الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحداث تعيد إشعال نيران الطائفية في لبنان.. قتلى وحرجى في اشتباكات بين حزب الله وعشائر سنية.. وعون يوجه بـ"وأد الفتنة في مهدها"

صدى البلد

مقتل 5 من بينهم 3 عناصر بـ حزب الله

عون: الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني

الجيش اللبناني: سنطلق النار على أي مسلح

 

اندلعت اشتباكات في بلدة خلدة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، والتي يسكنها عشائر عربية سنية ومؤيديون لحزب الله اللبناني الشيعي، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 5 أشخاص من بينهم 3 عناصر من حزب الله، ما أثار مخاوف بشأن نشوب صراع مذهبي وطائفي جديد في لبنان.

 

واسترعى هذا القتال إصدار توجيه عاجل من الرئيس اللبناني ميشال عون للجيش اللبناني من أجل التدخل وإعادة الأمن و"وأد الفتنة في مهدها".

 

ماذا حدث؟

اندلعت الاشتباكات في بلدة خلدة على خلفية توترات وقعت في 28 أغسطس الماضي، يعد تعليق مناصرين لحزب الله رايات دينية في المنطقة، أعقبه اندلاع اشتباكات بينهم وبين أبناء عشائر عربية، أوقعت قتيلين أحدهما حسن غصن.

 

وبعد نحو عام من التوترات المعتملة تحت السطح، ثأر شقيق غصن لمقتل أخيه وقتل شبلي مساء أمس السبت.

 

وأصدرت عائلة غصن بيانا اليوم الأحد، وقالت به إن "ما جرى السبت كان بالإمكان تجنبه لو قامت سلطة الأمر الواقع الحامية له (شبلي) بتسليمه للقضاء المختص" في إشارة إلى حزب الله.

وقال مصدر أمني لقناة "فرانس 24" إن الاشتباكات اندلعت اليوم خلال تشييع جنازة عنصر حزب الله، ولقى 5 أشخاص مصرعهم بينهم 3 من حزب الله.

 

وعلى الرغم من التدابير التي اتخذتها قوات الجيش اللبناني منذ مساء السبت، إلا أنها لم تحل دون وقوع الاشتباكات.

 

وأوضح مصدر أمني أن قتلى حزب الله الثلاثة لقوا مصرعهم جراء "كمين" خلال التشييع، سرعان ما تطور إلى اشتباكات مسلحة أوقعت قتيلين اثنين آخرين وعددا من المصابين.

 

الرئاسة اللبنانية تتدخل

نشر الحساب الرسمي للرئاسة اللبنانية تغريدة جاء بها أن "الرئيس عون طلب من قيادة الجيش اتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء إلى خلدة وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين وتأمين تنقل المواطنين على الطريق الدولية".

 

ونقلت الرئاسة اللبنانية عن الرئيس ميشال عون قوله "إن الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في المهد، ولا بد من تعاون جميع الأطراف لتحقيق هذا الهدف".

 

ميقاتي يتواصل مع الجيش

أكد نجيب ميقاتي رئيس الحكومة المكلف في لبنان أنه يتابع الأحداث الجارية في منطقة خلدة جنوبي بيروت، وذلك بعد سقوط عدد من القتلى عقب اشتباكات مسلحة وإطلاق نار على موكب تشييع جنازة أحد عناصر حزب الله.

 

وأجرى نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، لبحث تطورات الأحداث في مدينة خلدة جنوب بيروت.

 

من جانبه قائد الجيش اللبناني، جوزاف عون، خلال اتصال مع ميقاتي على أن "الجيش سيعزز تواجده في مدينة خلدة جنوب بيروت لضبط الوضع هناك".

 

فيما دعا ميقاتي أبناء منطقة خلدة  إلى "الوعي وضبط النفس حقنًا للدماء، وعدم الانجرار إلى الفتنة والاقتتال الّذي لا طائل منه".

 

كما دعا الصليب الأحمر اللبناني من جانبه، الأطراف كافة إلى "وقف إطلاق النار فورا" في خلدة حتى تتمكن فرقه "من التدخل لإسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات".

 

الجيش يتدخل بقوة ويتوعد المسلحين

وتدخلت قوة من الجيش اللبناني، لفض الاشتباكات، حيث هرعت إلى موقع الأحداث في منطقة خلدة، في محاولة لوقف إطلاق النار الذي استمر وبكثافة.


أعلنت قيادة الجيش أن وحداتها المنتشرة في خلدة ستقوم "بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرقات في خلدة وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر".

 

وقال الجيش في بيان إن "مسلحين" أقدموا "على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، مما أدى إلى حصول اشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا وجرح عدد من المواطنين وأحد العسكريين".

 

ماذا قال حزب الله؟

ندد حزب الله من جهته في بيان بتعرض المشيعين إلى "كمين مدبر وإطلاق نار كثيف من قبل المسلحين"، مطالبا "الجيش والقوى الأمنية بالتدخل الحاسم لفرض الأمن والعمل السريع لإيقاف القتلة واعتقالهم تمهيدا لتقديمهم إلى المحاكمة".

 

وقالت حركة حزب الله في لبنان إنها طالبت السلطات اللبنانية بالقبض على مسلحين قتلوا 2 من عناصرها خلال اشتباكات منطقة خلدة في بيروت العاصمة.

 

ودعا تيار المستقبل في لبنان إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة النعرات وعدم اللجوء إلى أي ردود فعل من شأنها تأزيم الأمور في البلاد.

 

وقال الحزب: "تتابع قيادة تيار المستقبل تطورات الوضع الأمني الخطير في خلدة، وتجري اتصالاتها مع الجهات المعنية والمختصة، لا سيما مع مرجعيات العشائر العربية للعمل على التهدئة وعدم الإنجرار وراء أي فتنة".

 

وأضاف الحزب في بيان عنه أن "تيار المستقبل" إذ يعبر عن الأسف الشديد لسقوط قتلى وجرحى وفلتان زمام الأمور بالشكل الذي يحصل، يدعو وبتوجيه مباشر من الرئيس سعد الحريري، جميع اللبنانيين إلى الوعي والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة النعرات، وعدم اللجوء إلى أي ردود فعل من شأنها تأزيم الأمور في أي منطقة، وتجنب نشر أي أخبار أو تعليقات غير مبررة على وسائل التواصل الاجتماعي".

 

بينما جاء أول رد فعل دولي من قبل الكويت، حيث حذرت سفارة دولة الكويت في لبنان رعايها المقيمين هناك من السفر إلى البلاد بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر تابعة لحركة حزب الله وعشائر عربية في منطقة خلدة في بيروت العاصمة.

 

وتأتي هذه الأحداث في خضم انقسام سياسي واسع في لبنان، البلد الغارق في انهيار اقتصادي غير مسبوق، صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.