الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأهلية للنشر تطرح "صنعة العربية من التنزيل إلى التأليف" لــ شربل داغر

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدر حديثا عن الدار الأهلية للطباعة والنشر، أحدث مؤلفات الشاعر والناقد اللبناني شربل داغر٬ كتاب بعنوان "صنعة العربية من التنزيل إلي التأليف"٬ ويقع الكتاب في 450 صفحة،  من القطع الوسط.

وفي مقدمته للكتاب يشير "داغر" إلي أنه: لم ينقطع الدارسون عن درس القرآن، في الأزمنة القديمة أو الحديثة، من العرب والمسلمين كما من الأجانب. بل يبدو القرآن، في جوانب من مدونته، صالحًا للدرس أكثر من غيره من الكتب الدينية المكرَّسة. وما قد يشكو منه بعض المسلمين من "إضاءة مزيدة" على كيان القرآن، لا يعود بالضرورة إلى تقليد "تشكيكي" به، أوروبي قديم، واستشراقي متأخر خصوصًا، وإنما قد يعود –في بعضه على الأقل– إلى توافر مدونة واسعة عن القرآن، وقابلة بالتالي للتفقد والفحص والدرس.

ويلفت موضحا: ليس غرض هذا الكتاب البحثَ في تاريخ القرآن، وإنما في مسألة قلّما أولاها الدارسون القدامى، ولا سيما المحدثون، غايتهم : أهلية المدوِّنين في تدوين القرآن، أهلية العربية، أو مدى توافر الأحكام والأدوات في ضبط ألفاظها وصيغها.

فقد تحققَ الدرسُ من أن مشاكل الوحي-الكتاب، ومشاكل التدوين، واختلاف الصيغ، قد تتأتى، في جوانب كبيرة منها، من نواقص في كفاءة الكَتَبة؛ وقد تتأتى من عدم تبلور أحكام ناظمة وموحِّدة وموحَّدة لمثول العربية التدويني، وللقراءة فيها.
القرآن حدثٌ هائلٌ في حياة العرب، من دون أن تتوافر للقوة الإسلامية الدينية-السياسية، في تشكُّلها الأول، قوةٌ لغوية بالضرورة (في جماعات "أمّيّة"، في عدم تَمكُّنها من الكتابة)، أو كفاءة (أو "جدارة") مناسبة وضابطة لها.

ويستطرد شربل داغر في مقدمة كتابه "صنعة العربية من التنزيل إلي التأليف": يعود الكتاب، في درسه، إلى مكتبة واسعة (بأكثر من لغة) من المصادر والمراجع، لكي يقوم بمساءلة المدونة العربية (في النزول، في جمع القرآن، في التجاذبات اللغوية حوله، في التفسيرات حول "واحدية" القرآن و"تكاثر" العربية) عن أسباب قيامها، عن تشكلاتها ونزاعاتها ومعضلاتها. ويطمح الكتاب إلى التعامل مع هذه المدونة (التي تجمع ما "وصلَ" إلينا من دون أن يكون سليمًا أو تامًّا بالضرورة) تعاملًا تفكّريًّا في ما فكرتْ فيه، وكيف فكرتْ فيه، وما انتهتْ إليه، من دون أن تُنهيه بالضرورة : إن مصاعب العربية الحالية تكمن في "تراكمٍ متراكِمٍ" من التجاذب بين عربية "قديمة"، نزاعية بين المتعالي والقَبَلي، وبين عربية زمنية، عامية وفصيحة، في عهدة "بيئات" لغوية متفاعلة ومتباينة. وينتهي الكتاب إلى السؤال الصعب والملحّ : متى إصلاح العربية ؟.

يشار إلي أن "شربل داغر" حامل شهادتَي دكتوراه في الآداب العربية الحديثة، وفلسفة الفن، أستاذ في جامعة البلمند (لبنان)، له أكثر من ستين كتابًا بالعربية والفرنسية، كتبَ الشعر وترجمَه ودرسَه، وكتب الرواية وترجمَها ودرسَها، وأصدر كتبًا في الفن الإسلامي والفن العربي الحديث، وفي التاريخ المحلي لبلدته (تنورين)، وهو من مجددي قصيدة النثر في العالم العربي، وعدَّه بعض النقاد رائد "ما بعد قصيدة النثر"، له ما يزيد على إحدى عشرة مجموعة شعرية، وأربع مختارات شعرية، منها أنطولوجيتان، واحدة بالفرنسية وأخرى بالألمانية، وله قصائد مترجمة إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والفارسية واليابانية وغيرها، اعتنى بدرس شعره أكثر من ناقد، كما اعتنى فنانون بشعره، ونظموا حوله معارض تشكيلية، وأصدروا عنها كتبًا "شعرية- فنية".

ومن أبرز مؤلفات الناقد والشاعر اللبناني شربل داغر: "الشعر العربي الحديث" 2012 ــ "القصيدة والزمن..الخروج من الواحدية التمامية" 2015 ــ "فتات البياض" 1981 ــ "رشم"  2000 ــ "تخت شرقي" 2000 ــ "حاطب ليل"2001 ــ "غيري بصفة كوني" 2003 ــ "إعراباً لشكل" 2004 ــ  "لا تبحث عن معنى لعله يلقاك" 2006 ــ "تلدني كلماتي" 2007 ــ "ترانزيت" 2009ــ"وليمة قمر" 2009ــ "القصيدة لمن يشتهيها" 2010. "لا يصل الكلام، بل يسير" 2013. "على طرف لساني" 2014. "دمى فاجرة" 2016.