الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العائدون.. لماذا يتخوف المغرب من سيطرة طالبان على أفغانستان؟

حركة طالبان
حركة طالبان

أحيا دخول حركة طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابول مخاوف عديدة في المغرب من تحول جبال أفغانستان إلى ملاذ جديد للتنظيمات المتطرفة، بعد ماضي صراعات احتضنتها على امتداد سنوات.

ويستعيد كثير من المغاربة، على امتداد الأيام القليلة الماضية، ذكريات العديد من الفئات التي حزمت حقائبها متوجهة إلى أفغانستان، محذرين من مغبة انفلات يولد بؤرة توتر جديدة تحتضن متطرفين مغاربة، وفق ما ذكرت صحيفة "هسبريس" المغربية.

وعلى الرغم من استبعاد تحول أفغانستان لمستقبل جديد للمتطرفين المغاربة، فإن تطورات الأيام لا تبدي ضمانات واضحة، وقد تكابد السلطات المغربية مجددا نفس رهانات ضبط أزمات المغاربة العالقين حاليا في الأراضي السورية والعراقية.

ويعتقد محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في شؤون التنظيمات السلفية، أن طالبان لن تكرر نفس خطأ الماضي، باستقبال أعداد كبيرة من المتطرفين من مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأضاف رفيقي، أن دخول طالبان للعاصمة الأفغانية مختلف هذه المرة، حيث يحظى بدعم أمريكي، وواحد من بنود “اتفاق الدوحة” إلزام طالبان بعدم استقبال من يكن عداء للولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح المتحدث أن طالبان تورطت كثيرا في استقبال المتطرفين، خصوصا بتوفيرها معاقل للتدريب على تنفيذ العمليات الإرهابية، مضيفا أن استقبال المزيد مجددا سيناقض بحثها عن الشرعية الدولية.

من جهته، اعتبر عبد الفتاح الحيداوي، عضو “التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق”، أن علاقة المغاربة بأفغانستان انتهت بشكل نهائي، ولا وجود لمخاوف بخصوص عودتهم إليها.

وأشار الحيداوي إلى أن طالبان تبتعد عن التنظيمات السلفية وقد أصدرت بيانا منذ أيام تنبه فيه من إثارة هذا النقاش، معتبرة إياها حركة حنفية أشعرية.

وأوضح المتحدث أن الحركة شهدت تحولات كبيرة ولم تعد لها علاقة بما كانت عليه في الماضي، مسجلا أن المتابع لأدبيات التنظيم الآن يكتشف حجم التغيرات التي شهدتها في علاقتها بمواضيع عديدة.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن قادة حركة طالبان المسلحة رسموا، لأول مرة منذ استعادة السلطة في أفغانستان، الشكل الذي يمكن أن تبدو عليه سيطرتهم على البلاد، ووعدوا بالسلام في الداخل وحثوا العالم على نسيان تاريخهم الذي طالما اتسم بالعنف والقمع، مع ذلك، لا يزال المجتمع الدولي يتشكك ويترقب مدى صدقهم في ذلك.

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة "كابول": لا نريد أفغانستان أن تصبح ساحة معركة بعد الآن- فمن اليوم فصاعدًا، انتهت الحرب"، مضيفا أن طالبان أعلنت عفواً شاملاً، وتعهدت بعدم الانتقام من الأعداء السابقين، مناشدا موظفي الخدمة المدنية- بمن فيهم النساء- بالرجوع إلى أعمالهم.

وقالت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني- إن كلمات مجاهد، التي جاءت بعد أيام من عدم اليقين في جميع أنحاء العالم بشأن السقوط السريع لأفغانستان في أيدي حركة اشتهرت بوحشيتها، عكست رغبة طالبان في تصوير نفسها على أنها مستعدة للانضمام إلى التيار الدولي السائد، مضيفة أن الكثير من دول العالم تشعر بالقلق من تطميناتهم، لاسيما وأن طالبان فرضت، بعد الاستيلاء على أفغانستان في عام 1996، رؤيتها المتشددة حول تطبيق الشريعة الاسلامية واتباع نظام عقوبات عنيف مثل الجلد وبتر الأطراف والإعدامات الجماعية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في يوم أمس، أكد مسئول في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن أي أصول للبنك المركزي الأفغاني في الولايات المتحدة لن تكون متاحة لطالبان، متابعة أن العديد من الأفغان، أيضًا، ما زالوا غير مقتنعين تمامًا بالوجه الجديد الذي قدمته طالبان، ووعودها بالتعددية السياسية وحماية حقوق المرأة والأقليات.