الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله.. يوسف إدريس انحاز للإنسان المهمش على القرية

يوسف إدريس
يوسف إدريس

لم يهتم الكاتب الكبير يوسف إدريس، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، كثيرا بالكلام عن المدينة أو القرية مثلما اهتم بالإنسان فكان شاغله الأول، قضايا المجتمع والإنسان المهمش، والمسكوت عنه، من خلال طرح رؤى عميقة ومتطورة للإنسان والعالم والكون، وبما تحمله من معطيات فكرية ذات مرجعيات معرفية وجمالية، ومن تلك الروايات "الحرام، النداهة، العيب" وجميعها عبرت قضايا مؤثرة فى الواقع خاصة عند المرأة المصرية.

ونجح يوسف إدريس، في  نقل فن القصة القصيرة من المحلية إلى العالمية، وجعل لها هويتها المصرية الخاصة، إذ قدمها بلغة الإنسان العادي ونقلها من برجها العاجى إلى لغة التخاطب اليومي، عبر تصوير واقعى، وبسيط للحياة كما هي في الطبقات الدنيا من المجتمع ومنها "أرخص الليالى، حادثة شرف، قاع المدينة" معبرا من خلالها عن المظلومة في المجتمع المصري وهي تمثيل للإنسان المصري الذي يعيش على هامش الحياة.

وُلد يوسف إدريس فى 19 مايو1927م في قرية البيروم بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وتربي بالقرية مع جدته حتى سن الثامنة، ونظراً لعمل والده فى استصلاح الأراضى ولتنقله بين المحافظات فتنقل معه، بدأ محاولاته في الكتابة منذ الصغر، وكتب مع زملائه بجمعية التمثيل مسرحيات وألف منها مسرحيتين، انهى دراسته بالمدارس الحكومية، ثم التحق بكلية الطب جامعة القاهرة في 1946.

مارس العمل السياسي فانضم إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني "حديتو" أثناء دراسته، وشارك في المظاهرات المعادية للاحتلال البريطاني، عُين سكرتيرا تنفيذيا للجنة الدفاع عن الطلبة، ثم سكرتيرا للجنة الطلبة، حاول نشر كتاباته أثناء سنوات الدراسة، وظهرت قصصه القصيرة فى صحف المصرى وروز اليوسف، وكانت أول تجربة له باسم "أنشودة الغرباء" في مجلة القصة عام 1950م.

تخرج في كلية الطب عام1951م، وتخصص فى الطب النفسى وعين طبيبا فى القصر العينى، وشارك في تحرير أول مجلة يصدرها الجيش بعد قيام ثورة يوليو (مجلة التحرير) سبتمبر 1952م، اعتقل في سبتمبر 1954 لمدة 13 شهراً! بسبب معارضته لاتفاقية الجلاء، وأثمرت تلك الفترة مجموعته القصصيه الأولى "أرخص ليالى" عام 1954م، والتي قدمها د.طه حسين.

توالت المجموعات فأصدر العسكري الأسود عام 1955م، جمهورية فرحات 1956م، ورواية قصة حب 1957م.

مارس الطب حتى عام 1960م، ثم قدم استقالته وتفرغ للكتابة وعين محررا بجريدة الجمهورية، وانضم إلى عضوية عدد من الهيئات المعنية بالكتابة مثل نادى القصة، جمعية الأدباء، اتحاد الكتاب، نادى القلم الدولى.

انضم عام 1961م إلى المناضلين الجزائريين فى الجبال وحارب فى معارك استقلالهم لمدة ستة أشهر وبعد إصابته أهداه الجزائريون وساما اعترافا منهم وتقدرهم لجهوده ثم عاد إلي مصر.

صورت كتاباته الواقع البسيط للحياة فى الطبقات الدنيا من المجتمع الريفى، وحياة الإنسان العربى المهمش، وكانت لغته قريبة من لغة الانسان العادى مثل"النداهة،" "حادثة شرف، وغيرها، وشارك بالعديد من المقالات الأدبية والسياسية والفكرية التى نشرت فى مجموعات مثل"فقر الفكر وفكر الفقر،" "ياناس"، "وأهمية أن نتثقف"، ومن مسرحياته "المخططين"، "الفرافير"، "البهلوان"، تحول عدد كبير من أعماله إلى أفلام سينمائية منها "الحرام"،"ولاوقت للحب،" "العيب"،و"قاع المدينة"، وغيرها.

اختفى من الساحة العامة عام 1972م، ثم انضم لكبار كتاب الأهرام عام 1973م، ترجمت أعماله إلى 24 لغة عالمية منها 65 قصة ترجمت إلى الروسية، وبذلك نقل القصة العربية من المحلية إلى العالمية.

حصل على وسام الجمهورية عام 1963م، وجائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام 1966ن، جائزة عبدالناصر فى الغاداب عام 1969م، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1980، وجائزة صدام حسين للآداب عام 1988م، وجائزة الدولة التقديرية عام 1990م، ترشح لجائزة نوبل 3 مرات، وسافر عدة مرات إلى معظم الدول العربية، وزار فرنسا وانجلترا وأمريكا واليابان وتايلاند وسنغافورة وجنوب شرق آسيا، وكان ذلك بين عامى 1953 إلى 1980م، تزوج من السيدة رجاء الرفاعى في 1957م، وله ثلاثة أبناء هم سامح وبهاء ونسمة، وتوفي في 1 أغسطس 1991م.