استدعى السودان سفيره لدى إثيوبيا للتشاور معه حول عدد من الخيارات، بعد رفض أديس أبابا مساعي الخرطوم لحل النزاع في إقليم تيجراي.
واستنكرت الخارجية السودانية في بيان لها، تصريحات صدرت من مسؤولين إثيوبيين يرفضون وساطة السودان في أزمة تيجراي بدواعي عدم الحياد واحتلاله أراضي إثيوبية، ووصفتها بالتصريحات الغريبة، ورفضت الخرطوم أيضاً ما أسمته الإيحاءات الإثيوبية بتدخل سوداني في النزاع، وعدتها مزاعم لا سند لها.
وأكد البيان أن اهتمام السودان بحل النزاع بين الحكومة الإثيوبية الفيدرالية إقليم تيجراي حرصاً منه على استتباب الأوضاع في إثيوبيا، والتزاماً بتحقيق السلام والاستقرار الإقليمي.
وأشارت الخارجية السودانية، إلى أن مبادرة رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، جاءت بحكم رئاسته لمنظمة «الإيقاد» لتشجيع الأطراف الإثيوبية على التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، والدخول في عملية حوار سياسي للحفاظ على وحدة واستقرار إثيوبيا.
وأضافت:«من أجل تحديد خياراته في هذا الشأن، فقد استدعينا سفيرنا لدى إثيوبيا للتشاور معه».
تحرك سوداني لاستعادة سيادته
ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد الكريم، الباحث في الشأن الإفريقي، إن تحرك السودان منذ نوفمبر 2020 لاستعادة سيادته المقررة قانونيًا وبالاتفاق مع إثيوبيا وقبولها للحدود السياسية وتبعية منطقة الفشقة للسودان، واعتبرت إثيوبيا هذا التحرك في تصرف غريب وإن كان مفهومًا في ضوء الاستعلاء الإقليمي الذي اعتادت عليه إثيوبيا في تعاملها مع دول الجوار عدوانا على أراضيها وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لعودة القوات السودانية إلى مواقعها السابقة قبل 4 نوفمبر 2020.
رفض السودان
وأوضح عبد الكريم في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن إثيوبيا كانت تأمل في تمرير مبادرة الإمارات مطلع العام الجاري للتوفيق بين المواقف السودانية - الإثيوبية، والتي تضمنت إشارات إلى إقامة منطقة استثمار زراعي في الفشقة تستفيد منها السودان وإثيوبيا الأمر الذي رفضه السودان تماما ودفع الإمارات إلى سحب مبادرتها وعدم الانخراط في مثل هذه الجهود مرة أخرى.
وتابع: "جاء التوتر الحالي بعد أن رفضت أديس أبابا مبادرة مهمة كان قد تقدمت بها الحكومة السودانية بقيادة رئيسها عبد الله حمدوك، وبدعم أمريكي واضح، لتسوية الأزمة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وجبهة تحرير إقليم تيجراي بحجة أن السودان طرف غير محايد".
واختتم: "من المثير للاهتمام أن تقارير ميدانية أكدت استقدام إثيوبيا لـ قوات إريترية نظامية للمناطق الحدودية مع السودان جهة منطقة الفشقة رغم إرسال إريتريا نهاية يوليو الفائت وفدًا للسودان لمساعي تسوية الأزمات الإقليمية".