قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وزير خارجية اليابان يكتب: مصر صديقة اليابان ولا غنى عنها من أجل الاستقرار

وزير خارجية اليابان
وزير خارجية اليابان

بدايةً من اليوم الخامس عشر من أغسطس، أقوم بأول زيارة لى لمصر منذ أن توليت عملى كوزير للخارجية، وخلال زيارتى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التى تستغرق 10 أيام، قررت أن أبدأ بمصر، حيث إنها صديق لليابان لا غنى عنه من أجل استقرار هذه المنطقة.

هذا العام عام تاريخي حيث يوافق الذكرى الـ85 على إنشاء أول منشأة دبلوماسية لليابان فى القاهرة، ويسعدنى أن أساهم فى تحقيق قفزة أخرى إلى الأمام فى العلاقات الثنائية بهذه المناسبة.

تطورت علاقات الصداقة بين اليابان ومصر بشكلٍ أقوى وأكثر تنوعًا، من خلال زيارة رئيس الوزراء اليابانى آنذاك، شينزو آبى لمصر عام 2015، التى تلتها زيارة العمل الرسمية التى قام بها الرئيس السيسى لليابان فى عام 2016، ثم زيارة الرئيس لليابان مرتين متتاليتين عام 2019، وذلك لحضور قمة مجموعة العشرين ومؤتمر طوكيو الدولى السابع للتنمية فى إفريقيا (تيكاد 7).

وخلال السنوات الأخيرة، حقق التعاون فى مجال التعليم مثل المدارس المصرية –اليابانية (EJS)، والجامعة المصرية –اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST) تقدمًا كبيرًا.

ومن الناحية الثقافية، فبالإضافة إلى دار الأوبرا المصرية التى هى رمز من رموز التعاون الثنائى بين البلدين، يُوشك المتحف المصرى الكبير (GEM)، الذى سيصبح معلمًا ورمزًا جديدًا للتعاون اليابانى –المصرى، على الاكتمال.

وخلال أزمة فيروس كورونا المستجد التى يتعرض لها العالم أجمع، أعلنت اليابان عن مساهمات بقيمة مليار دولار لتمويل مبادرة كوفاكس، وهو الإطار الدولى للإمداد العادل باللقاحات. وفيما يتعلق بمصر، نحن نعمل على تعاون بأكثر من 250 مليون دولار، من اجل توفير المعدات الطبية وفى مقدمتها أجهزة الأشعة المقطعية، وتطوير سلسلة التبريد الخاصة بالتطعيم باللقاحات، وتقديم التعاون الفنى للعاملين فى المجال الطبى والتمريض، ودعم الفئات الأضعف مثل النساء والأطفال، ودعم الميزانية وما إلى ذلك.

والآن، قد حان الوقت لأن يتخطى البلدان إطار العلاقات الثنائية وأن يتخذا المزيد من الخطوات، مع وضع المنطقة والعالم كله صوب أعينهما كشريكين استراتيجيين.

وفى هذه الحالة، ما ينبغى أن نقوم بتعزيزه أكثر هو التعاون من خلال “البحار” التى تربط بين البلدين. ففى مارس من هذا العام، وقعت حادثة جنوح سفينة الحاويات العملاقة “إيفرجيفن”. وبفضل العمل الرائع الذى قامت به هيئة قناة السويس، فقد تم تحرير السفينة العالقة خلال 6 أيام فقط. وكانت هذه الحادثة بمثابة فرصة للعالم لإعادة التأكد والتأكيد على أهمية قناة السويس، وبالتالى مصر التى تربط المحيطين الهندى والهادئ والبحر الأبيض المتوسط، والمحيط الأطلسى.

لقد كانت قناة السويس عاملًا للربط بين اليابان ومصر على مر التاريخ.

فقبل 100 عام بالضبط من الآن، قام ولى عهد اليابان، الأمير هيروهيتو، الذى أصبح فيما بعد الإمبراطور شوا، بزيارة مصر متجهًا إلى الشمال عبر قناة السويس. ومنذ زمن بعيد، كان للشركات اليابانية السبق فى افتتاح الخطوط الملاحية البحرية التى تستخدم قناة السويس، وكانت لها نشاطات فى بورسعيد والإسكندرية كنقطة انطلاق وقواعد للتوسع فى الأعمال فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما أن اليابان شاركت فى تطوير قناة السويس من خلال عدة أشكال مختلفة من التعاون الاقتصادى، بما فى ذلك كوبرى السلام المعلق على القناة.

إن أساس وشرط ضمان الشحن الدولى المستقر هو نظام بحرى حر ومفتوح قائم على القانون الدولى. وأعتقد أنه من خلال بناء مثل هذا النظام، يمكن تحقيق السلام والازدهار إقليميًا وعالميًا، وهو ما يصب فى المصلحة المشتركة لكلٍ من اليابان ومصر. وانطلاقًا من فكرة «منطقة المحيطين الهندى والهادئ الحرة والمفتوحة»، تعتبر اليابان مصر شريكًا لا غنى عنه خلال جهودها لحماية البحار باعتبارها منفعة عامة دولية من أجل السلام والازدهار.

بالإضافة إلى ذلك، فقد ساهمت الشراكة بين اليابان ومصر بالفعل فى السلام والتنمية فى المنطقة. فبصفةٍ خاصة، وفى إطار تعاوننا فى تنمية الموارد البشرية لبناء السلام فى إفريقيا على مدى أكثر من 10 سنوات من خلال مركز القاهرة الدولى لحل النزاعات وحفظ وبناء السلام (CCCPA) وغيره، نعمل على إيجاد أوجه التكامل والتآزر من خلال الربط بين مؤتمر التيكاد بقيادة اليابان ومنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة بقيادة مصر. ونود أن نضع يدنا فى يد مصر من أجل تحقيق السلام والتنمية فى إفريقيا أكثر فى المستقبل أيضًا.

وفى سبيل تعزيز هذه الجهود، تأمل اليابان بإخلاص فى العمل مع الأصدقاء المصريين كشريك حقيقى، حيث أنهم حافظوا على صداقتهم معها على مدى سنوات طويلة. إننى أتطلع خلال زيارتى هذه إلى أن أناقش مع الحكومة المصرية باستفاضة كيف يمكن للبلدين أن يتعاونا معًا فى العمل من أجل السلام والازدهار والتنمية، ليس فقط على مستوى البلدين، بل أيضًا من أجل المنطقة والعالم أجمع.

توشيميتسو موتيجى

وزير خارجية اليابان