نجلاء شمس تكتب: موسم الخيرات

جعل الله مواسم للخيرات لأنه رحيم بك يعلم ضعفك؛ فحدد لك أيامًا معلوماتٍ قليلة في العدد، عظيمة في الأثر ؛ فاجعلها أيامًا مميزة في قلبك ، ومميزة في حياتك، ولاتجعلها كبقية الأيام، فما جعلها الله كبقية الأيام !  ومثل هذه المواسم تختصر الكثير والكثير؛ فبادر واستقبل هبة الله بالشوق والترحيب والتعظيم ؛ فهي أهل للتعظيم  فمجرد تعظيمها قربة إلى الله، ولو قضيت الوقت الأكبر منها في حبس نفسك على تعظيمها لكان في ذلك خيرًا كثيرًا ، والله يجعل فضله كما يريد وكما يشاء ، ومنه ما جعله من فضل لعشر ذي الحجة ، وما أدراك ماعشر ذي الحجة ؟!  

ففضلها عظيم بيَّنه الله تعالى في كتابه ، وبينَّه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ،و كيف لا ؟ وقد أقسم بها العظيم، فقال عز من قائل  : { والفجر} •  { وليال عشر }  الفجر ٢،١

تعظيما لها ، وتنبيها منه لعباده على شرفها وفضلها

 ومن تلك الفضائل :

١- أن الحج يقع معظمه في أفضل أيام الدنيا وهي أيام عشر ذي الحجة ،وهي الأيام التي يكون العمل فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله تعالى، لحديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعني عشر ذي الحجة - قيل ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال :" ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه في التراب"

٢- و هي أيضًا الأيام التي فيهن  يومان هما أفضل من أيام العام، يوم النحر، ويوم عرفة

وما يدل على فضل يوم النحر : حديث عبدالله بن قرط المثالي

 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر) وقيل: "أفضل أيام العام هو يوم النحر

وفي فضل يوم عرفة : قال صلى الله عليه وسلم " خير الدعاء دعاء يوم عرفة "

و عرفة ، يوم مباهاة ينزل الله  تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ويقول عبادي  شعثًا غرًا " جاءوا من كل فج عميق ويستعيذون من عذابي ولم يروا يومًا أكثر عتيقًا وعتيقة من النار"

٣- وهي أيام أفضل من أيام عشر رمضان الأخيرة

و قيل :  أن ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان ،وبهذا يزول الاشتباه  ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنَّما فُضلت عليه بليلة القدر وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة أفضل باعتبار أيامه ،إذ فيه يوم عرفة ،ويوم النحر ،ويوم التروية

 وأخبرنا رسوله الكريم أن العمل الصالح فيها أحب إليه من كل الأعمال ؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنه  قال: صلى الله عليه وسلم "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ الْعَشْرِ " ومن أعظم الأعمال الصالحة التوبة،والإقلاع عن جميع المعاصي..  فنسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام، وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه