EN
بعد أكثر من قرن تقريبًا من غرق السفينة «تيتانيك»، تستعد نسخة جديدة منها للإبحار عبر المسار ذاته في المحيط الأطلسي الذي شهد الحادث المأساوي، بعد أن اصطدمت بجبل جليدي يوم 15 أبريل 1912؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 1600 شخص، فيما نجا نحو 700 آخرون.
أستراليا أعلنت التحدي في سنغافورة
بدأت شركة Blue Star Lineالاسترالية، في بناء سفينة «تيتانيك 2» في سنغافورة، بتكلفة تقدر بـ500 مليون دولار، بمبادرة منرجل الأعمال والسياسي الأسترالي «كليف بالمر»،ومن المخطط أن تنطلق أولى رحلاتها في 2022.
وستحمل السفينة العملاقة، اسم «ار اس ام»، وستبدأ رحلتها بإحياء المسار القديم، وهو ما وُصف «بالفأل السيء»، حيث غرقت أولى رحلات السفينة الأولى في أبريل 1912، بين ميناء ساوثهامبتون الإنجليزي ونيويورك، لكن السفينة ستتحرك من سنغافورة إلى دبي، ومنها إلى ساوثهمبتون، ومنها تنطلق إلى رحلتها القديمة كأولي رحلاتها التجارية.
نسخة طبق الأصل
السفينة الجديدة مشابهة لنسختها الأصلية إلى حد كبير، ومزودة بتكنولوجيا متطورة ووسائل إنقاذ حديثة، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من بنائها عام 2022، وتتسع لـ2400 راكب، إضافة إلى 900 من الأطقم والبحارة، ومن المقرر بدء حجز التذاكر عليها قريبا، وكان مشروع إعادة بناءها قد واجه مشكلات كبيرة في الماضي، ليتوقف العمل عليها بعد أن أعلن عن الفكرة لأول مرة في العام 2012، وفي سبتمبر من هذا العام، أعلن مجدداً كليف بالمر، الذي يقف وراء المبادرة المثيرة للجدل، عن إستئناف أعمال البناء على السفينة، بعد أن تسبب في إيقافها نزاع مالي مع الحكومة الصينية في العام 2015.
احتياطات الاصطدام بجبل الجليد
ومن المقرر، أن تكون السفينة الجديدة نسخة مماثلة عن السفينة الأصلية، والتي غرقت منذ 107 أعوام عقب اصطدامها بجبل جليدي، ما أودى بحياة أكثر من 1,600 راكب على متنها.
ولتجنب وقوع كارثة متكررة، ستتجهز سفينة تيتانيك الثانية بكميات كبيرة من قوارب النجاة، حيث لم يكن لدى تيتانيك الأولى قوارب نجاة تكفي سوى لإنقاذ 1200 شخص فقط، على الرغم من أن سعتها القصوى 3500، وتم وضع قواعد تُلزم السفن بحمل ما يكفي من قوارب النجاة لجميع الركاب، وسيُلحم هيكلها كلياً، بدلاً من تركيب القطع ببعضها البعض، فضلاً عن اعتمادها على معدات ملاحة ورادارات حديثة، لكشف جبال الجليد التي تسببت في غرق السفينة الأصلية.
نفس المسار المشئوم هل يغير القدر؟
وفي بيان عن إطلاق السفينة الجديدة، يقول بالمر: «ستتبع السفينة الرحلة الأصلية، وستنقل الركاب من ساوثامبتون إلى نيويورك، لكنها، ستبحر أيضا حول العالم، لتلهم وتسحر انتباه الناس بغموضها في كل ميناء تزوره».
وسبق أن أعلن أن الرحلة الأولى، ستنقل الركاب من دبي إلى نيويورك، بحسب تقارير من كروز أريبيا، حيث ستقوم السفينة بأول رحلة لها في العام 2022.
وتقول شركة بلو ستار لاين، إن السفينة المكونة من 9 طوابق ستتضمن 835 مقصورة، تستوعب 2435 راكباً، كما ستتوفر تذاكر للدرجات الأولى، والثانية، والثالثة، تماماً كما كان الحال في نسخة السفينة الأصلية، كما ستجهز السفينة من الداخل تماماً بشكل مشابه لتصميم سفينة التايتانيك الداخلي الأصلي، بما في ذلك الدرج الكبير الذي برز في فيلم جيمس كاميرون الشهير.
الصين تزايد على أستراليا بتكلفة 1.4 مليار دولار
في إطار رغبتها في الظهور والسيطرة على زعامة العالم في شتى المجالات، بدأت الصين فى بناء نسخة طبق الأصل من سفينة "تايتانك" الشهيرة، بالحجم الطبيعى، تظهر فى الريف الصينى، وتقبع فى وسط الحقول، حيث تعتزم الصين إنشاء متنزه ترفيهى مخصص لهذه السفينة، ويستمر العمل على رصيف ضخم بأحد الأنهار في سينينج جنوب غرب الصين، إذ ينهمك العمال فى الشغل حول بدن السفينة العملاقة.
وتعتزم الشركة المُصنعة إنهاء نسخة عملاقة طبق الأصل من "سفينة تيتانيك"، ووصف «سو شاوجون»، صاحب الفكرة، المشروع بأنه معقد جدا للغاية، قائلا: «نحن نبنى سفينة ضخمة بحجم حاملة طائرات»، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 10 مليارات يوان، حوالى «1.4 مليار دولار»، ومن المقرر افتتاحه في نهاية العام، ويبلغ طول النسخة المطابقة لسفينة تايتانيك 260 متراً، واستغرق بناؤها 6 سنوات، وهى ضعف المدة التي استلزمها بناء "تايتانيك" الحقيقية، بمشاركة 100 عامل وباستخدام 23 ألف طن من الفولاذ، وسيعتمد التصميم، على محرك بخارى حقيقى، ليعطى للزائرين انطباعاً بأنهم في وسط البحر بالفعل.
مصير جبل الثلج الذي أغرق «تايتانيك»
يرى البروفيسور "جرانت بيج" من جامعة شيفلد، في مجال ما يسمونه "علم أنظمة الأرض"، أن الجبل الجليدي موجود منذ 100 ألف عام، بانفصال كتلة ثلجية صغيرة عن طبقتها في أكبر جزيرة بالعالم، وهي «جرين لاند» الذاتية الحكم والتابعة إداريا للدنمارك، وفيها تضخمت الكتلة مع الوقت بتراكم الثلوج عليها طوال قرون، حتى أصبحت جبلا، تكفل الصقيع المستمر بتحويله لجليدي عملاق، إلى درجة أن طوله بلغ في أكبر قياسات كان عليها 518 مترا، ووزن كتلته 75 مليون طن.
ويملك البروفيسور وفريقهأنظمة كمبيوتر يمكنها حساب مسارات الجبال الجليدية في أي عام كان، وبعد حساباتهم، اتضح أنطوال 1000 قرن تقريبا، كان الجبل يفقد شيئا من كتلته الجليدية بذوبان بطيء كان يتعرض له، حتى وصل وزن كتلته إلى مليون و500 ألف كيلوجرام، أي خسر 73 مليون ونصف الطن من وزنه، ومن طوله خسر 396 مترا، فأصبح بطول 122 مترا، وكان قسمه الظاهر فوق الماء بارتفاع يقل عن 3 أمتار، أي أن هناك 119 متر أو تقل قليلا تحت سطح الماء، متوقعين أن السفينة في حال تصميمها على اتخاذ نفس المسار، ستواجه نفس المصير.
