرين على تطوير العلاقات العربية - العربية، وحماية الأمن القومي العربي من أي خروقات، خصوصاً في هذه الفترة التي تشهد أجواء إقليمية شديدة التخبط، وفي حاجة إلى التكاتف والمساندة الفعّالة.


وأضافت :ولا شك أن العلاقات السعودية - المصرية لم تشهد تطوراً عميقاً وتفاهماً وانسجاماً كما هو حادث في الوقت الراهن، ويدعم هذا التفاهم والانسجام المتبادل بين القيادتين الحكيمتين، ملفات مشتركة مصيرية، وعلى رأسها مواجهة الإرهاب وتدخّل بعض الدول في الشأن العربي، وكذلك قضايا المنطقة وأزماتها في سورية واليمن وليبيا والعراق، فضلاً عن القضية الفلسطينية.
ورأت أن التهديدات المتنامية والتحديات المشتركة التي يخلقها الإرهاب الدولي والتطرف، ويواجهها العالم العربي، تجعل وقوف المملكة ومصر متحدتين أمراً ضرورياً لتدشين حوار استراتيجي متبادل، وتنسيق المواقف، والبحث عن حلول دائمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار، إضافة إلى العمل على إيجاد برامج مساندة للدور السياسي من خلال مجالس تنسيقية واستراتيجية مدعومة بعناصر بشرية أكاديمية وثقافية وفكرية وإعلامية، وذلك لاستشراف ركائز القوة في العلاقات المستقبلية، وتقاطع تلك المصالح في مختلف المجالات.
وأوحت أن التنسيق المهم بين قيادتي البلدين الشقيقين يعزز العلاقات العربية، ويقرب الرؤى، ويرتقي بها إلى مستويات جديدة، ويزيل اللبس في بعض المواقف، ويدفع التنسيق والتعاون على الصعد كافة لمواجهة تحديات الأمن القومي العربي، والمخاطر الإقليمية والخارجية، ويشكل مصدر تفاؤل حقيقياً لشعوب عالمنا العربي التي تتوق إلى الخروج من هذا النفق المظلم.
وختمت:كما تتجلى أهمية هذا التنسيق، في ظل المعطيات الراهنة للمشهد العربي بكل تنوعاته، في تأكيد أن المملكة ومصر استعادتا زمام القيادة في هذه المرحلة المهمة والدقيقة من تاريخ الأمة العربية، وأنهما تمثلان جناحي الأمة بما تشهده علاقاتهما من تطور كبير.


تغير المناخ

ورأت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها بعنوان ( الماء .. حياة وصراع ) :يلاحظ أن قضية تغير المناخ قد تعاظمت بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، وأصبحت من الملفات المهمة التي تتعامل معها معظم دول العالم، فقد تم وضع اتفاقيات للمناخ لمناقشة أجندتها، التي ارتبطت مباشرة بالجانب السياسي والاقتصادي والبيئي. ولا شك في أن المخاوف من التغير المناخي السريع لها ما يبررها. والشواهد كثيرة، وتفاعلات هذا التغير الخطيرة ماثلة في الكرة الأرضية. ومع وصول جو بايدن إلى السلطة في الولايات المتحدة، تسارعت الخطوات في مسار الحد من الآثار السلبية على البيئة العالمية عموما، ولا سيما بعد أن انسحبت بلاده في عهد دونالد ترمب من اتفاقية باريس للمناخ، التي باتت منذ أكثر من ستة أعوام تمثل المرجع الرئيس لالتزام الدول بالمعايير الخاصة بحماية البيئة، والعمل الجاد للحد من التلوث واستنزاف الموارد الطبيعية، وغير ذلك من أشكال المحافظة على الحياة من أجل الأجيال القادمة. ورغم الالتزمات الدولية بقوانين حماية البيئة، إلا أن المخاطر لا تزال حاضرة، من خلال التأثيرات الخطيرة للتبدل المناخي على البشر والأحياء والبيئة الطبيعية عموما.


وقالت أن الارتفاع المتسارع للنمو السكاني حول العالم، وتزايد الضغط على استهلاك الموارد المائية المحدودة، فقد باتت مسألة شح المياه تمثل تحديا عالميا، وقضية أساسية تنذر بتبعات خطرة ما لم يتم البحث عن السبل والحلول اللازمة لمواجهتها. فالمياه هي في قلب التنمية المستدامة، وهي ضرورية للتنمية الاقتصادية الاجتماعية، والطاقة وإنتاج الغذاء وسلامة النظم الإيكولوجية وبقاء الإنسان. كما أن المياه كذلك في صلب عملية التكيف مع تغير المناخ، حيث تضطلع بدور الرابط بين المجتمع والبيئة.


وأضافت : فمنذ خمسة عقود على الأقل، بدأت التحذيرات المتصاعدة من شح المياه حول العالم، إلى درجة أن بعض التحذيرات تحدثت عن إمكانية نشوب "حروب المياه". ونحن نرى حاليا الخلاف القاسي بين الأشقاء في القارة الإفريقية بين إثيوبيا من جهة، ومصر والسودان من جهة أخرى، حول إنشاء سد النهضة، وإصرار أديس أبابا على إنشائه رغم تداعيات السلبية التي تراها القاهرة والخرطوم، بشأن خفض منسوب المياه الواصلة لهذين البلدين في نهر النيل. وصارت قضية استراتيجية وخلافا عميقا بين هذه البلدان، وتداعت أبعادها، وأصبحت قضية حية خلال الوقت الحاضر بسبب المياه، كما أن هناك كثيرا من الخلافات المائية التي نشبت في عدد من البلدان في السابق. ولذلك، فإن مسألة المياه وشحها ظهرت على مسرح الأحداث في العالم بأنها من القضايا السياسية المرتبطة بالمصالح الاقتصادية، ومن الملفات المهمة التي تناقش بشكل مستفيض في عالم اليوم على مستوى الدول والمنظمات الدولية. والسبب الرئيس هو، الشح المتزايد للمياه.
وبينت أن هذا الشح لا يأتي من عدم وجود مصادر مياه صالحة للاستخدام الآدمي، بل من تلوث مصادرها بصورة كبيرة ومستمرة، فضلا عن ارتفاع نسبة الهدر حتى في بعض الدول المتقدمة، التي تعد مثالا يتحذى في المحافظة على الموارد المائية والاستخدام الأمثل لهذه الموارد.


وأوضحت أن خبراء الأمم المتحدة المتخصصين في المناخ، رفعوا مستوى تحذيراتهم أخيرا، إلى درجة تأكيدهم أن الحياة كما نعرفها ستدمر بسبب التغير المناخي في غصون 30 عاما فقط. ووصفوا هذا الشيء بالمخيف حقا. ويؤكد هؤلاء أيضا أن شح المياه يهدد 350 مليون شخص إضافي إلى الأشخاص الذين يعيشون منذ عقود في مواجهة هذا الشح. ويعود السبب الرئيس وراء هذا التحذير الجديد والمخيف في آن معا، إلى أن الخبراء يعتقدون بأنه مهما كانت وتيرة خفض انبعاثات غازات دفيئة، فإن التأثيرات المدمرة للاحترار المناخي في الطبيعة والبشرية ستتسارع.


ورأت أن هذا المستوى من التحذيرات هو الأكثر تشاؤمية على الإطلاق منذ بدأ العالم يهتم بالشأن البيئي، ما يعزز الاعتقاد بأنه حتى المعايير التي طرحتها الجهات الدولية للمحافظة على البيئة، ليست كافية لصيانة هذا الوضع فترات زمنية طويلة. ويبدو واضحا أن القوانين العالمية لحماية البيئة لن تحقق أهدافها في المواعيد المحددة لها أو حسب المطلوب، بل قد لا تصل إلى أهدافها أبدا. فعلى سبيل المثال، حددت اتفاقية باريس للمناخ، حصر الاحترار المناخي في أقل من درجتين مئويتين، أو 1.5 درجة مقارنة بحقبة ما قبل الثورة الصناعية. لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تشير إلى احتمال تصل نسبته إلى 40 في المائة، بعدم تحقيق ذلك على أساس سنوي بحلول عام 2025.
وختمت:كما أن هناك أمثلة كثيرة، تدل على أن العمل من أجل حماية البيئة العالمية لا بد من أن يتضاعف في أعوام العقد الجاري. ولا يتحمل العالم وجود حكومات ترفض حتى وجود أزمة بيئية في الكرة الأرضية. كان الرئيس الأمريكي السابق ترمب يعتقد "مثلا"، بأن التغير المناخي ليس سوى كذبة، وأنه لا أثر للخراب البيئي على الإطلاق.

الخطر الإيراني


من جانبها قالت صحيفة "اليوم" في افتتاحيتها بعنوان ( تهديدات إيران.. والموقف الدولي ) : الإدانات العربية والإسلامية والـدولـية المستمرة لما يقوم به نظام إيران من تهديدات وتجاوزات وما تقوم به أذرعه من جرائم واعتداءات، من شأنها تهديد وزعزعة أمن واستقرار المنطقة والاستقرار العالمي كرفض صريح لسلوك نظام طهران الذي يعتمد على منهجية الإرهاب وتسلـيح الميلـيشيات الخارجة عن الـقانون في سبيل تحقيق أجنداته التوسعية وغاياته المشبوهة.. إدانات يفترض أيضا أن تكون المؤشر الـلازم للمجتمع الدولي أن يتخذ موقفا حاسما ومسؤولا لحماية العالم من هذه التهديدات قبل أن يكون القرار متأخرا وربما بعد فوات الأوان.
ورأت أن اعتراض وتدمير دفاعات الـتحالـف لـطائرة دون طيار مفخخة أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية تجاه خميس مشيط.. واستمرار محاولات الميليشيا الحوثية تعمد استهداف المدنيين والأعيان المدنية وتأكيد الـتحالـف أنه يتخذ الإجراءات الـعملـياتية لحماية المدنيين والتعامل مع التهديد الوشيك.. بالإضافة لما يلتقي مع هذه الاعتداءات من التصعيد المتعمد من قبل ميليشيات الحوثي ورفضهم مبادرة وقف إطلاق النار في اليمن.. هذه مشاهد تؤكد أن السياسة الإيرانية الثابتة منذ ما يزيد على أربعة عقود والتي تتبنى نظرة إقصائية طائفية إرهابية متعصبة لم تدع أي مجال للاعتقاد بأن هذا النظام قادر على أن يكون جزءا طبيعيا من العالم بل بات السبب الرئيس في تهديد أمنه واستقراره، وأن ما يتم إعلانه بين حين وآخر من قبل مسؤولين في نظام طهران عن حسن نوايا أو احتمال العودة لبوادر صواب لن يعدو كونه فصلا جديدا من فصول تستديم للخديعة والتلاعب التي اعتادتها إيران وعبر السنين يفضحها سوء الأفعال وخبث الوسيلة والهدف.


وختمت:الجرائم والاعتداءات التي تقوم بها أذرع إيران الإرهابية والـتجاوزات الـلامسؤولـة الـتي ترتبط بسلـوك نظام طهران في المنطقة وأفعاله التي تعتبر السبب الرئيس في تهديد أمنها واستقرارها، وتطال في تأثيرها وتجاوزاتها مفاصل التجارة الدولية والاقتصاد العالمي.. هذا الواقع وما يقابله مما يمكن وصفه بموقف صامت وردود أفعال دولية خجولة لن تغير من واقع الأمر، وضرورة استيعاب المخاطر التي تأتي بها هذه الممارسات لدولة تتخذ من الإرهاب منهجية لها ولن يكون هنا خيار بديل من اتخاذ القرار الحاسم والموقف الحازم المسؤول من قبل المجتمع الدولي لحماية العالم من هذه التجاوزات.