الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شاهد.. حرب شوارع في أفغانستان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تمكنت حركة طالبان الأفغانية، اليوم الأحد، من تضييق الخناق على شمال أفغانستان حيث سيطرت على عواصم 3 ولايات أخرى، في وقت تنقل معركتها إلى المدن بعدما انتزعت معظم مناطق الريف في الأشهر الأخيرة.

وسيطرت الحركة على ما يصل إلى 5 عواصم ولايات منذ الجمعة، في هجوم سريع يبدو أنه شكّل ضغطا كبيرا على القوات الحكومية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن صادر أمنية وسكان قولهم إن مدن قندوز وساري بول وتالقان في الشمال سقطت بفارق بضع ساعات بين عاصمة ولاية وأخرى الأحد.

وأكدت طالبان في بيان "بعد قتال شرس سيطرنا على عاصمة قندوز، وسيطرنا أيضا على مدينة ساري بول بما في ذلك المباني الحكومية وكافة المنشآت فيها".

وتعد قندوز أهم مكسب تحققه طالبان منذ شنت هجوما في مايو، مع بدء القوات الأجنبية آخر مراحل انسحابها من البلاد.

ولطالما كانت هدفا بالنسبة لطالبان التي اجتاح مقاتلوها المدينة في 2015 ومرة أخرى في 2016، لكن من دون أن ينجحوا يوما في السيطرة عليها لمدة طويلة.

وأكدت وزارة الدفاع في أفغانستان أن القوات الحكومية تقاتل لاستعادة المنشآت الرئيسية.

وذكرت في بيان أن "قوات خاصة أطلقت عملية تطهير. تم تطهير بعض المناطق بما في ذلك مباني الإذاعة والتلفزيون الوطنيين من عناصر طالبان الإرهابيين".

وسيطرت الحركة الجمعة، على أول عاصمة ولاية في أفغانستان هي زرنج في نيمروز عند الحدود مع إيران، وانتزعت في اليوم التالي شبرغان في ولاية جوزجان الشمالية.

ودانت السفارة الأمريكية في أفغانستان "الهجوم الجديد الذي نفذته طالبان على المدن الأفغانية"، وقالت إن تصرفات الحركة "لفرض حكمها بالقوة غير مقبولة".

وأضافت في بيان رسمي "إنهم يظهرون استخفافا صارخا بحياة المدنيين وحقوقهم ما سيفاقم الأزمة الإنسانية في هذا البلد".

وأدى القتال إلى نزوح آلاف المدنيين خلال هذا العام. وتحتمي العائلات، بما في ذلك الأطفال الرضع والصبية الصغار، في مدرسة في شمال شرق مدينة أسد أباد.

وكثفت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على مواقع طالبان، وأسفر ذلك عن مقتل مسلحين تابعين للحركة، بحسب مسؤولين عسكريين أفغان.

لكن طالبان تقول إن الضربات الجوية أصابت مستشفيين ومدرسة في مدينة لشكرجاه. ولم يتسن التحقق من أي من الادعاءين بشكل مستقل.

أهمية قندوز

تعد مدينة قندوز التي يقطنها 270 ألف نسمة، بوابة إلى الولايات الشمالية الغنية بالمعادن في البلاد. ويجعلها موقعها ذات أهمية استراتيجية، إذ تربطها بالمدن الكبرى الأخرى طرق سريعة، بما في ذلك العاصمة كابول، كما تشترك المقاطعة في حدودها مع دولة طاجيكستان.

وتُستخدم تلك الحدود لتهريب الأفيون والهيروين من أفغانستان إلى آسيا الوسطى، والتي تجد طريقها بعد ذلك إلى أوروبا. وتعني السيطرة على قندوز، إحكام القبضة على أحد أهم طرق تهريب المخدرات في المنطقة.

كما أنها تحمل أهمية رمزية لطالبان لأنها كانت معقلا رئيسيا في الشمال قبل عام 2001. وكان متشددو طالبان قد سيطروا على المدينة عام 2015 ومرة أخرى عام 2016 لكنهم لم يتمكنوا من الاحتفاظ بها لفترة طويلة.