الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد الفوز بـ6 ميداليات أوليمبية.. خبير يكشف العائد من تنظيم الأحداث الرياضية

محمد محمود عبد الرحيم
محمد محمود عبد الرحيم الباحث الاقتصادي

قال محمد محمود عبد الرحيم الباحث الاقتصادي، إن استضافة أي حدث رياضي أو مؤتمر أو غيره من الأحداث الدولية، لابد أن يكون على أساس علمي لصناعة هذا القرار ، ولابد أن تكمن صناعة القرار من خلال دراسة علمية لعدة عناصر تسمى مصفوفة قياس التكلفة والعائد لتنظيم الأحداث الدولية ، وهي آلية لتحديد قرار استضافة الأحداث الكبرى حيث يمكن القول أن لابد من دراسة العناصر التالية:

 

أولا : موازنة للتكلفة التقديرية المتوقعة بالحد الأقصى و الأدنى لكل تكاليف الاستضافة المباشرة وغير المباشرة

ثانياً: تحديد العائد الاقتصادي المتوقع من خلال حساب الإيرادات المباشرة والغير مباشرة واثر هذه الإيرادات على مؤشرات الاقتصاد الكلي ، كما لابد من النظر الي تكلفة انشاء وتطوير الاصول والبنية التحتية بالنسبة الي اجمالي التكلفة لان هذه التكاليف ستبقي في الدولة ويتم ضخ هذه الأموال داخل الاقتصاد الوطني مرة أخرى

ثالثاً: معدل استغلال الأصول الثابتة بعد انتهاء الحدث نفسه ، فتنظيم الأحداث الرياضية الأولمبية على سبيل المثال بها العديد من الرياضيات و يتكلف انشاء ملاعب لها مئات الملايين من الدولارات وفي نفس الوقت هذه الرياضيات علي ارض الواقع لا تتمتع بشعبية أو يصعب ممارستها سواء لطبيعة المناخ  او ثقافة الشعب المنظم وبالتالي يمكن القول أن هذه المنشأت قد تمثل هدر اقتصادي بعكس ما اذا كان هناك استفادة منها بعد انتهاء الحدث الرياضي وإمكانية استغلالها كأصل ثابت وللاجيال القادمة
رابعاً : دراسة مدى البعد السياسي والتسويقي لأهمية الحدث علي سبيل المثال جنوب افريقيا كانت تسعي لتنظيم كأس العالم لتكون أول دولة افريقية تنظم كأس العالم وحدث بالفعل في عام 2010 ، كما أن مصر اول دولة حصلت علي تنظيم كأس الأمم الأفريقية في صورته الكبرى الحالية المكونة من 24 فريق وقدمت نسخة مميزة ورائعة .


وأوضح الباحث الاقتصادي، أن الاتجاة العام حالياً هو لتوسيع المشاركات في البطولات الكبرى وفقاً للتعديلات المستقبلية سيكون عدد فرق كأس العالم لكرة القدم 48فريق وهو ما يجعل تنظيم لكأس العالم في دولة واحدة أمر صعب للغاية نظراً لتطلب وجود بنيه تحتيه متطورة للغاية.

 

وتابع: نسخة كأس العالم لكرة القدم 2026  ستستضيفها كل من الولايات المتحدة، كندا، المكسيك ، و تكمن أهمية هذه البطولة في انها تشهد مشاركة ثمانية وأربعون فريقاً وهو ما يعني انها النسخة الأكبر في تاريخ كأس العالم  .


وأضاف أن وجود بنية تحتية متقدمة يساهم في تقليل تكلفة الاستضافة الي حد كبير وذلك على حسب متغيرات الاقتصادية ، كأس العالم في المانيا عام 2006 على سبيل المثال تم انفاق ما يقرب من 6.2 مليار دولار تقريباً كتكلفة استضافة ، مقابل هذا تم حصاد أرباح بصور مختلفة من مبيعات للأغذية والمشروبات بقيمة 2.6 مليار بالإضافة إلى 2 مليارى دولار الإيرادات السياحية.


وبخصوص الألعاب الأولمبية، أوضح أنه  تم حساب تكاليف استضافة دورة الألعاب الأولمبية من عام 1968 الي عام 2016 ،  وفقاً لورقة بحثية أعدتها كلية "سايد" Said لإدارة الأعمال في جامعة أكسفورد وهي من الكليات المرموقة وتعد هذه الورقة أول دراسة حول تكاليف دورات الألعاب الأولمبية وتجاوز التكلفة للميزانية المقدرة .

 

ووفقاً لهذه الورقة بلغت تكلفة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في مدينة بكين الصينية 6.8 مليار دولار عام 2008، مُتجاوزة الميزانية التقديرية  بنسبة 2% كما بلغت تكلفة دورة الألعاب الأولمبية في مدينة لندن البريطانية حوالي 150مليار دولار عام 2012، مُتجاوزة الميزانية المقدرة بنسبة 76% , اما أولمبياد طوكيو 2020 ووفقاً للميزانية المطروحة بنهاية العام 2020 بلغت التكلفة التقديرية الخاصة بأولمبياد طوكيو حوالي 15.4 مليار دولار ، كما أن انتشار جائحة كورونا ضاعف التكاليف وقلل الإيرادات بشكل كبير في هذه النسخة.

 

وأكد أن التكلفة والعائد معضلة كبيرة لتنظيم هذه الأحداث الرياضية الكبري واعتقد أن مقترح دراسة تنظيم الاحداث الرياضية الكبرى من خلال مصفوفة قرارات علمية هو الحل المناسب .

ويرى الباحث الاقتصادي أنه قد يكون هناك أمل في المستقبل أن تنظم مصر يوماً ما  دورة الألعاب الأولمبية،  وخصوصاً في ظل انشاء مدينة اولمبية في العاصمة الإدارية الجديدة وتطور البنية التحتية بشكل ملحوظ ولكن لابد من عدة شروط هامة اقتصادية وفنية وامور تتعلق بالتنظيم وأمور أخري كثيرة ومتشعبة ، وقبل ذلك تخطيط علمي مدروس وفقاً لما سبق من قواعد وخصوصاً في ظل أن تكلفة اولمبياد طوكيو لن تقل عن 19مليار دولار .

 

ولفت إلى أن الحاكم الرئيسي هو مدي التكلفة والعائد والقدرة علي التنظيم ، كما لابد من وجود كفاءات ادارية تستطيع الخروج بالشكل الملائم للحدث الكبير ويمكن القول أن مصر سبق وأن نظمت نسخ رائعة من كأس العالم لكرة اليد 2021، وكأس العالم للشباب لكرة القدم و دورة الألعاب الأفريقية وكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نسختة الجديدة ولكن دورة الألعاب الأولمبية تختلف من حيث التنظيم بشكل مختلف تماماً عن حدث.

 

وأشار إلى أن مصر قطعت خطوات بالفعل في تنظيم المؤتمرات والأحداث الدولية وقد يكون ذلك نواة في المستقبل لتنظيم دورة الألعاب الأفريقية وخصوصاً أن القارة الأفريقية تحلم بتنظيم هذا الحدث.

 

نجحت مصر في كسر رقمها بالأولمبياد، بعدما حقق أبطالها 6 ميداليات لأول مرة في تاريخ الأولمبياد خلال دورة الألعاب الحالية، المقامة بالعاصمة اليابانية طوكيو، حيث لم تصل مصر لهذا الرقم من قبل.

 

وحصدت مصر  في أولمبياد طوكيو 4 ميداليات برونزية عن طريق هداية ملاك وسيف عيسى ثنائي التايكوندو، ومحمد إبراهيم كيشو في المصارعة، وجيانا فاروق في الكاراتيه، بالإضافة إلى فضية أحمد الجندي في الخماسي الحديث، وذهبية فريال أشرف في الكاراتيه في إنجاز تاريخي كأول سيدة مصرية تحقق ذهبية، وأول ذهبية بمصر من أولمبياد أثينا 2004.

 

وبهذا الإنجاز، رفعت مصر رصيدها الأولمبي إلى 38 ميدالية.