أصلها منوفي وصاحبها لاعب كرة.. حكاية صورة جابت محافظات مصر والوطن العربي

في مشهد قلما يتكرر، من إظهار المحبة والوفاء لمن غيّبهم الموت، انقطعت صلتهم بالحياة، اصطف أهل المدينة رجالًا وشبابًا في أحد الشوارع الرئيسية، وأمسك كل منهم مصحفًا وراح يتلو ما تيسر من القرآن هبةً لمن مات، وترحُمًا عليه، وردًا جميلًا على حُسن صحابته للناس.

الصورة التي جمعت أهل المدينة في مشهد رائع اجتذبت الكثيرين، ممن بحثوا عن أصلها وفصلها، وحكايتها، فضلًا عن السؤال عن المتوفي الذي جمع هؤلاء الناس بهذه الكيفية بعد وفاته.

نُسبت لكل محافظات مصر 

وبداعي الفخر والمباهاة، زعمت صفحات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي نسبة الصورة إليها وإلى المحافظات التي تتبعها على خلاف الحقيقة.

آخر تلك الصفحات كانت صفحة تابعة لقرية الفشن بمحافظة الشرقية كما كتب في البوست، حيث علقت عليها قائلة: قاموا بفكرة رائعة وهي ختم القرآن الكريم كاملًا ثوابًا على روح المتوفي، كبديل عن سرادق العزاء باهظة الثمن، والمقرئ ذي الأجر الكبير.

صفحة الفشن بالشرقية لم تكن وحدها التي زعمت ملكية الصورة والفعل والبادرة الطيبة، لكن صفحات عدة في كافة المحافظات ومنها أسوان، والأقصر والدقهلية نشرت الصورة وزعمت نسبتها إليها، بل إن الصورة شوهدت على صفحات خارج مصر في أقطار الوطن العربي.

من هو المتوفي وما حقيقة الصورة؟ 

الصورة وفق ما أكد صاحبها الذي التقطها تعود إلى مدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية، عقب وفاة الكابتن مصطفى حجاج بـ 4 أيام، حيث اُلتقطت الصورة يوم 6 أبريل 2019 في أحد شوارع مدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية.

أمير حجاج نجل المتوفي، قال إن أهل مدينة سرس الليان وعائلاتها يُعرف عنهم التكاتف المجتمعي، والعائلات تعرف بعضها بعضًا وترتبط برباط اجتماعي وثيق.

وتابع: الكابتن مصطفى حجاج كان أحد أعلام مدينة سرس الليان، وأحد الرموز الشعبية المؤثرة، وجمعته بأهالي المدينة علاقات وثيقة وصداقات مع الجميع، وكان معروفًا للجميع بحسن سيرته وخُلقه.

ويحكي نجل المتوفي أن مراسم عزاء الكابتن مصطفى حجاج، امتدت حتى اليوم الرابع، والذي تكوّن خلاله هذا المشهد، حينما بادر المُعزون من أهالي المدينة بختم القرآن الكريم إهداءً لروح أبي.

كان لاعب كرة  

وكان مصطفى حجاج، لاعبًا في صفوف نادي جمهورية شبين في فترة تألق الفريق في بطولة الدوري الممتاز خلال فترة التسعينيات، كما لعب ودرب فريق مدينته سرس الليان، قبل أن ينتقل للتدريب في اتحاد الشرطة الرياضي.

ويعتبر حجاج الهداف التاريخي لأندية المنوفية الناشطة في دوريات كرة القدم عبر تاريخها.

وحصل مصطفى حجاج على دورة تدريبية على يد ثالث أفضل محاضر دولي في العالم سنة 89 الألماني إيفات توبيلاك، حيث زامل خلالها كلا من الكابتن حمادة إمام والكابتن هاني مصطفى والكابتن حسن الشاذلي وأحمد ماهر ، وكانت له تجارب تدريبية في الوطن العربي أبرزها مع نادي الصمود السعودي.