الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وصفة الفراعنة لعلاج الأمراض.. حكاية أشجار الجميز قاهرة التصحر بشمال سيناء

اشجار الجميز قاهرة
اشجار الجميز قاهرة التصحر

ظلت شجرة الجميز تعانق التاريخ المصري بكل عصوره، فكانت ثمارها طعامُ الفقيرِ وحلوى الغني، وفروعها الظل الوارِف للفلاح عندما يجلس ليستريح، وعلاج المريض والجريح ، ويعتبر  الجميز من الأنواع النباتية القادرة علي قهر  ظروف التغيرات المناخية بكفاءة شديدة،كأحد الثروات الصحراوية البستانية المهملة  .


وقد اهتم المصريون وأكثروا  من زراعتها في الريف لإعطاء الظل وتنقية الجو من الأتربة. وهي من الأشجار المثمرة لنوع من التين. موطنها الأصلي الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربيه

وقال المهندس عبد الله الحجاوي رئيس جمعية حماية البيئة في شمال سيناء ، أن نبات الجميز عبارة عن شجرة دائمة الخضرة تتميز أخشابها بالقوة وخاصة عند غمسها في الماء. 
وتبدأ شجرة الجميز بإعطاء الثمار بعد حوالي 5 سنوات من تاريخ نموها. أوراق النبات بيضاوية الشكل خشنة الملمس، ثمار الجميز تشبه إلى حد ما ثمار التين، ولكن أرق منها كثيراً ولا يوجد في الثمرة بذور مثل التين وطعمها حلو المذاق ولونها أصفر مائل للاحمرار ويفرز النبات سائلا لبنيا غزيرا.

تاريخ شجرة الجميز :

إنها شجرة مصرية خالصة، منها صنع الفراعنةُ السفنَ والعجلات الحربية وآلات الري كالطنبور والساقية، ومقابض الآلات الزراعية كالفأس ونحوها، ومنها صنعوا توابيت الموتى وصناديق الثياب (الدواليب)، ورسموها على جدران مقابرهم ووضعوا ثمارها في سلال داخل مقابر الملوك.

لقد اهتم كل حكام مصر بزراعتها واستثمارها، فكانوا يزرعونها على جوانب الترع وفي حدائق القصور، ولأنها كانت شجرة مُعمرة فكانوا يتخذونها علامةً للحدود بين الحقول، فتجد سجلات المحاكم تذكر أن الحد الفاصل بين أرض فلان وأرض فلان شجرة الجميز المعروفة للطرفين.

 

أشجار مقدسة

وقال الدكتور سامي عبد المالك بخير اثري ، أن  أشجار الجميز كانت مقدسة عند الفراعنة وأكدت ذلك النقوش المرسومة على جدران مقبرة الأميرة «تيتي». كما وجدت ثمار الجميز الجافة في العديد من المقابر الفرعونية وداخل عدة سلال بالإضافة إلى وجود أوراق الجميز في توابيت الموتى.

ومن المعروف أن الملك اوزوريس دفن في تابوت مصنوع من أخشاب أشجار الجميز، وقد نقشت رسومات أشجار الجميز على جدران العديد من مقابر بني حسن الأسرة الثانية عشرة.

حيث تم استعمال   العصارة اللبنية ضمن الوصفات العلاجية لبعض الأمراض الجلدية وخاصة مرض الصدفية ولعلاج لسعات العقارب وعضات الثعابين .


كما جاء الجميز ضمن الوصفات الفرعونية كمسهل وملين للمعدة والامعاء ولعلاج التهاب اللثة واستعمال عصير الجميز لعلاج أمراض الكبد والنزلات المعوية ومرض الاسقربوط.

وقال ابن سينا في الجميز: الجميز في لبنة قوة ملينة محللة للدم جداً وقيل ان لبن هذه الشجرة ملزقة وملحمة للجراحات العسيرة وكذلك يحلل الأورام العسره .
.