23 أغسطس من كل عام.. قصة الجميّل الرئيس اللبناني الذي لم يكمل شهرا في الحكم

أدى اغتيال الرئيس اللبناني قبل 39 سنة إلى  إشعال الأمور في لبنان بشكل دامي زاد من نار الحرب الأهلية التي اشتعلت قبلها بسنوات.

يمثل يوم 23 أغسطس من كل عام ، قبل 39 عامًا الموافق عام ١٩٨٢، ذكرى لكل اللبنانيين، ذكرى انتصار انتخابي لم يهنأوا به، بعدما قتل رئيسهم  ، اللبناني “بشير الجميل”، السياسي الشاب الذي اختاره اللبنانيون ليكون رئيس لبنان و زعيمهم في وقتٍ عصيب.

هل ينتظر العراق مصير أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي؟.. مخاوف من تكرار سيناريو طالبان في بغداد بعد 20 عامًا من الغزو.. وهكذا جاء كلام المحللين

لبنان والمجتمع الدولي .. فرنسا والولايات المتحدة في مواجهة إيران والفاتيكان تتدخل

اختار اللبنانيون الجميل ليكون منقذهم من حربٍ أهلية عنيفة في أغسطس ليلقى مصرعه بعدها بشهر في سبتمبر ١٩٨٢.

تم اغتيال الجميل بينما كان يخطب في أنصار  ومؤيديه من أعضاء حزب الكتائب، حيث انفجرت قنبلة في الساعة الرابعة وعشر دقائق عصراً، ما أدى إلى مقتل بشير و٢٦ سياسياً آخر من الكتائب.

ويعد بشير الجميل سياسى وقائد عسكرى لبنانى، وهو الابن الأصغر للزعيم المسيحى بيار الجميّل، مؤسس ورئيس حزب الكتائب اللبنانية.

تلقى بشير تعليمه الجامعى بكلية الحقوق في جامعة القديس يوسف، وفى ١٩٧١ حصل على شهادتى الحقوق والعلوم السياسية، وفتح مكتباً للمحاماة ثم أغلقه مع بداية الحرب الأهلية.

ويمكن القول إن حياة الجميل كانت حياة حافلة على قصرها، فبعدما أغلق مكتب  المحاماة تفرغ للعمل العسكرى وتدرج في حزب الكتائب حتى أصبح قائده العسكرى ثم أسس القوات اللبنانية وتولى قيادتها والتى كانت طرفاً أساسياً في الحرب الأهلية اللبنانية فى ١٩٧٦.

تولى قيادة ميليشيات الحزب وكوّن تحالفاً للميليشيات المسيحية المسلحة وبعد دخول القوات السورية في ١٩٧٦ بطلب من رئيس الجمهورية سليمان فرنجيّة اتفق بشير مع زعيم الطائفة الدرزية كمال جنبلاط على توحيد الفصائل اللبنانية لمقاومة انتشارالجيش السورى في لبنان.

انتخب الجميل رئيسا للبلاد في أغسطس وقتل بعد أقل من شهر  في سبتمبر، وحدث اغتياله بعد وقت قصير من موافقته على بدء مناقشة إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وجرى اغتياله إبان الغزو الإسرائيلي للبنان في صيف عام 1982 في اجتياح يعد من أشد الأحداث دموية في البلاد.

وأدى مقتله في تفجير مع 32 آخرين في 14 سبتمبر 1982 إلى مجزرة بحق فلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت.

ولا تزال عائلة الجميل واحدة من أبرز السياسيين اللبنانيين وتترأس حزب الكتائب اللبنانية التي أسسها بيار الجميل والد بشير. 
وبعد ذلك أصبحت ميليشيا القوات اللبنانية حزبا سياسيا مختلفا يرأسه أحد قادتها سمير جعجع.

وفي عام 2017، أصدر مجلس القضاء العدلي اللبناني حكما بالإعدام بحق حبيب الشرتوني في قضية اغتيال الرئيس بشير الجميل في حدث شكل تحولا في الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما.

كان الشرتوني وهو عضو في الحزب القومي السوري الاجتماعي قد اعترف بدوره في التفجير الذي وقع في الثمانينيات وصدر الحكم عليه غيابيا بعد هروبه من السجن في عام 1990 عقب عشر سنوات من الاعتقال.

ونقلت جريدة “الأخبار” اللبنانية  عن الشرتوني قوله إن توقيت محاكمته سياسي وإنه عاش في سوريا بين عامي 1994 و2004 ولكن لم يكشف عن مكانه الحالي.