الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم صلة الأرحام رغم غضب الوالدين

صلة الرحم
صلة الرحم

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه ينبغي على الإنسان أن يفرق بين بر الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف، وبين تقليدهما فيما من شأنه أن يجعله في دائرة غضب الله عليه، وإلى هذا المعنى أشار الله تعالى في قوله: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾ [لقمان: 15].

وأضح جمعة في فتوى له: قد حثَّ الشرع الشريف على صلة الأرحام؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» رواه مسلم، وعلى الأبناء أن لا يرثوا أخطاء الآباء ونزاعاتهم، فاعملي على صلة الرحم ولو بإلقاء السلام أو رده، مع الحرص على أن يكون ذلك بطريقة لا تستجلب غضب أبويك عليك، وسدِّدي وقاربي، وليكن نبراسك في ذلك قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].

فوائد صلة الأرحام

صلة الرحم من الأوامر الإلهية التى أوصى الله - سبحانه وتعالى- بها، لما لها من أثرٍ عظيمٍ وفوائدَ عديدة ومنها:

- كثرة النعم ودفع النقم عن الإنسان.

- صلة الرحم أحد أحب الأفعال لله- سبحانه وتعالى-.

- تقوّي مشاعر الأخوّة والودّ والمحبّة والتكاتف.

- زيادة الرزق.

- سببٌ في طول العمر والبركة فيه.

- بناء المجتمعات المتكاتفة والمتماسكة وبالتالي القوية والقابلة للتقدّم والازدهار.

طرق صلة الأرحام

صلة الرحم تتم بطرق متعددة منها:

- تبادل الزيارات.

- مشاركة الأفراح والأحزان.

- ردّ الأذى والسوء عنهم.

-تفقّد أحوالهم.

- إصلاح ذات بينهم عند وقوع المشاحنات والخصامات والبغضاء.

- احترام الكبير والعطف على الصغير.

- مساعدتهم ماديًّا ومعنويًّا.

- تبادل الهدايا معهم.

- عيادة المرضى منهم.

- حضور جنازاتهم والصلاة عليهم.

حكم صلة الرحم

عدّ الإسلام صلة الرحم بالواجبة وحرّم القطيعة وجعلها من الكبائر التي تُدخل صاحبها النار، بل وصل الأمر إلى أنَّ من وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله؛ فلا يجوز أن يقطع الشخص رحمه لأنهم قطعوه بل الأجر الأعظم عند صلة من يقطع.

فضل صلة الأرحام

- تحقيق الصلة مع الله- تعالى- في الدنيا والآخرة؛ فالرّحم معلّقة بالعرش، بدليل ما روى عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله خلق الخلق، حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرأوا إن شئتم: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم»، رواه البخارى.