الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبادة تطيل العمر وتزيد الرزق وتدخلك الجنة

صدى البلد

بر الوالدين له ثواب عظيم ومنزلة كبيرة عند الله عز وجل، وبر الوالدين بصفة عامة يعني الإحسان إليهما وطاعة أوامره في كل شيء إلا إذا أمرك بمعصية الله ورسوله، وبر الوالدين بعد موتهما كـ برهما حال الحياة فيه السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.
 


بر الوالدين في القرآن أوصانا الله سبحانه ببِرِّ الوالدين، والإحسان إليهما، يقول الله تعالى في كتابه الحكيم : ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36].وقال سبحانه: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23 - 24].وقال سبحانه: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾ [العنكبوت: 8].ورد كتوجيهات صريحة {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، كما جاء بالثناء على الأنبياء والمرسلين في أكثر من موضع بما هم أهله من نبل الأخلاق وفي مقدمتها بر الوالدين، حيث جاء في شأن سيدنا يحي عليه السلام: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا}،وعلى الأبناء أداء حقوق الوالدين وإن وردت في الآيات في صيغة وصايا خلقية إلا أنها في حقيقتها أحكام تكليفية يترتب عليها ثواب وعقاب، ومسؤولية عظيمة لا يُقبل فيها إهمال أو تبرير.

 

 

أهمية بر الوالدين

الوالدان هما سبب وجود الإنسان في هذه الدنيا، ولهما عليه غاية الإحسان؛ هناك ارتباطٌ وثيقٌ بين رضا الله تعالى ورضا الآباء الصالحين؛ لذلك يجب على الأبناء أن يحرصوا على رضا آبائهم وطاعتهم؛ لينالوا رضا اللهِ عليهم في الدُّنيا والآخرة.

 

وبر الوالدين عبادة مأمور بها الإنسان في كل يوم بقدر استطاعته، وأكملُ الناس مَن أتمها في كل يوم وأداها كما ينبغي.

 

طرق بر الوالدين

التذلل أو خفض جناح الذل للوالدين أولًا من باب سداد الديون ثم هو خلق من أخلاق الواجب والوفاء والمروءَة، ومصدره الرحمة ورقة القلب واستقامة الضمير، وإذا بذله الأبناء فإنما يبذلونه طواعية واختيارًا امتثالًا لأمره تعالى وتقربًا إليه، لا تضطرهم إليه ذلة ولا مصلحة، ولا يشعرون به بشيء من الهوان أو النفاق أو المداهنة التي تلحق المتذلل إلى الناس من أجل الحاجة والمصلحة، سواء أكان التذلل سجية في طبعه أو مما جاءت إليه خلائق الرغبة والحرص.


كما أن بر الوالدين واجب على الأبناء حتى لو لم يكن الوالدان مسلمين، ويتأكد البر في حال كبر الوالدين وضعفهما أو مرضهما، وعلى الأبناء ألا يضيقوا ذرعًا بإقامة الأب والأم معهم وألا يلجؤوا إلى وضع الأبوين في دور المسنين إلا للضرورات القصوى كعجز الأبناء عن رعاية الوالدين أو تمريضهم، فحكم الأبناء في هذه الحال حكم المضطر ولكن يلزمهم البر بهم والإحسان إليهم والحرص على زيارتهم، وعلى الزوجة ألا تضيق صدرًا بهذا الواجب الخلقي وأن تشجع زوجها على الوفاء به تجاه والديه، وليعلم الزوجان أن ما يقدمانه في هذا الشأن يدخر لهما ويجازيان بهما في الدنيا قبل الآخرة، قال رسول الله ﷺ: «برُّوا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفُّوا تعف نساؤكم».

 

فوائد بر الوالدين

1 - استجابة دعاء الوالد لابنه البارّ، حيث رُوي عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ).

2 - يزيد الله -تعالى- في رزق البارّ بوالديه، ويمدّ في عمره، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (من سرَّه أن يُعظِمَ اللهُ رزقَه، وأن يُمِدَّ في أجَلِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه).

3 - يعدّ برّ الوالدين من أفضل الأعمال إلى الله وأحبّها، حيث سُئل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قال: الصَّلاةُ لوقتِها، قال: ثمَّ أيُّ؟ قال: بِرُّ الوالدَيْنِ).

 

فضل بر الوالدين 

فضل بر الوالدين  ، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما أخرجه الترمذي في السنن في :( 3545) وحسنه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الجَنَّةَ».

 

وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للحديث الشريف ، أنه في المعنى الإجمالي للحديث، يرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى خصال من أهم ما يتوسل به إلى دخول الجنة، ويتوصل به إلى الوصول إليها ، ومن هذه الأمور بر الوالدين ، ومما يثير الانتباه في هذا الحديث النبوي الشريف هو أسلوبه البياني العجيب الذي يعلن فيه النبي - صلى الله عليه وسلم-  هذا الحكم الخطير بقوله «رغم أنف».

 

وأضاف أنه يحمل على معنيين : المعنى الأول:رغم أنفه أي: أصرعه الله لأنفه فأهلكه وهذا يكون في حق من لم يقم بما يجب عليه من هذه الخصال، المعنى الثاني: رغم أنفه أي: أذله الله لأن من لصق أنفه – الذي هو أشرف أعضاء الوجه – بالتراب – الذي هو موطئ الأقدام – فقد انتهى من الذل إلى النهاية القصوى.

 

وتابع: وهذا منه- صلى الله عليه وسلم- محمول على معنى الدعاء أو الإخبار بأن هذا مصير من فوت هذه الخصال ولم يقم بحقها، فالخصلة الأولى: ترك الصلاة على الحبيب - صلى الله عليه وسلم- عند تعطير المجالس بذكره إذ أن في هذا جفاء وبخل بالمودة.

 

وأشار إلى أن الخصلة الثانية: من أدرك رمضان وقد يسرت سبل الطاعة وفتحت أبواب الجنان ففاته الشهر وهو مازال قائما على معاصيه خائضا في شهواته، والخصلة الثالثة: من لم يبر والديه، وذكر الرجل في الحديث وصف طردي فإن المرأة مثل الرجل في ذلك  ولا فرق، وفي تقييد البر بحال الكبر مع أن بر الوالدين مأمور به في كل حال ؛لشدة احتياجهما للبر والخدمة في تلك الحال.

 

وقالت الدكتورة نادية عمارة الداعية الإسلامية، إن الإنسان المكافح هو صورة من صور الجهاد المستمر فى حياة الإنسان التى أخفتها جماعات الظلام.

 

وروت " عمارة" ، خلال لقائها على فضائية "دي إم سي" ، أنه عندما أتى رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له أريد أن أجاهد فى سبيل الله، فيرجعه النبي مرة أخرى فعن عبدالله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أبايعك على الجهاد ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك والدان ؟ قال : نعم قال : انطلق فجاهد فيهما مجاهدا حسنا"، مُشيرة الى أن هذا طريق من طرق الجهاد الذى لابد أن ينتبه اليها الإنسان بأن يجاهد نفسه فى خدمة والديه حتى أن القرآن الكريم أوصى برعاية الوالدين فى قوله تعالى {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، فخدمة الوالدين والإطعام والرعاية والبشاشة دون تأفف جهاد، حتى أن الشرع اعتبر خدمة الوالدين بالضجر من العقوق لأنك تجاهد نفسك.

 

وأشارت إلى أن من صور الجهاد الراقية إكرام الإنسان وخاصة إكرام المرأة فى مرحلة الضعف وورد هذا فى صحيح البخارى قال صلى الله عليه وسلم (( الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله))، فمن يتعب فى عمله ويعمل بإخلاص ولا يريد أن يسرق ولا يأكل حراما فهو يجاهد في سبيل الله.

 

وروت أيضًا أن هناك رجلا مر على النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه ما أعجبهم، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء وتفاخرا فهو في سبيل الشيطان".

 

كيفية بر الوالدين في حياتهما

 سؤال أجاب عنه مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» .

 

وقال « البحوث الإسلامية»:  احذر أن يصدر منك كلمة تَذمُّر أو تململ أو ضيق، قال - سبحانه-: « فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما»، وعليك أن تفكر طويلا في كلمة طيبة حتى يطيبا بها نفسًا ويقرّا عينًا، قال - عز وجل-: « وقل لهما قولا كريمًا».

 

وتابع مجمع البحوث الإسلامية: "ولتكن وقفتك بين أيديهما وقفة الاحترام والتقدير لقوله - تعالى-: « واخفض لهما جناح الذل من الرحمة»، ولينطق لسانك لاهجًا بالدعاء لهما على ما قدماه لك حال صغرك: « وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا»".

 

ولفت إلى أن بر الوالدين جاء بعد توحيد الله ، قال - عز وجل-: « وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا  وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا  »، ( سورة الإسراء: الآية 23: 24).

 

ونوه بأنه من أبرز صفات المسلم البر بالوالدين والإحسان إليهما، وأن الله رفع مقام الوالدين إلى مرتبة لم تعرفها البشرية في غير هذا الدين، إذ جعل الإحسان إليهما والبر بهما في مرتبة تلي مرتبة الإيمان بالله والعبودية، مشيرًا إلى قوله - تعالى- «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا و بالوالدين إحسانًا »، وقوله - عز وجل-: « ووصينا الإنسان بوالديه حسنًا».

 

كيفية بر الوالدين بعد وفاتهما


في سياق متصل، نشرت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، 4 أعمال يمكن القيام بها لكي لا ينقطع  البر بالوالدين بعد موتهما.

 

وأشارت « الإفتاء» إلى أن أول هذه الأعمال: صلة أقاربهما، وثانيها: قراءة القرآن، وثالثها: إخراج الصدقات الجارية، ورابعها: الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة.

 

وأوضحت دار الإفتاء أن المحافظة على بر الوالدين بصفة مستمرة أفضل الأعمال، مشيرة إلى أنه لا يفعل ذلك إلا الصديقون.

 

ونبهت  أن بر الوالدين والقيام على خدمتهما عند كبرهما والنفقة عليهما سبب لدخول الجنة فكان بر الأم أعظم من الجهاد.


وتابعت: ورد الكثير من الأحاديث النبوية الشريف التى تحث على بر الأم لفضلها على أبنائها، وجعل الله تعالى ورسوله الكريم جزاء من يبر أمه هو الجنة، فكان بر الأم أعظم من الجهاد.

 

وواصلت: كما ورد فى أحاديث الرسول ومنها: ما رود عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه- قَالَ: «سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، قَالَت: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، قَالَ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ»، رواه البخارى.

 

كيف يكون بر الوالدين ؟


من جانبه، أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن بر الآباء والأمهات لا يقتصر فقط على الحياة فى الدنيا ولكن يكون أيضا بعد وفاتهما.

 

وتابع أمين الفتوى خلال إجابته عن أسئلة المشاهدين عبر البث المباشر، أن النبى قال فى حديثه الشريف "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له".

 

وألمح إلى أن من البر بالوالدين، صلة رحم كل منهما بعد الوفاة، وكذلك التواصل مع أقرب الناس إليهم من أصدقائهم، وكذلك الاستمرار فى عمل صالح كان يواصل فعله الوالدين فى حياتهما.