الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. علاء الشال يكتب: المجالس بالأمانات

صدى البلد

من البلاء الذي لانجاة منه كثرة النميمة في مجالس الناس ووجود النمامين المتخصصين في زراعة الفتن من خلال اختلاق مواقف فيها افتراء وكذب، وفيها تحميل للأمور فوق طاقتها. يا سادة : المجالس بالأمانات، لا بد أن يكون حاضر المجلس أصم وأبكم وأعمى، وعندما يخرج من المجلس، فإنه يتناسى تماما كل ما دار في هذا المجلس.
وينبغي على حاضر المجلس ألا ينقل شيئًا استمع إليه؛ لأنه كان مؤتمنًا في بيتٍ أو في مكانٍ أو اجتماعٍ إلا إذا أتى متصنتًا راغبًا إشاعة الفتنة.
النميمة خطر داهم كبير يسبب قطيعات كبيرة، ومنها التعجيل بالطلاق ومنها التعجيل بالخراب والتعجيل بالخصومات.
ليس من المروءة  أن تؤتمن على أسرار مكان، ثم تنقل هذه الأسرار، ولا تحافظ على أمانة المجلس. 
يقول الإنسان كلمة منفعلًا، أو يقول كلمة من غيظه فينقلها أحدهم ، ولم يقدّر الناحية النفسية أو الظروف المعنوية، أو الحالة العاطفية التي قال فيها هذا الكلام.
الذي ينقل الكلام أكان صادقًا أو مفتريًا فيما قال فإنه شيطان يوغر صدور الناس ، ويفتح بابًا للشيطان لعمل قطيعة بين الناس للأبد.
والذين دأبوا أن يعيشوا في بيئات تشجع على النميمة وعلى إطلاق ألفاظ لاتليق ، هؤلاء يخالفون هدي الإسلام  ، ويخالفون هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
في الحديث النبوي"إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ"
ومن العجيب أن  انتشار ثقافة الفضائح الموجودة في الفيس بوك والسوشيال ميديا،والناتج عنها من قتل جرت في مصر والبلاد العربية نتيجة لخلق  النميمة الذميم ولتحريش البعض .
لو كفّ النمام لسانه عن الأذى ما أشعل فتنة، والفتنة أشدّ من القتل. ففي الحديث: "لا يَدْخُلُ الجنّةَ نمَّامٌ" 
ومرَّ رَسُول اللَّهِ بِقَبريْنِ، فَقَالَ: "إنَّهُمَا يُعَذَّبان، وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبيرٍ، أمَّا أحَدُهمَا فَكَانَ يمشِي بالنَّمِيمَةِ، وأمَّا الآخرُ فَكَانَ لاَ يسْتَتِرُ مِنْ بولِه"

إذا جلست في مجلس فاجعل لسان حالك "لا أرى، لا أسمع، لا أتكلّم" وهذا إذا أردت أن تصون نفسك، وشرف المكان الذي أنت فيه.

نقل الكلام بين الناس  مصيبة تؤدي إلى الكراهية بين الناس وزرع الفتن، والمشاكل بينهم. 
والذي يحب أن ينقل إليه الكلام هو سمّاع، وعليه أن يعترض ولا يستمع، لا ينبغي أن نعطي فرصة لهؤلاء المفلوتين الذين يشيعون الفتنة بين الناس.
قد تتلف أعصاب الإنسان بكلمة نُقلت إليه.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لا يَبْلُغُنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحابِي عَنْ أَحَد شَيْئًا، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيم الصَّدْرِ"   
نصيحة للجميع: لا تقم مقام الشيطان وتبلغ القيل والقال، فهذا ذنب لامخرج منه إلا إذا سامحك من فتنت عنه ؛ لأنك آذيته في عرضه، وفي نفسه وربما سببت له خرابًا في بيته. 
حفظ الله بيوتنا ومصرنا وجيشنا ورئيسنا