الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله.. صلاح عبد الصبور رائد الشعر العربي

صلاح عبد الصور
صلاح عبد الصور

يعتبر الشاعر صلاح عبد الصبور الذي تحل ذكرى رحيله اليوم، الخميس، واحداً من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، خاصة في مسرحيته "مأساة الحلاج"، وفي التنظير للشعر الحر، وأحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي.

تأثر عبد الصبور بالعديد من المصادر في إبداعه، بداية من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربي، مروراً بسيَر وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافي، الذين استخدمهما كأقنعة لأفكاره وتصوراته في بعض القصائد والمسرحيات، واستفاد من منجزات الشعر الرمزي الفرنسي والألماني، والشعر الفلسفي الإنجليزي.

عبد الصبور الذي عمل مستشارًا ثقافيا في الهند لسفارة بلاده، لم يُضِع فرصة إقامته هناك، بل أفاد خلالها من كنوز الفلسفات الهندية ومن ثقافات الهند المتعددة وكذلك كتابات كافكا السوداوية، فضلًأ عن تأثره بكتاب مسرح العبث.

اقترن اسم صلاح عبد الصبور، باسم الشاعر الأسباني "لوركا " خلال تقديم المسرح المصري مسرحية "يرما"  لكاتبها "لوركا" بستينات القرن الماضي، إذ اقتضي عرض المسرحية أن تصاغ الأجزاء المغناة منها شعرا، وكان هذا العمل من نصيب صلاح عبد الصبور، وظهرت ملامح التأثر بلوركا من خلال عناصر عديدة بمسرحيات عبد الصبور مثل "الأميرة تنتظر، بعد أن يموت الملك، ليلي والمجنون "، و تشابهت الموضوعات فيما بينهم، واستقي عبد الصبور منابع موضوعاته من خلال التناص الواضح مع طبيعة الموضوعات والتيمات المسرحية، وصاغ الشاعر باقتدار سبيكة شعرية نادرة من صَهره لموهبته ورؤيته وخبراته الذاتية مع ثقافته المكتسبة من الرصيد الإبداعي العربي ومن التراث الإنساني عامة.

 وترك عبد الصبور آثارا شعرية ومسرحية أثرت في أجيال متعددة من الشعراء في مصر والبلدان العربية، خاصة ما يسمى بجيل السبعينيات، وجيل الثمانينيات في مصر، وقد حازت أعماله الشعرية والمسرحية قدرا كبيرا من اهتمام الباحثين والدارسين، ولم تخل أية دراسة نقدية تتناول الشعر الحر من الإشارة إلى أشعاره ودواوينه، وقد حمل شعره سمات الحزن والسأم والألم وقراءة الذكرى واستلهام الموروث الصوفي، واستخدام بعض الشخصيات التاريخية في إنتاج القصيدة، ومن أبرز أعماله في ذلك: " مذكرات بشر الحافي" و" مأساة الحلاج" و" ليلى والمجنون"، كما اتسم شعره من جانب آخر باستلهام الحدث الواقعي، كما في ديوانه: "الناس في بلادي".